الأسرة المقدونية
الأسرة المقدونية لقب يطلق على الأسرة اليونانية التي حكمت جزءًا واسعًا من الأرض وكان من أشهر ملوكها الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني الذي يرى بعض الباحثين أنّه ذو القرنين المذكور في القرآن الكريم في سورة الكهف، وهذه الأسرة قد حكمت مصر في وقت يمتد من سنة 332 إلى سنة 30 قبل الميلاد، وكان الإسكندر هو أوّل ملوكها وأقواهم، ويذكر المؤرخون أنّه عامل أهل مصر برفق ولين وسمح لهم أن يتعبّدوا بحرية، ورفع عنهم الأتاوات والضرائب والمغارم التي كانوا يؤدّونها للفرس، وقد بنى مدينة الإسكندرية وسمح للناس من اليونانيين والسوريين أن يسكنوها، وولّى على مصر حاكم منهم يحكمهم ويدير شؤونهم، وبعدها تابع غزواته وحروبه وسار إلى آسيا وقهر الملك دارا الثالث ملك الفرس قرب الموصل عند مدينة إربيل، وبعد وفاته تعاقب الملوك من المقدونيين على حكم مصر، وبوفاة آخر ملوك المقدونيين تولى بطليموس حكم مصر وهو من المقدونيين كذلك، ومن صلبه جاءت كليوباترا التي سيحكي عنها هذا المقال.[١]
من هي كليوباترا
هي كليوباترا المقدونية السابعة، وإذا ما ذكر هذا الاسم انصرفت الأذهان إليها دون سواها ممّن حملن هذا الاسم، ووالدها هو بطليموس الثاني عشر أحد الملوك البطالمة الذين حكموا مصر على مر العصور، وقد خلفته في حكم مصر سنة 51 قبل الميلاد، وذلك بالاشتراك مع شقيقها بطليموس الثالث عشر، وقد كانت على خلاف مع شقيقها انتهى بها إلى الطرد من مصر في حين كانت البلاد تحت الوصاية الرومانية، وكانت توصف بحدة الذكاء وشدة الجمال الذي يفتتن به أيّ رجل يراها أو يسمعها، وقد كانت شخصيتها مزيجًا فريدًا من الذكاء الحاد والجمال الأخّاذ والشخصية الفريدة ذات المنطق المتّزن والساحر، فكان أعتى الرجال معرّض لأن يقع في حبّها، والحقيقة أنّ أكبر رجلين في عصرها قد وقعا في حبها، أمّا أحدهما فهو يوليوس قيصر الزعيم الروماني الأشهر، وأمّا الثاني فهو ماركوس أنطونيوس الذي كلفه حب كليوباترا وعلاقته الغرامية بها خسارة حظوظه ومكانته في روما، وتذكر المصادر أنّه الوحيد الذي أحبّته كليوباترا، وقيل إنّها انتحرت بعد سماعها خبر وفاته، وممّا يُذكر أنّ كليوباترا كان لها هوَسٌ شديد بالعطر الذي قيل إنّه كان يُشَم على بعد أميال، وستقف الفقرة القادمة مع قصة عطر كليوباترا الأسطوري الذي يُضرب به المثل.[٢]
قصة عطر كليوباترا الأسطوري
كانت كليوباترا تمتلك مصنعًا خاصًّا بها للعطور، وكان عطرها الخاص يحمل من الجاذبية ما يكون له سلطان قوي على أعتى الرجال، وعطر كليوباترا الخاص كان ماركوس أنطونيوس يستطيع أن يشمّه قبل أن تصل إليه وهي ما تزال في شواطئ طرسوس، ويقال إنّ كليوباترا كانت تعتقد أنّ للعطور تأثير خاص في إقناع الناس، لذلك استفادت من هذه المسألة إلى أقصى درجة، وقيل إنّها كانت تحتفظ بوصفة عطرها الخاص في كتاب، ولكنّ هذا الكتاب قد فُقِدَ،[٣] ويرى باحثون أنّ العطر وسائر العطور التي كانت تستخدم قديمًا في تلك العصور هي ثخينة ومكثّفة بما يشبه المرهم؛ ممّا يعطي الروائح مدة أطول من المدة المعروفة اليوم، ورأى باحثون -ممّن بحثوا في الآثار عن مكونات عطر كليوباترا الأسطوري بناء على المعطيات التي وجدوها في معمل العطور الخاص بها- أنّ المواد التي دخلت في تركيب ذلك العطر هي مادة صمغية مستخرجة من شجر المر الشوكي، بالإضافة إلى الهيل والزيتون والقرفة، ورائحته قريبة إلى المسك وبعض العطور الفرنسية الحديثة بناء على العلماء الذين أعادوا تركيب هذا العطر من جديد.[٤]
المراجع
- ↑ محمد فريد وجدي، دائرة معارف القرن العشرين (الطبعة 1)، صفحة 45، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ "كليوباترا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-02. بتصرّف.
- ↑ "Cleopatra, The Most Interesting Woman In The Ancient World", medium.com, Retrieved 2020-05-02. Edited.
- ↑ "رائحة غامضة وساحرة.. استعادة عطر كليوباترا الأسطوري"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-02. بتصرّف.