كم تستغرق فترة علاج ارتجاع المرئ

كتابة:
كم تستغرق فترة علاج ارتجاع المرئ

ارتجاع المرئ

المشكلات الهضمية التي قد نتعرض لها كثيرة ومتنوعة، ربما يعود ذلك إلى اتّباع نظام حياة سيء يخلو من الوجبات الصحيَّة والعادات السليمة، ويُعدّ ارتجاع المريء أو الارتجاع المعدي المريئي (GERD) واحدًا من مشكلات الجهاز الهضمي المتمثِّلة بحدوث ارتداد لأحماض المعدة واندفاعها عبر المريء بتكرار لأكثر من مرتين في الأسبوع الواحد، الأمر الذي قد يُلحق الضرر في أنسجة المريء، ومن المُمكن أنْ يُصاحبه شعور بحرقة مزعجة في منطقة الصدر، إلى جانب الإحساس بالطعم المر أو الحامض في آخر الفم، وربما اندفاع الطعام والشراب إلى الفم، وقد يعاني المُصاب في بعض الحالات من صعوبة في البلع.

وفي الحقيقة، يختلف ارتجاع المريء عن مشكلة ارتداد الأحماض التي تحدث بصورة عَرَضية، فقد يتعلق ارتجاع المريء بوجود مشكلة في الصَّمام الذي يفصل المريء عن المعدة. فما هي طرق علاج ارتجاع المريء؟ وكم تستغرق مدّة علاجه؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال، بالإضافة إلى معلومات أخرى لها علاقة بالمشكلة.[١][٢]


كم تستغرق فترة علاج ارتجاع المرئ؟

للإجابة عن هذا السؤال، يجب الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العوامل؛ مثل شِدة الحالة والأعراض التي يعانيها المُصاب، ونوع الخطّة العلاجية التي يتبعها الطبيب في علاج ارتجاع المريء، لذا فإنَّ الأمر عائد إلى الطبيب المسؤول عن تشخيص الحالة وتحديد فترة العلاج اللّازمة، إذ على سبيل المثال، بعض الحالات الخفيفة قد تتطلّب استخدام الأدوية عند اللزوم فقط لتخفيف الأعراض إلى جانب تغيير نمط الحياة.

بينما يُستخدَم العلاج بانتظام في بعض الحالات المتوسطة والشديدة من ارتجاع المريء، وفيها تعتمد مدّة العلاج على مدى استجابة المصاب وتحسّنه، وعدم إصابته بمضاعفات ومشكلات أخرى، فقد تتراوح مدة العلاج بين 8-12 أسبوع، وقد يحتاج بعض المصابين الذين تستمر لديهم الأعراض بعد ذلك إلى 8-12 أسبوع إضافي، كما قد تتجاوز هذه المدة في بعض الحالات، وربما يكون العلاج الجراحي خيارًا مطروحًا أيضًا في بعض الحالات الشديدة.[٣]


ما هي طرق علاج ارتجاع المريء؟

بعد مراجعة الطبيب وتشخيص الحالة، يوصِي الطبيب بالعلاج بناءً على شِدة الارتجاع المعدي المريئي، فغالبًا ما يبدء بوصف الأدوية التي يمكن صرفها دون الحاجة لوصفة طبيَّة إلى جانب تعديل نمط الحياة، وبعد ذلك ينتقل إلى الخيارات الأخرى في حالة عدم الاستجابة للعلاج.[٤] وغالبًا ما يتبع الطبيب في علاج ارتجاع المريء خطوات ومراحل محدَّدة، ينتقل فيها ويتدرج بالعلاج اعتمادًا على استجابة المصاب والمضاعفات التي يشكوها، وتتضمن هذه المراحل ما يأتي:[٣]

  • المرحلة الأولى: تتطلّب تعديل نمط الحياة المتّبع.
  • المرحلة الثانية: تتضمَّن وصف مضادات الحموضة وبعض الأدوية التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية.
  • المرحلة الثالثة: يبدء العلاج الدوائي المُجدوَل لفترة محدَّدة.
  • المرحلة الرابعة: متمثلة بعلاج المداومة الذي يناسب الحالات التي تتكرَّر فيها ظهور الأعراض أو تِلك التي تكون فيها الحالة معقدة.
  • مرحلة العلاج الجراحي: في الحالات الشديدة.

بالإضافة إلى العلاجات المنزلية وتغير نمط الحياة، يوجد مجموعة من الخيارات العلاجية التي قد يوصي بها الطبيب في حالات ارتجاع المريء، ومنها ما يأتي:


العلاج الدوائي

وتتضمن مجموعة من الأدوية، منها:[٤]

  • مثبطات مستقبلات الهستامين 2 ( H-2-receptor blockers): وهي الأدوية التي تقلل إنتاج الأحماض في المعدة، وبعضها يتوافر دون وصفة طبية وبعضها الآخر قد يحتاج إلى وصفة طبيب، ومن الأمثلة عليها: فاموتيدين (Famotidine)، وعلى الرغم من أنَّ استخدام هذه الأدوية غالبًا لا يسبب أعراض ومشكلات أخرى، إلا أن استخدامها المطول على المدى البعيد قد يزيد من فرصة الإصابة بكسور العِظام، ونقص فيتامين ب12.
  • مثبطات مضخة البروتون (Proton-pump inhibitors): وهي الأدوية التي تمنع إنتاج الأحماض في المعدة، وتساعد على شفاء المريء، ومن الأمثلة عليها: أوميبرازول (Omeprazole)، ولانزوبرازول (Lansoprazole)، ويجدر بالذكر بأنّ استخدام هذه الأدوية قد يُصاحبه صداع، أو غثيان، أو إسهال، وعندما تُستخدم لفترات طويلة فإنَّها قد تسبِّب نقص فيتامين ب12، وربما مشكلات أكثر خطورة، كارتفاع فرصة الإصابة بكسور الورك.
  • مضادات الحموضة (Antacids): وهي الأدوية المسؤولة عن معادلة أحماض المعدة، إلا أنَّها لا تساهم في تعافي نسيج المريء المتضرَّر، كما يؤدي الإفراط في استخدامها إلى ظهور آثار جانبية أخرى، كالإسهال، أو ربما مشكلات في الكلى.
  • الباكلوفين (Baclofen): وهو من الأدوية التي تقوي العضلة العاصرة السفليّة للمريء، وتحسن أعراض ارتجاع المريء، وقد يُصاحبه بعض الأعراض الجانبية، كالغثيان، أو الإعياء.
  • الأدوية المحركة (Prokinetic agent): وهي الأدوية التي تساعد على تفريغ محتويات المعدة بسرعة، وهذا بدوره يقلل من كمية الأحماض في المعدة، ويخفيف أعراض الغثيان والتقيؤ، وانتفاخ المعدة، إلا أنّ هذه الأدوية تستخدم في الحالات النادرة، فقد تسبب بعض الآثار الجانية الخطيرة.[٥]


العلاج الجراحي

في بعض الحالات يكون الخيار الجراحي ضروريًّا لعلاج ارتجاع المريء، وذلك عندما يفشل تغيير نمط الحياة وتناول الأدوية في السيطرة على الأعراض وتخفيفها، أو في الحالات التي تتطور فيها العديد من المضاعفات لارتجاع المريء.[١] ومن الخيارات الجراحية المستخدمة في علاج ارتجاع المريء:[٢]

  • جراحة التنظير الداخلي: قد يُستخدَم التنظير الداخلي لخياطة الغرز أو توجيه تردّدات الراديو أو الحرارة بهدف شدّ العضلة العاصرة.
  • تثنية القاع (Fundoplication): وفي هذه الجراحة يقوم الطبيب بخياطة الجزء العلوي من المعدة حول المريء، والذي قد يساعد على تقليل الارتجاع.


كيف يمكن التخفيف من ارتجاع المريء؟

ثمة مجموعة من النصائح والطرق التي قد يوصِي بها الطبيب لتخفيف ارتجاع المريء، والتي قد تُساعد وحدها أو إلى جانب العلاجات الأخرى في السيطرة على الأعراض، وفي الآتي بعض من هذه الطرق:[٥]

  • الحرص على تناول وجبات صغيرة من الطعام، بدلًا من تناول وجبات كبيرة تزيد من تفاقم الأعراض.
  • الابتعاد عن تناول الطعام قبل الخلود بلنوم.
  • التأكد من مضغ الطعام جيدًا قبل بلعه.
  • تناول الطعام ببطء، وعدم الاستعجال.
  • تجنّب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحفّز ظهور أعراض ارتداد المريء، كالنعناع، والشوكولاته، والأطعمة الدهنية، والكافيين، والكحوليات، ومنتجات الطماطم، والفواكه الحمضية، والفلفل، وغيرها.
  • رفع الجزء العلوي من السرير من ناحية الرأس أثناء النوم، لتقليل ارتجاع المريء.
  • ارتداء الملابس الفضفاضة، فالملابس الضيقة في منطقة الوسط تزيد من الضغط المؤثر في البطن والجزء السفلي من المريء.
  • الحرص على بقاء وزن الجسم مثالي، فالسمنة وزيادة الوزن تزيد من تدهور الأعراض وشِدتها.
  • الإقلاع عن التدخين، فالتدخين يُضعف العضلة العاصرة ويزيد من أعراض ارتجاع المريء.
  • التخفيف من التوتر، والذي ربما يكون له دور في تحفيز أعراض ارتجاع المريء، ويمكن تحقيق ذلك باتباع ما يأتي:[١]
    • تنظيم الروتين اليومي من حيث مواعيد النوم، وممارسة الرياضة، أو غيرها من الأنشطة اليومية.
    • الحدّ من التعرض للأشخاص والأماكن والمواقف التي يكثر فيها الشعور بالقلق والتوتر.
    • اتباع تقنيات الاسترخاء، كالتنفس العميق، والتأمل، وغيرها.



المراجع

  1. ^ أ ب ت "Everything You Need to Know About Acid Reflux and GERD", healthline, Retrieved 2020-11-27. Edited.
  2. ^ أ ب Markus MacGill (2018-01-17), "Everything you need to know about GERD", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-27. Edited.
  3. ^ أ ب "Gastroesophageal Reflux Disease: Diagnosis and Management", aafp, Retrieved 2020-11-27. Edited.
  4. ^ أ ب "Gastroesophageal reflux disease (GERD)", mayoclinic, Retrieved 2020-11-27. Edited.
  5. ^ أ ب "GERD", webmd, Retrieved 2020-11-27. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×