كل ما يتعلق بمتلازمة رائحة السمك

هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من رائحة سيئة غير مبررة تلازمهم طوال الوقت، وهي المشكلة التي قد تتسبب للكثيرين منهم الحرج، وقد ينطبق هذا على بعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة رائحة السمك (Fish Odor Syndrome).

في ما يأتي سنستعرض كل ما يتعلق بمتلازمة رائحة السمك تفصيلًا:

ما هي متلازمة رائحة السمك؟

متلازمة رائحة السمك هي اضطراب نادر يؤدي إلى عجز الجسم عن استقلاب مركب ثلاثي ميثيل الأمين (Trimethylaminuria)، ومركب ثلاثي ميثيل الأمين هو مادة كيميائية ذات رائحة كريهة تشبة رائحة السمك أو البيض المتعفن أو النفايات أو حتى البول.

هذا الخلل في استقلاب المركب يؤدي إلى تراكمه في الجسم، وثم طرحه عن طريق العرق أو البول وهواء الزفير.

من جهة يتأثر بعض الأشخاص المصابين بهذهِ المتلازمة بالاكتئاب، أو الرغبة في الانعزال التام عن الآخرين أو البيئة المحيطة بسبب هذهِ الرائحة السيئة.

أسباب متلازمة رائحة السمك

تمثلت أسباب الإصابة بمتلازمة رائحة السمك في ما يأتي:

• الطفرات الجينية

علاقة الجينات بمتلازمة السمك قوية جدًا، فعادةً ما يحول أنزيم ثنائي ميثيلانيلين مونوكسيجيناز (Flavin Containing Dimethylaniline Monoxygenase-3 (FMO3)) مركب ثلاثي ميثيل الأمين ويستقلبه، وبتالي تعمل البكتيريا في الأمعاء على هضم البروتينات الموجودة في بعض الأطعمة وتحولها إلى مركبات عديمة الرائحة.

لكن في حالة الإصابة بمتلازمة رائحة السمك لا يقوم هذا الأنزيم في عمله على أكمل وجه مما يُسبب تراكم المركب في الجسم، ويبقى ذو رائحة كريهة تخرج مع إفرازات الجسم، مثل: العرق، والبول، و اللعاب، مما يجعل رائحة الفم كريهة أثناء التنفس أيضًا.

• النظام الغذائي

يصاب بمتلازمة رائحة السمك بعض الأشخاص الذين يكثرون من تناول البروتينات في نظام غذائهم اليومي، لا سيما الأسماك البحرية، والأطعمة الغنية بالكولين، والبيض، والفاصوليا، وفول الصويا، والكبد.

• الاختلال في بعض وظائف الجسم

يمكن أن يؤدي خلل وظيفة كل من الكبد أو الكليتين على وجه الخصوص إلى الإصابة بمتلازمة رائحة السمك.

• العامل الوراثي

العامل الوراثي يعني انتقال صفة جينية عبر سلالة الأجيال من نفس العائلة، فحتى لو لم يكن أحد الوالدين مصاب بمتلازمة رائحة السمك فربما تُصيب المتلازمة أحد الأبناء، فالعامل الوراثي جدًا معقد وينتقل عبر الأجيال. 

أعراض متلازمة رائحة السمك

الرائحة الكريهة للعرق والفم والبول هي العرض الوحيد والطريقة الوحيدة للكشف عما إذا كان شخص ما يعاني متلازمة رائحة السمك.

تظهر هذه الأعراض عندما يتراكم مركب ثلاثي ميثيل أمين في جسم الشخص، ليخرج بعدها عن طريق البول والعرق ولعاب الفم.

لذلك يمكن التأكد من الإصابة بمتلازمة رائحة السمك إن ظهرت الرائحة المشابهة للسمك الفاسد في جميع مخرجات الجسم، ولا تكون عابرة لمدة يوم فقط، وإنما تستمر مرارًا وتكرارًا.

نصائح تخفف حدة متلازمة رائحة السمك

هناك عدة نصائح تقلل من حدة متلازمة رائحة السمك، وتمثلت في الآتي:

• الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على مركب ثلاثي ميثيل أمين، مثل: البقوليات.
• عدم شرب الحليب الذي يكون مصدره الأبقار التي تتغذى على القمح أو الحنطة، وذلك لاحتوائهِ على مركب ثلاثي ميثيل أمين بشكل كبير.
• أخذ المضادات الحيوية التي تعمل على تقليل كمية الجراثيم المعوية، لكن يجب أخذها بجرعات منخفضة.
• تناول الملينات أو المسهلات بعد فترة من تناول الطعام الذي يحتوي على مركب ميثيل أمين، وذلك للمساعدة على طرح هذا المركب في البراز.
• تناول المكملات الغذائية التي تساعد على تقليل كمية مركب ثلاثي ميثيل أمين وطرحهِ بشكل حر في البول.
• استخدام أقراص الفحم مرتين في اليوم، والتي تساعد على التخلص من النفخة المزعجة.