محتويات
الحزن
الحزن هو من الأمور الصعبة على الإنسان، لأنّها تجعله غير قادر على فعل أي شيء، وتشتّت تفكيره، لكن له بعض الإيجابيات أيضاً، فقد يكون مصدراً للتميّز ودافعاً للنجاح، وهنا سنقدّم بعضاً من الكلمات والعبارات الحزينة والمؤلمة.
كلمات حزينة جداً ومؤلمة
- بقي لغياب الشمس لحظات، لحظات ويأتي المساء، وفي المساء يأتي الوداع، وفي الوداع تبكي العيون، ومن تلك الدموع تنطفئ كل الشموع، إلا شمعة أوقدها دمعي كي لا ينسى، إن الوداع كان من أشد الآلام.
- أصبحت أشعر بالوحدة، فكل من حولي لا وجود لهم، وكأن الأيام تحكم عليّ بموت أحاسيسي، وكأن الدموع تأسرني. لي أرض الآهات لم أعد أعرف أين سأمكث: بداخلي، أم استفيق لحلم ضاع في صفحات السنين.
- لقد أصبحت أتمنى أن أسكن عالماً بعيداً، عالماً لا أشعر بالبشر فيه، بل أشعر بنسمات الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى لأوراق الأزهار.
- كل ما بداخلي تحطّم وتبعثر، أصبحت أشلاء تناثرت فوق صفحات البحر، ربما الخوف من المجهول يسكنني، وتلك الدمعات تأسرني، ولكنّي فقدت إحساسي بالأمان وثقتي بالأزمان.
- حياة خالية فارغة سوداء، ووحدة قاتلة، ولغة الصمت تسود المكان، والألم جاثم على أنقاض الفؤاد، حتى الجسد أحسّ بالغربة ومرارة العيش، الوحدة تقتلني، والوجع يسكنني، وذكريات الماضي تشغلني، وأشعر أن همومي ستخنقني وأحزاني ستغرقني.
- ما زالت الجراح في قلبي، جراح ما زالت تنزف، جراح تعفّنت من كثرة الدماء، جراح أبكتني حتى جفّت كل دموعي، جراح أطفأت رغبتي بالاستمرار في الحياة.
- أيامي سوداء لا ترى الشمس، ويسكنها الصمت والعذاب، وتغمرها ظلمة الليل، ولا تعرف معنى الألوان، أيام غاب فيها القمر، ولم تعد تُتقن سوى لغة البكاء، أيام تحتضر، أيام كالأشباح، أيام انقطعت فيها الأنفاس، وتملّكني فيها اليأس والضياع.
- ما أصعب أن تبكي بلا دموع، وما أصعب أن تذهب بلا رجوع، وما أصعب أن تشعر بالضيق وكأن المكان من حولك يضيق، ما أصعب أن تتكلم بلا صوت، أن تحيا كي تنتظر الموت، ما أصعب أن تشعر بالسأم فترى كل من حولك عدم، ويسودك إحساس الندم على إثم لا تعرفه وذنب لم تقترفه.
- ما أصعب أن تشعر بالحزن العميق وكأنه كامنٌ في داخلك، ألم عريق تستكمل وحدك الطريق بلا هدفٍ، بلا شريكٍ، بلا رفيقٍ، وتصير أنت والحزن والندم فريق، وتجد وجهك بين الدموع غريق، ويتحوّل الأمل الباقي إلى بريق.
- ما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيد بلا صديقٍ، بلا رفيقٍ، بلا حبيبٍ، تشعر أن الفرح بعيد، تعاني من جرح لا يطيب، جرح عميق، جرح عنيد، جرح لا يداويه طبيب.
- الفراق حزن كلهيب الشمس يبخّر الذكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها، فتجيبه العيون بنثر مائها لتطفئ لهيب الذكريات، الفراق نار ليس للهبه حدود، لا يحسه إلّا من اكتوى بناره، الفراق لسانه الدموع، وحديثه الصمت، ونظره يجوب السماء، الفراق هو القاتل الصامت، والقاهر الميت، والجرح الذي لا يبرأ، والداء الحامل لدوائه، الفراق كالحب، تعجز الحروف عن وصفه، الفراق كالعين الجارية التي بعد ما اخضرّ محيطها نضبت.
- إذا سألوك يوماً عن إنسان أحببته فلا تبح بسرٍ كان بينكما، ولا تحاول أبداً تشويه الصورة الجميلة لهذا الإنسان الذي أحببته، اجعل من قلبك مخبأً سرّياً لكل أسراره وحكاياته، فالحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر.
- إذا جلست يوماً وحيداً تحاول أن تجمع حولك ظلال أيام جميلة عشتها مع من تحب، اترك بعيداً كل مشاعر الألم والوحشة التي فرّقت بينكما، حاول أن تجمع في دفاتر أوراقك كل الكلمات الجميلة التي سمعتها ممن تحب، وكل الكلمات الصادقة التي قلتها لمن تحب.
