بالرغم من شيوع استخدام قطرات العين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، إلا أن مؤخرًا وجد أن بعضًا منها قد يُسبب خطرًا، إليك تفصيل ذلك فيما يأتي:
يُعد استخدام قطرات العين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أمرًا شائعًا جدًا، حيث وُجد أن أكثر من ثلث الأمريكيين في سنة 2020 قد قاموا باستخدام هذه القطرات إلى جانب بعض أنواع غسول العين.
إلا أنه وبعد اكتشاف احتمالية وجود بعض القطرات الملوثة والمسببة للعدوى أصبح العديد من الأفراد يخشون استخدام قطرات العين خوفًا من أضرارها، خاصة بعد تصريح أحد أطباء العيون في جامعة UCLA أن هنالك نوعين من قطرات العين أو الدموع الاصطناعية (Artificial tears) التي قد ترتب على استخدامها بعض المضاعفات والمخاطر الصحية، والتي كانت مصحوبة بمجموعة من الأعراض المرضية الواضحة، مما جعل البعض يلجأ إلى طبيب العيون كيفن ميلر (Kevin M. Miller) الذي يُعد أحد أطباء العيون في كلية ديفيد جيفن (David Geffen) في UCLA لمناقشته بأهم الطرق التي قد تساعدهم على معالجة مخاوفهم هذه تجاه القطرات الملوثة.
بدورها قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في شهر فبراير بالتحذير من استخدام قطرات العين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والتي تم تصنيعها تحديدًا من قبل كل من شركة (EzriCare) و(Delsam Pharma)، ويُعزى السبب في ذلك إلى احتمالية تسببها بالتلوث البكتيري.
وفي شهر مارس وجدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن هنالك بكتيريا مقاومة للأدوية من سلالة نادرة موجودة في داخل بعض عبوات قطرات العين هذه، والتي ترتب على استخدامها إصابة 68 مريضًا في 16 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية بالعدوى الناتجة عن الإصابة بالبكتيريا التي تسمى الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa)، وقد نجم عن هذه العدوى ثلاث وفيات، وخضوع أربعة أفراد لعمليات جراحية لاستئصال العين، وإصابة ثماني حالات بفقدان البصر. مما أدى ذلك إلى قيام الشركة المصنعة (Global Pharma Healthcare) بسحب منتجاتها هذه من الأسواق والمحال التجارية، بما فيها مراهم العين من (Delsam Pharma).
وقال الدكتور ميلر في هذا الخصوص: "إن من لديه قطرات العين المصنعة من (EzriCare) أو(Delsam Pharma) فيجب عليه التوقف عن استخدامها والتخلص منها بأسرع وقتٍ ممكن."
كما أشار الدكتور ميلر إلى نقطة مهمة وهي أن بعض الأشخاص قد لا يستطيعون إدراك أن القطرات الملوثة هذه هي السبب في المشكلات الصحية التي يعانون منها، وذلك لاستخدامهم العديد من الأدوية الأخرى الخاصة بالعين، وأضاف قائلًا: "إن الذين يقومون باستخدام القطرات الدوائية غالبًا ما يلجؤون إلى استخدام الدموع الاصطناعية أو قطرات العين التي لا تحتاج لوصفة طبية من أجل تهدئة العين، لذلك من الضروري لكل فرد معرفة الأعراض التي من المحتمل أن تصاحب استخدام قطرات العين الملوثة هذه تجنبًا لأضرارها ومضاعفاتها المحتملة."
حيث قال: "إن معظم المستخدمين لهذه القطرات الملوثة غالبًا ما سيشعرون بشيء حارق أو لاذع في عيونهم بعد مضي يوم أو يومين من استخدامهم لها، إلى جانب معاناتهم من بعض الأعراض الأخرى التي تبدأ بالظهور مع تقدم العدوى في داخل العين"، وأوضح أن هذه الأعراض تشمل ما يأتي:
- الحكة.
- الاحمرار.
ومع تقدم الإصابة بالعدوى وعدم اللجوء للعلاج، قد يعاني الأشخاص من الأعراض الآتية:
- الرؤية الضبابية.
- ظهور بعض الإفرازات المائية، أو الصفراء، أو الخضراء من العين.
- تقشر الرموش.
ووضح في هذه الحالات أهمية مراجعة الطبيب بشكل فوري والتوقف عن استخدام قطرة العين الملوثة هذه.
وفي النهاية أوصى الدكتور ملير قائلًا: "لا داعي للتوقف عن استخدام قطرات العين بالمجمل، إذ إن قطرات العين التي لم يتم تصنيعها من الشركات السابقة آمنة بشكل عام، وذلك لعدم سحب أيّ من منتجاتها من الأسواق."
إضافة إلى ما سبق قال الدكتور ميلر: "قد تم مؤخرًا أيضًا سحب دواء بريمونيدين (Brimonidine) الذي يُعد من أحد العلاجات الدوائية المستخدمة لعلاج الغلوكوما (Glaucoma) لوجود كسرٍ في غطاء بعض عبواته المتوفرة في الأسواق، وليس لاكتشاف أيّ تلوث أو عدوى ناتج عن استخدامه".
مصدر هذا المحتوى من: