محتويات
كم عدد إخوة سيّدنا يوسف عليه الصّلاة والسّلام
يُعدُّ سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- ابن نبيّ الله -تعالى- يَعقوب -عليه السَّلام-، لكنَّه لم يَكن الابن الوحيد للنّبيّ يعقوب -عليه السّلام-؛ إذ إنَّ الله -سبحانه وتعالى- رَزق سيِّدنا يعقوب -عليه السَّلام- بأحد عشر ولداً غير سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام-، ليكُون مجموع أبنائه يساوي اثنا عشر ولداً، ويُعدُّ سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- الأصغر بينهم، أي إنَّ ترتيبه بين إخوته هو الثَّاني عشر، ولكن لا يُعدُّ جميع هؤلاء الأبناء إخوة أشقَّاء لسيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام-؛ إذ إنَّ سيِّدنا يعقوب -عليه السَّلام- قد تزوَّج بأكثر من زوجة، ولا يُوجد لسيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- أخٌ شَقيق -أي من نفس الأب والأم- إلا شقيقٌ واحدٌ، واسمه بِنْيامين، وأمَّا بقيَّة إخوته فهم إخوةٌ لأب؛ أي إنَّهم إخوته من أبيه فقط.[١]
وأمّا أمُّ سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- فهي رَاحيل بحسب أقوال عامَّة النَّسَّابين، وقد أنجبت لسيِّدنا يعقوب -عليه السَّلام- ولدين: يُوسف -عليه السّلام- وبنيامين كما تقدَّم ذلك، وأمّا معنى اسم بنيامين فهو يعني: ابن الوَجعة؛ وسُمّي بذلك لأنَّ أمَّه ماتت وهي في نَفاسها بعد أن أنجبته، وذلك بحسب أقوال أكثر أهل العلم. وكان لسيِّدنا يعقوب -عليه السَّلام- عشرة أولادٍ آخرين من غير راحيل؛ حيث أنجبت لسيِّدنا يعقوب -عليه السَّلام- زوجتاه لايا ورامين أربعة أسباط، كما وُلد له من غير هاتين الزَّوجتين ستَّة أولاد، منهم: زبالون، ويسجر، وقيل إنَّهم أبناء لايا، ومنهم من قال أن اسمها هو لايان، وقيل أيضاً إنَّ لايا أنجبت لسيِّدنا يعقوب -عليه السَّلام- أيضاً أَمَتَين وهما: زلفى وبلهة، كما كانت لسيّدنا يعقوب أيضاً ابنتان إحداهما رحمة، والأخرى دينا، وقيل إنَّ دينا هذه كانت هي زوجة سيِّدنا أيوب -عليه السَّلام-.[٢][٣]
أسماء إخوة سيدنا يوسف عليه الصّلاة والسّلام
سبقت الإشارة إلى أنّ عدد إخوة سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- أحدَ عشر أخاً، وأمَّا بالنِّسبة لأسمائهم فقد ذكر بعض أهل التفسير ذلك؛ كالقرطبي، وفيما يأتي ذكر أسمائهم:[٤][٥]
- الأبناء من زوجة سيدنا يعقوب -عليه السّلام- ليا بنت ليان: وهي بنت خال سيّدنا يعقوب -عليه السَّلام-، وفيما يأتي ذكرهم:
- الأخ الأكبر وهو رويبل.
- شمعون.
- لاوي.
- يهوذا.
- زبالون.
- يشجر.
- أولاد سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- من سريّتين: فقد وُلد لسيِّدنا يعقوب -عليه السَّلام- من سريَّتين أربعة أولاد وأسماؤهم هي:
- دان.
- نفتالي.
- جاد.
- آشر.
- أبناء سيدنا يعقوب -عليه السّلام- من زوجته راحيل: فبعد أن تُوفّيت زوجته ليا، تزوَّج سيدنا يعقوب -عليه السَّلام- من أختها راحيل فأنجبت له:
- سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام-.
- بنيامين: وهو الأخ الشَّقيق الوحيد لسيدنا يوسف -عليه السّلام- من أبيه.
