محتويات
متلازمة القلب المنكسر
عندما يفكر الإنسان في متلازمة القلب المكسور قد يخطر في باله رسم لخط متعرج يمر من خلال القلب، لكنّ متلازمة القلب المنكسر حقيقية، وتؤدي إلى حدوث عواقب قلبية وخيمة، فما متلازمة القلب المنكسر؟ وما أعراضها؟ وما أسبابها؟ وما علاجها؟
متلازمة القلب المنكسر (Broken heart syndorme) مجموعة من الأعراض المشابهة لأعراض النوبة القلبية، وتحدث استجابةً للضغط النفسي أو الجسدي، ويعتقد معظم الأشخاص الذين يعانون منها أنّهم مصابون بنوبة قلب؛ ذلك لتشابه الأعراض في ما بينهما، ومع ذلك، فإنّ الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القلب المكسور لا يحدث لديهم انسداد في الشرايين التاجية، ويتعافون بسرعة بالكامل، كما تُسمّى هذه المتلازمة باعتلال عضلة القلب الناتج من الإجهاد؛ وهذا يعني أنّ الإجهاد والتوتر قد يسببان خللًا في عضلة القلب أو شلها، وتُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر -خاصةً النساء الآسيويات والقوقازات بعد انقطاع الطمث-.[١]
أعراض متلازمة القلب المنكسر
قد تظهر هذه الأعراض في غضون دقائق أو حتى ساعات بعد التعرض لحالة الإجهاد، وكما ذُكر سابقًا، تتشابه أعراضه مع أعراض النوبة القلبية؛ لذلك تجب دائمًا مراجعة الطوارئ عندما يعاني الشخص من هذه الأعراض، إذ لا توجد طريقة لتحديد سببها دون إجراء اختبارات تشخيصية معينة عبر الطبيب، وتتضمن أعراض متلازمة القلب المنكسر ما يأتي:[١]
- الصدمة القلبية؛ هي عدم قدرة القلب على ضخ كمية كافية من الدم لتلبية حاجة الجسم بسبب تأثير هرمونات الإجهاد في خلايا القلب، مما يؤدي إلى خلل في وظائفها، وتزول هذه التأثيرات في غضون بضعة أيام أو أسابيع، ولا يؤدي ذلك إلى حدوث ضرر دائم في القلب.
- الذبحة الصدرية؛ هي ألم شديد ومفاجئ في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- الإغماء.
- انخفاض ضغط الدم.
- السكتة القلبية.
أسباب متلازمة القلب المنكسر
إنّ السبب الدقيق لحدوث متلازمة القلب المنكسر غير معروف، ويُعتقد أنّ هرمونات الإجهاد؛ مثل: الأدرينالين تلعب دورًا في ذلك، فقد تسبب ضررًا مؤقتًا في القلب، لكن من غير المعروف طريقة تأثير هذه الهرمونات في القلب، ويُعتقد أنّ الأمر عائد إلى حدوث تضيُّق مؤقت في شرايين القلب الكبيرة أو الصغيرة، وقد يملك الأشخاص المصابون بمتلازمة القلب المنكسر قلوبًا مختلفة الأشكال.
وتحدث متلازمة القلب المنكسر بعد التعرض لتجربة جسدية أو عاطفية قاسية، ومن مسبباتها ما يأتي:[٢]
- وفاة شخص عزيز.
- الحصول على تشخيص طبي مخيف.
- الاضطهاد الأسري.
- خسارة كمية كبيرة من المال أو حتى ربحها.
- الاحتفالات المفاجئة.
- المشاركة في خلافات كلامية حادة.
- التحدث أمام مجموعة من الأشخاص.
- فقد الوظيفة أو حدوث مشكلات مالية.
- الطلاق.
- التعرض لعوامل الإجهاد الجسدية؛ مثل: نوبات الربو أو عدوى فيروس كورونا المستجد أو كسر العظام أو الجراحات الكبرى.
وفي الحالات النادرة تسبب بعض الأدوية حدوث متلازمة القلب المنكسر؛ ذلك بسبب تأثيرها في مستويات هرمون التوتر، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[٢]
- الإبينيفرين (Epinephrine)، الذي يُستخدم لعلاج ردود الفعل التحسسي ونوبات الربو الحادة.
- دولوكسيتين (Duloxetine)، دواء يُعطى لعلاج مشكلات الأعصاب عند مرضى السكري ولعلاج الاكتئاب.
- فينلافاكسين (Venlafaxine)، هو علاج للمصاب بالاكتئاب.
- ليفوثيروكسين (Levothyroxine)، دواء يُعطى لعلاج قصور الغدة الدرقية.
- المخدرات والأدوية الممنوعة، ومنها: الميثامفيتامين والكوكايين.
