كلمة إذاعة مدرسية مميزة عن المدرسة

كتابة:
كلمة إذاعة مدرسية مميزة عن المدرسة

كلمة إذاعة مدرسية مميزة عن المدرسة

لو قيل لكم أيّها التلاميذ ما هو منزلكم الثاني، أو لو قيل لكم ما هي أسرتُكم الثانية، أو لو قيل لكم من هم إخوانكم الذين لم تلدهم أمّهاتكم، فماذا سيكون جوابكم؟ بالتأكيد، إنّ بيتكم الثاني هو مدرستكم، وأسرتكم الثانية هي أساتذتكم وآنساتكم الذين يدرّسونكم ويعطفون عليكم وينشّئونكم التنشئة الصحيحة في العلم والأخلاق، وأمّا عن إخوانكم الذين لم تلدهم أمّهاتكم فإنّهم أصدقاؤكم رفاق الدراسة ومقاعدها الذين ترافقونهم معظم نهاركم منذ أن تدخلوا باب المدرسة وحتى خروجكم منها.


المدرسة إذا هي بيتٌ ثانٍ لكم، تأتون إليها وكلّكم نشاط وحيويّة، وتتعلّمون فيها العلوم ومبادئ الحياة وفنون التعامل مع الآخرين، ولكي تكون مدرستنا راية يهتدي بها الناس في الظلام الحالك علينا أن نكون لائقين بمدرستنا، علينا أن نحمل على عاتقنا مسؤولية النهوض بالمدرسة من خلال إتقاننا لما يعلّمنا أساتذتنا، ثمّ أداء ذلك العلم على أحسن وجه ممكن، ولن يكون ذلك من دون همّة تعلو بنا فنعلو بها ونسود الدنيا، والأحلام مهما كانت كبيرة فإنّ الإنسان سيصل إليها مع الإصرار والمثابرة، ولو كانت الدنيا تؤخذ بالتمنّي لكن النيام هم سادة الأرض.


حقّ مدرستكم عليكم أن تحملوا عنها ما علّمتكم، ثمّ تؤدّوا الأمانة كما هي من دون نقص فيها، فالبيت الذي ربّاكم ونشّأكم وعلّمكم من حقّه عليكم أن يراكم سادة الدنيا؛ فبذلك تؤدّون له حقّه وتجعلونه فخورًا بكم.


إنّ مدرستكم بجدرانها العتيقة وأبوابها الصامدة ونوافذها الحانية وباحاتها الفسيحة المرِحَة قد كانت شاهدة على ألوف التلاميذ الذين درسوا فيها ولم يُخلفوا الوعد وبقوا ثابتين على العهد ورأت منهم هذه المدرسة ما تحب وترضى عنه، ومُخطِئٌ من يظنّ المدرسة من الجمادات التي لا روح فيها ولا عقل، بل لها من العقل والروح ما يفيض على مدينة بأسرها؛ فعقلها يأتيها من عقول الأساتذة الذين يُعلّمون فيها، وروحها تأتيها من الذين قد درسوا فيها خلال عقود من الزمان، فهي بذلك كالأمّ التي تعلّم أبناءها العلوم المختلفة، ثمّ تكون كمَن جُمِعَت له أصناف العلوم المختلفة.


يقولون إنّ الحياة أكبر معلّم للإنسان، وهذا الكلام على صحّته الكبيرة إلّا أنّه لا يعني شيئًا بجانب حقيقة المدرسة وتعليمها؛ فالذي يتعلّم من المدرسة فهو يتعلّم العلوم الكونيّة ويتعلّم كذلك فقه الحياة، بينما الذي تعلّمه الحياة فقط فيبقى محتاجًا لعلم المدرسة الذي يكون بابًا وجسرًا يعبر من خلاله إلى الحياة الحقيقية التي تليق ببني البشر، وقديمًا قال الشاعر العراقي معروف الرصافي في وصف المدرسة والتعليم فيها والذين يدرسون فيها فقال في قصيدة طويلة:[١]


هذي مدارسكم شَروَى مزارعكم

فأنبتوا في ثراها ما علا وغلا

وأسّسوها على الأعمال قائمةً

مُمهِّدين إلى المَحْيا بها سُبُلا

وأمطروا روضها علمًا ومقدُرةً

حتى تُفتحّ من أزهارها الأملا



لقراءة المزيد من الموضوعات، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: كلمة إذاعة مدرسية عن العلم.

المراجع

  1. "ابنوا المدارس واستقصوا بها الأملا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2021.
5089 مشاهدة
للأعلى للسفل
×