نبوّة إخوة يوسف عليه الصّلاة والسّلام
ذُكرت قصَّة سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- مع إخوته في سُورة يُوسف في القرآن الكريم، وقد وردت فيها الآيات الآتية من قوله -تعالى-: (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ* قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ)،[٦] حيث تَذكر هذه الآيات الكريمة الرُّؤيا التي رآها سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- بسجود أحدَ عشرَ كوكباً له، بالإضافة إلى سُجود الشَّمس والقَمر له أيضاً، والمَقصود هنا في هذه الآيات الكريمة هو سُجود الاحترام والتَّقدير له، لا سُجود العبادة والتَّقديس، فقد كان تفسير هذه الرُّؤيا أنَّ الأحد عشر كوكباً يُمثِّلون إخوة سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام-، وأنَّ الشَّمس والقمر هم وَالداه.[٧]
والشَّاهد الذي نُريده هنا هو تَعقيب سيِّدنا يعقوب -عليه السَّلام- على هذه الحادثة، وتَحذير سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- من أن يَقُصَّ هذه الرُّؤيا على أحدٍ من إخوته، خوفاً من أن يَكيدوا لسيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام-. وهذا ما يَجعل القَول بعدم نُبوَّة إخوة سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- قولاً راجحاً؛ لوجود صِفات في إخوته لا تتماشا مع عِصمة الأنبياء الكرام -عليهم السّلام-؛ مثل الحَسد في الدُّنيا والطَّمع فيها، وعُقوق الآباء، ومُحاولة قتل إنسانٍ مؤمن وتعريضه للهَلاك.[٧] وقد قال بعدم نُبوَّة إخوة سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- ابن كثير وغيره،[٨] ويَدعم هذا القول أيضاً عدم وُرود أيّ دليلٍ من الأدلَّة التي تُثبت نُبوَّة إخوة سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام-.[٩]
والقول بأنَّ نُبوَّتهم كانت لاحقة لهذه الحادثة التي رُويَت في القرآن الكريم هو قولٌ بلا دليلٍ أيضاً، وقالوا إنَّ دليلهم في هذه الدَّعوى هو هذه الآية الكريمة: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ)،[١٠] وهذا القول فيه احتمالٌ ونَظر؛ لكن من المعروف أنَّ المقصود بالأسباط هم بُطون بني إسرائيل، بخلاف ما يُقال للعرب على أنَّهم قبائل، وما يُقال للعَجم على أنَّهم شعوب، ولكنَّ الله -سبحانه وتعالى- ذكر إجمالاً أنَّه أوحى إلى الأنبياء -عليهم السّلام- من أسباط بني إسرائيل بشكلٍ عام ولم يقم أيُّ دليلٍ على تخصيص أو تعيين إخوة سيِّدنا يُوسف -عليه السَّلام- على أنَّهم هم المقصُودين بهذه الآية الكريمة، وأنَّهم هم الأنبياء الذين أُوحيَ إليهم من قِبل الله -سبحانه وتعالى-.[٩][١١]
المراجع
- ↑ أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام، لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 191. بتصرّف.
- ↑ سبط ابن الجوزي (1434)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة الاولى)، سوريا: دار الرسالة، صفحة 436، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبدالقادر الحمد (2013)، قصص الأنبياء (الطبعة الرابعة)، السعودية: مكتبة فهد الوطنية، صفحة 131. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين القرطبي (1964)، تفسير القرطبي (الطبعة الثانية)، مصر: دار الكتب ال، صفحة 130، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ ابن عادل (1998)، اللباب في علوم الكتاب (الطبعة الاولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 20، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 5،4.
- ^ أ ب وهبة الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة الاولى)، سوريا: دار الفكر، صفحة 1091، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 23، جزء 255. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبدالرحيم الطحان، صفحة 4، جزء 122. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 136.
- ↑ ابن كثير (1999)، تفسير ابن كثير (الطبعة الثانية)، السعودية: دار طيبة، صفحة 372، جزء 4. بتصرّف.