تشخيص متلازمة القلب المنكسر
قد يُجري الطبيب مجموعة من الاختبارات والفحوصات التي تساعده في تشخيص متلازمة القلب المنكسر، واستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض، ومنها ما يأتي:[٣]
- الفحص والتاريخ البدني، إذ سيجري الطبيب فحصًا وسؤال المصاب عن الأعراض، كما سيسأله عن أي أحداث أو ضغوط كبيرة تعرّض لها الشخص مؤخرًا.
- مخطط كهربية القلب (ECG)، سيُنفّذ الطبيب هذا المخطط للبحث عن أيّ مشكلات في إيقاع القلب وبِنيتِه، إذ يساعد ذلك في معرفة سبب ظهور الأعراض.
- اختبارات الدم، التي تُظهِر حدوث تلف في القلب.
- تصوير الأوعية التاجية، يبحث هذا الاختبار عن مشكلات الشريان التاجي، إذ تُحقَن الصبغة في الصدر والشرايين التاجية لمساعدة الطبيب في رؤية أي انسداد الذي يوجد عند الأشخاص المصابين بالنوبات القلبية، ولا توجد هذه الانسدادات عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض القلب المنكسر.
- مخطط صدى القلب (Echocardiogram)، هو موجات فوق صوتية يستخدمها الطبيب للكشف عمّا إذا كان المصاب يعاني من تضخم في القلب أو إذا كان شكل القلب غير طبيعي عندما ينبض، وقد تبدو العلامة الأخيرة دلالة على الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر.
- الأشعة السينية للصدر، يظهر خلالها تضخم في القلب أو شكله غير طبيعي، كما تساعد أيضًا في معرفة ما إذا كانت مشاكل الرئة سبب ظهور الأعراض.
علاج متلازمة القلب المنكسر
لا يوجد علاج قياسي للمصاب بمتلازمة القلب المنكسر، إذ يجرى علاجها وفق أنّها نوبة قلب حتى يثبت تشخيصها، ويبقى معظم المصابين في المستشفى حتى يتعافون، وبعدما يثبُت التشخيص فمن المرجّح أن يصف الطبيب أدوية للقلب ليتناولها المصاب خلال وجوده في المستشفى؛ مثل: مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 وحاصرات بيتا ومدرات البول، إذ تساعد هذه الأدوية في تقليل جهد العمل على القلب أثناء التعافي، كما قد تساعد في منع تكرار النوبات.
يتعافى العديد من المرضى تمامًا في خلال شهر أو إلى ما نحو ذلك، ومن المحتمل أن يُعاد إجراء مخطط صدى القلب مرة أخرى بعد أربعة إلى ستة أسابيع من ظهور الأعراض لأول مرة للتأكد أنّ القلب قد تعافى، ولا تُعدّ الإجراءات التي تُستخدم لعلاج النوبة القلبية مفيدة لعلاج المصاب بمتلازمة القلب المنكسر.[٤]
الفرق بين متلازمة القلب المنكسر والنوبة القلبية
تختلف بعض العلامات المرتبطة بمتلازمة القلب المكسور عن تلك التي تحدث في حالة النوبة القلبية، وفي متلازمة القلب المكسور تحدث الأعراض فجأةً بعد الإجهاد العاطفي أو البدني الشديد، وفي ما يأتي ذكر لبعض الاختلافات الأخرى في ما بينهما:[٥]
- تختلف نتائج تخطيط كهربية القلب عند الإصابة بمتلازمة القلب المكسور عن نتائجها في حالة الإصابة بنوبة قلب.
- لا تُظهر اختبارات الدم أيّ علامات على تلف القلب عند الإصابة بهذه المتلازمة.
- لا تظهر الاختبارات أيّ علامات انسداد في الشرايين التاجية عند التعرض للإصابة بهذه المتلازمة.
- تظهر الاختبارات تضخمًا وحركة غير عادية لغرفة القلب السفلية اليسرى، التي تُعرف بالبطين الأيسر، في حالة الإصابة بالمتلازمة.
- يبدو وقت التعافي سريعًا عند الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر، فيحدث ذلك في غضون أيام أو أسابيع عدة، أمّا في حالة الإصابة بنوبة القلبية فقد تصل مدة التعافي إلى شهر أو أكثر.
المراجع
- ^ أ ب "Broken Heart Syndrome", my.clevelandclinic,15-6-2018، Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (29-5-2020), "Broken heart syndrome"، mayoclinic, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ James Beckerman, MD, FACC (15-1-2020), "Can You Die of a Broken Heart?"، webmd, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (29-5-2020), "Broken Heart Syndrome"، mayoclinic, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ "Is Broken Heart Syndrome Real?", heart.org, Retrieved 20-6-2020. Edited.