كلمة عن الوطن قصيرة

كتابة:
كلمة عن الوطن قصيرة

كلمة عن الوطن

كتابة كلمة عن الوطن تعني اختصار كيانٍ كاملٍ مليء بالفخر والعزة والشموخ في بضع كلماتٍ قصيرة، ولهذا فإنّ الكلمات كلّها لا يُمكن أن تُوفي الوطن حقه، ولا يمكن لعباراتٍ قصيرة أن تُعبّر عن حبّ الوطن، فالوطن هو الأمان والسكينة، وهو الحب الكبير، والحبيب الذي لا يخون أبدًا، وهو الذي يضمّ أبناءه مثلما تضمّ الأم الحنون أبناءها، والوطن ليس مجرّد أرضٍ وسماء، وليس مجرّد أشعار وقصائد وأغنيات تتغنى به، بل هو بيتٌ كبير تُضيئه قناديل الحب، وتقود مسيرته دماء أبنائه الذي يُدافعون عنه ويُضحون لأجله، ولا يعرف قيمة الوطن إلا من وجد نفسه لاجئًا وغريبًا وبعيدًا عن وطنه، فالبعد عن الوطن ذُل، والاغتراب عنه يُشعل في القلب الحنين والحب.

الوطن هو الحضن الآمن لجميع المخلوقات وليس للإنسان فقط، فالطيور أيضًا تعود لأوطانها مهما تغرّبت وهاجرت عنه، والحيوانات لا تُغادر أوطانها إلا مرغمة، وإن وجدت نفسها بعيدة عنه فإنها لا تتأقلم إلا على مضض، والزهور والأشجار إن اقتُلعت من تربة أوطانها ذبلت وماتت، فحب الوطن شيءٌ فطري يخلقه الله تعالى مع جميع المخلوقات، ولهذا فإنّ الإنسان يُدافع عن وطنه بشعورٍ داخلي عميق، يدفعه الحب والانتماء والولاء، دون أن يكون لهذا الحب أي تفسير، ويكون مستعدًا للتضحية بنفسه وماله وأولاده لأجل وطنه، لهذا فإن كتابة كلمة عن الوطن لا يُمكن أن تُعبر ولو عن جزءٍ بسيط من حب الوطن، ومهما بذل الإنسان الغالي والنفيس لأجله، لا يُمكن أن يعطيه حقه، ولهذا فإنّ الدفاع عنه وحمايته سنة الشرفاء والأنقياء.

يقولون دومًا أنّ حب الوطن من الإيمان، لذلك فإنّ الانتماء للوطن يُمثل نوعًا من الإيمان، فالإنسان الذي ليس فيه خبرٌ لوطنه ليس فيه خير لأيّ أحد، وخير مثالٍ على هذا النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي غادر وطنه مكة مضطرًا، ممتثلًا لأمر الله تعالى كي يُؤسس دولة الإسلام وينشر الدّين، وعندما خرج من مكة مغادرًا، وصفها بأنّها أحبّ بلاد الله إلى قلبه، ولولا أنّ الكفار أخرجوه منها ما غادرها أبدًا، ولهذا فإنّ حب الوطن مهما كان عظيمًا لا يُمكن أن يُقابل باللوم من أحد، ولهذا فقد قيلت في الوطن آلاف القصائد والأشعار، وتغنت به آلاف الأغنيات، فالوطن جنة الله على الأرض، ولا تكتمل سعادة الإنسان إلا بالوجود فيه، وهو الملاذ الآمن الذي يتمنى المرء أن يُدفن في ترابه حتى بعد موته.

3188 مشاهدة
للأعلى للسفل
×