مقتطفات من شعر حزين
من القصائد التي كتبها الشعراء في لحظات حزنهم، اخترنا لكم ما يأتي:
أبَى الحُزْنُ أن أنسَى
الفرزدق
أبَى الحُزْنُ أن أنسَى مَصَائبَ أوْجعتْ
صَمِيمَ فُؤادٍ كَانَ غَيرَ مَهينِ
وَمَا أنَا إلاّ مِثْلُ قَوْم تَتَابَعُوا
على قَدَرٍ مِنْ حَادِثَاتِ مَنُونِ
ولَوْ كانَتِ الأحداثُ يَدفَعُها امرُؤٌ
بَعِزٍّ، لمَا نَالَتْ يَدِي وَعَرِيني
في عيد هذا الحزن
قمر صبري الجاسم
في العيدِ تسألُني الرسائلُ
أين قبلتُها؟ وأين حنانُها؟
في العيدِ يقتُلُني الحنينُ إلى البعيدْ
العيدُ يسبقني إليها ..
كم كانتِ الأحلامُ تأبى أنْ تنامَ
لكي يفيقَ الصبحُ
ألبسُ ما تيسَّرَ مِنْ خزانةِ لهفتي
لا لم يكنْ جسدي ثقيلَ الهمِّ بعدُ
وقامةُ الذكرى طريٌّ حزنُها ..
هل سوف تبتسمُ المرايا إنْ لبستُ
لها ثيابَ الصبرِ في العيدِ الجديدْ؟
مَنْ سوف يُعطيني هنا عيديَّةَ الأحلامِ،
ثمَّ يَحثُّني، لا أشتري ألَماً
فأُزعجَ أهلَ حارتِنا بِفَرْقَعَةِ الدموعْ؟
مَنْ سوف يدعو لي تبسّمْ ..
أو يُطبطبُ فوقَ أكتافِ الغيابِ
لكي يُحرِّضَ قلبَ حزني أنْ يُهلِّلَ:
إنه العيدُ السعيدْ
في العيدِ لا وطنٌ يُسرِّحُ ضحكتي، لا أصدقاءَ
يُخيِّمونَ على دموعي، لا أهالي حارتي
يتلقَّفونَ ملامِحَ الآمالِ،
لا البقَّالُ يومي لي، تعالَ لتشتري حظَّاً
ولا أُرجوحةٌ تشفي غليلَ طفولتي
كم كنتُ أقفزُ مثلَ ذاكرةٍ
لأقتادَ الحصانَ على هوايَ،
وها أنا أقتادُ أحلامي، ولكني وحيدْ
في مثلِ هذا العيدِ كنتُ
على مسافةِ فرْحةٍ مِنْ حضنِها
في عيدِ هذا الحزنِ مختلفٌ، أفقتُ
على رنينِ أنينِها
والهاتفُ المِعطاءُ
يحضُنُ دمعَها، وأنا أقبِّلُهُ ..
فيشعرُ بي، ويلثمُ كفَّها
–" أمّي .." أُناجيها .. فتعرفُ أنََ ذاكرتي تمزَقَ
ثوبُها ..
- "ولدي .." تُحاولُ أن تواري سَوْءةَ البُعدِ
المُضرَّجِ بالحنانِ بما يُخفِّفُ وحْدتي ..
تبكي فتلتئمُ المسافةُ
كلُّها وأعودُ طفلاً بين أحضانِ ابتسامتِها
أغرِّدُ، حين يُقفِلُ هاتفي المحمودُ
حضْنَ الصوتِ يخذِلُني النشيدْ
وأعودُ أجلسُ
خلف مِقْوَدِ غرفتي، درّاجتي الذكرى، أصيرُ
بلحظِ ذاكرةٍ أنا ساعي البريدْ
أتلقَّفُ القبلاتِ والحلوى وأطباقَ الحنانِ
أُجمِّعُ الأشواقَ أحضنُها، كأنَّ دمي تجمَّدَ
في عروقِ الهاتفِ النقّالِ فارتَعَشَ الحديدْ
لا ضفاف للحزن
طلعت سفر
تثاءَبَ الليلُ... واستلقى على عمُري
فلم يَدعْ أُفُقاً... للّهو.. والسَّمرِ
فلا مُلاءَتُهُ السوداء... حائلةً
عنه... ولا ذيلُهُ يلتمُّ في السَّحر
سَها الصباحُ... فلم يرسلْ بشائره؟!
أم أنّه ناءَ من شيْبٍ ومن كِبَرٍ؟!!
لم يصْحُ من وَسَنٍ؟!
أم مسّه رمدٌ؟!
حتى يخبّئُ عينيْهِ عن البشر
يهاجرُ النومُ... أياماً... ويتركني
على وسائدَ... من شوكٍ ومن حجر