كفارة الزنا للمرأة المتزوجة

كتابة:
كفارة الزنا للمرأة المتزوجة

كفارة الزنا للمرأة المتزوجة

هل تختلف كفارة الزنا للمرأة المتزوجة عن غيرها، وما هي كفارتها؟

إن الزّنا كبيرة من الكبائر التي غلّظ الله في النهي عنها ووضع لها حدًا وعقوبة في كتاب الله تعالى، فحريّ بالمسلمين والمسلمات أن يجتنبوه، لما في ذلك من ضياع الأنساب، وفساد المجتمعات في الدنيا، والعقاب في الآخرة، كما أنه لا يوجد في الإسلام كفارة من الزنا للمرأة المتزوجة إلا التوبة الخالصة لله تعالى من تلك الفاحشة، وذلك مثل بقية المعاصي والذنوب، إذ يقول تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}.[١][٢]


حد الزنا للمرأة المتزوجة

بماذا يختلف حد الزنا للمرأة المتزوجة عن المرأة غير المتزوجة؟

حدُّ الزنا للمرأة المتزوجة مثل الحد الذي يُقام على الرجل المتزوج، وهو الرجم حتَّى الموت، وثبتَ ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنَّه رجمَ المرأة الغامدية وماعزًا، ففي الحديث الطويل عن ماعز بعد أن تأكَّدَ رسول الله من ارتكابه الزنا قال له: "أَزَنَيْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ، فأمَرَ به فَرُجِمَ"،[٣][٤]


ولقراءة المزيد حول عقوبة الزنا الدنيوية والأخروية يمكنك الاطلاع على هذا المقال: عقاب الزنافي الدنيا والآخرة


هل يجوز للزانية المتزوجة أن تقيم الحد على نفسها؟

لا يجوز أن تقيم الزانية المتزوجة الحد على نفسها، لأنَّ الحدُّ يقام عن طريق ولي الأمر أو من ينوب عنه، فإذا تابت ولم يبلغ الأمر القاضي أو وليّ الأمر فإنَّ الحدَّ يسقط، فقد قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ}،[٥] وإلى ذلك ذهب جمهور الفقهاء.[٦]


هل يجب طلاق الزوجة الزانية؟

إذا تابت الزوجة الزانية من فعلتها وأخلصت إلى الله تعالى فإنَّ الله يقبل توبتها، إذ يقول تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَناتٍ}،[٧] ولا يجب طلاق الزوجة الزانية والأولى الستر عليها والإبقاء عليها إذا أحسنت توبتها، أمَا إذا لم تتُب من فعلتها وعادت إلى الفاحشة فيجب طلاقها ويحرم إمساكها.[٨]


ما حكم انتساب ولد الزنا إلى الزاني بعد زواجهما؟

إنَّ ولد الزنا يُنسَب إلى أمِّه إذا لم تكُن متزوجة وعصبتها عصبته، ولا ينسب إلى من زنَى بها أو بزوجها إذا تزوجت بعد ولادته، وأمَّا إذا كانت متزوجة قبل حادثة الزنا بستة أشهر وأكثر فإنَّ الولد يُنسب إلى الفراش أي إلى زوجها، لحديث رسول الله: "و الوَلَدُ لِلفراشِ ، و لِلعاهِرِ الحَجَرِ"،[٩] فالولد يُنسب لزوجها، ولها هي العقوبة والخيبة، والولد لا يضرُّه فعل والديه إذا كان صالحًا، لقوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.[١٠][١١]


هل تقبل صلاة الزانية المتزوجة؟

إنَّ قبول الصلاة وغيرها من الأعمال الصالحة لا يعلم به إلا الله، وخصوصًا للإنسان العاصي، فقد يقبلها الله تعالى وقد يردُّها، ولكنَّ صلاة الزانية المتزوجة مثل صلاة غيرها من العصاة تكون صحيحة ومجزئة إذا اجتمعت فيها جميع شروط صحَّة الصلاة المطلوبة في الشرع، لذلك لا يجوز للزانية المتزوجة ترك الصلاة بحجَّة الوقوع في فاحشة الزنا، بل عليها أن تسارع في التوبة إلى الله وتخلص له فيها، وتحافظ على الصلاة ولا تضيعها حتَّى يعصمها الله تعالى من الوقوع بالفاحشة مرة أخرى، وأن تعقدَ العزم على عدم الرجوع لمثل تلك الفاحشة المقيتة.[١٢]


كما يمكنك التعرّف على كفارة الزنا للرجل المتزوج بالاطلاع على هذا المقال: كفارة الزنا للمتزوج

المراجع

  1. سورة الزمر، آية:53-54
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 303. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:1695، صحيح.
  4. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 300. بتصرّف.
  5. سورة المائدة، آية:34
  6. مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 212. بتصرّف.
  7. سورة الفرقان، آية:70
  8. محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 2. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمرو بن خارجة، الصفحة أو الرقم:1720، صحيح.
  10. سورة الأنعام، آية:164
  11. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث 1، صفحة 387. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 282. بتصرّف.
3572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×