كلمة عن حقوق الراعي والرعية

كتابة:
كلمة عن حقوق الراعي والرعية

كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته

حقوق الراعي والرعية من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها ومعرفتها حق المعرفة، كي يعرف كل فرد من أفراد المجتمع ما له وما عليه، وكي تكون الحقوق مصانةً من قِبل الجميع؛ لأنّ بيان الحقوق يعني احترامها والتركيز عليها، خاصةً أنّ الحقوق يُقابلها واجبات يجب القيام بها على أكمل وجه.

لهذا فإنّ حقوق الراعي والرعية لها أهمية كبرى ولا يجوز أبدََا إغفالها أو التغاضي عنها؛ وتطبيق هذه الحقوق له الكثير من الأسس والقواعد التي يجب على الراعي أن يحرص عليها؛ لأنّ كل واحد هو راعٍ في بيته وعمله ومسؤول عن رعيته.

حقوق الراعي والرعية تحفظ توازن المجتمع

إنّ لحقوق الراعي والرعية أهميةً عظيمةً يجب أن ننتبه إليها كي نمنح كل ذي حقٍ حقه، وتنبع أهميتها من أنّها تحفظ توازن المجتمع وتُهيئ الحياة فيه، كي تكون حياةً أقرب للمثالية ليس فيها ظلم أو تجنّي، ومعرفة هذه الحقوق يجعل الجميع يشعرون بالأمان والطمأنينة لثقتهم التامة بأنّ حقوقهم مصانة، ولن تضيع خاصةً إذا حافظ الجميع عليها.

لهذا يجب أن يكون كل شخص رقيبََا على نفسه وأن يُحاول أن يكون على قدر المسؤولية، وحريصََا على أن يقوم بواجبه أولََا قبل أن يُطالب بحقوقه، فلا يستحق من يُفرّط في واجبه أن يُطالب بأيّ حق؛ فحقوق الراعي والرعية أمور تبادلية تعتمد على بعضها بعضََا ولا يجوز تهميش الأساس الذي ترتكز عليه.

كما أنّ من حقوق الراعي على رعيته السمع والطاعة من قِبل الرعية في جميع المواقف ما دام الأمر في طاعة الله تعالى، ومن هذه الحقوق أيضََا تقديم النصح والإرشاد والدعاء له بالخير، ومعاونته على فعل الخير، ومساندته وتعظيم شأنه بين الناس وفي النفوس.

من حقوق الرعية التي تبني المجتمع وتنشر فيه المحبة والراحة والطمأنينة والجمال أن يسود العدل بينهم وأن تكون معاملتهم من قِبل الراعي قائمةً على مبدأ المساواة الذي يجعل جميع الناس سواسية أمام القانون؛ لأنّ العدل هو الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات الفاضلة الآمنة التي ليس فيها خداع أو تجبر، وإذا ساد العدل بين الراعي ورعيته أصبحت الحياة أكثر استقرارًا وأصبح من الممكن أن تتطور المجتمعات.

كما أنّ الراعي الذي لا يتعدى على حقوق رعيته لا يُمكن أن تثور الرعية ضده؛ لأنّهم يعلمون جيدََا أنّهم أخذوا حقوقهم كاملةً غير منقوصة، فتنموا المجتمعات بسرعة أكبر ولا يكون فيها إلّا كل ما هو جميل؛ لأنّ المجتمع الذي يعرف فيه الراعي ورعيته حقوقهم وواجباتهم جيدًا هو مجتمع متحضر وراقي، يعرف أهدافه جيدََا ويسعى إليها بكل ثقة.

تطبيق حقوق الراعي والرعية

في ختام هذه الكلمة، أود أن أُشير إلى أهمية تطبيق حقوق الراعي والرعية بشكلٍ دقيق؛ وأن يعي الجميع أنّ هذا التطبيق يجب أن يخرج من إطار القول إلى إطاء الفعل ليرى النور؛ فالحقوق الضائعة بين الراعي والرعية تجعل تُفكك أمن المجتمع واستقراره.

هذا يعني أنّ من واجب الجميع أداء الحقوق لأصحابها دون أيّ انتقاص؛ فالرجل راعٍ في بيته وبين أهله والمرأة راعية في بيتها والموظف راعٍ في عمله؛ لهذا لا يُمكن أن يخرج أحد من كونه راعياً أو من الرعية؛ لأنّ الجميع في مرحلة ما ومكان ما يكونون رعاةً ومرعيين ولهم حقوق وواجبات.

كما أنّ حقوق الراعي والرعية ليست مجرد كلمات تُقال ولا جمل تُعاد وتُكرر دون تنفيذ، بل هي أولويات ضرورية لبناء الشخصية المجتمعية التي ترتكز في الأساس على جملة من الحقوق والواجبات، والتي لا يجوز التغاضي عنها، فالإسلام بوصفه دينََا إلهيََا منزهََا أمر بأن يكون لحقوق الراعي والرعية اهتمام بالغ وأن تُؤدى الحقوق والواجبات على أكمل وجه؛ كي يعيش المجتمع بسعادة ورخاء ودون تحيز لفئة دون غيرها.

لهذا من واجب المجتمع أن يُعزز في أفراده انتماءً كبيرًا جدًا تجاه تأدية الواجبات وأخذ الحقوق؛ كي يعيش الجميع بسعادة وهناء وينعمون ببيئة صحية نقية من الحقد والضغائن وكل ما هو سيئ؛ فالحياة أجمل عندما يأخذ كل من فيها حقه.

3698 مشاهدة
للأعلى للسفل
×