كلمة الصباح عن الصدق

كتابة:
كلمة الصباح عن الصدق

كلمة الصباح عن الصدق

عند كتابة كلمة الصباح عن الصدق فإنّه سيتم الحديث عن صفة إنسانية تنبثق من وجود الأخلاق النبيلة في النفس البشرية، فصدق الإنسان يعكس مدى الوضوح مع الآخرين في قول الحقيقة دون مزايدات أو تورية، كما أن صفة الصدق من أهم الصفات التي يجب على الإنسان مراعاتها عند تشكيل الصداقات من حوله، فالصديق الصَّدُوق لا يكذب على صديقه، ولا ينقل له كلامًا يخلو من المصداقية، كما أن صدق الإنسان لا يقتصر على الصدق القولي فقط، فالصدق في العمل يعتبر ضرورة مُلحَّة كيف تكون صفة الصدق بأبهى صورها، فلا تتعارض الأقوال مع الأفعال، ولا يُظهر الإنسان خلاف ما يُبطن، فيكون سلوكه مُغايرًا لما يتكلم به.


وعند كتابة كلمة الصباح عن الصدق لا بُدَّ من الإشارة إلى أن صفة الصدق كانت من أهم الصفات التي تميَّز بها خير الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى قبل البعثة بالنبوة، فقد كان يُلقّب بين أهل مكة بالصادق الأمين لما عُرف عنه من صدق الحديث، وصدق المعاملة، وكانت هذه الصفة من الأسباب التي جعلت الكثير من أهل مكة يدخلون في دين الإسلام، لأنهم لم يعهدوا عليه الكذب من قبل، فلم ينكروا عليه دعوته إلى الدخول في دين الله، ولم يكذبوه بما جاءهم به من الآيات والذكر الحكيم، حتى إن بعضهم ممن لم يؤمن بدين الله أنكر على أولئك الذين كذَّبوه؛ لأنه الصادق الأمين الذي لا يكذب أبدًا.


كما أن صفة الصدق اشتُهر بها العديد من الصحابة -رضوان الله عليهم- والتابعين والأولياء الصالحين، ومن بين هؤلاء أوّل الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، والذي لُقب بالصديق لتصديقه النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته فكان أول من آمن من الرجال بدين الإسلام، وهناك العديد من الآثار المرتبة على التحلي بصفة الصدق، فمن ذلك أن الصادق يحظى بمنزلة رفيعة عند رب الأرض والسماء لأنه لا يأتي الباطلَ بأقواله ولا ينطق إلا بالحقيقة، كما أن منزلة الصادق ترتفع عند أهل الأرض، فيحبه الناس، ويجتمعون حوله، وتزداد ثقتهم به، وهذا ما يُفسر إقبال الناس على الباعة الذي يشتهرون بصدقهم في البيع والشراء.


وفي ختام كتابة كلمة الصباح عن الصدق لا بُدَّ من التأكيد على أهمية أن يتحلَّى الإنسان بهذه الصفة العظيمة، وأن يجعلها سلوكيًا حياتيًا دائمًا مع جميع الناس، كما ينبغي عليه أن يُفرق بين الصدق وبين التجريح أو الوقوع في أعراض الناس، فلا يجب على الإنسان أن يقول كل شيء، أو أن يمشي بالنميمة بين الناس بحجة نشر الحقيقة وإطلاقها بينهم، كما ينبغي على الآباء والمُربِّين أن يغرسوا هذه الصفة في أبنائهم، وأن يحذروهم من الكذب وكل ما يؤدي إليه كي ينشأ الجيل صادقًا، مُحبًّا لنفسه وللآخرين.

5092 مشاهدة
للأعلى للسفل
×