عدد أيام شهر رجب
شهر رجب من الأشهر القمرية التي من الثابت أيضاً عدد أيّامها إمّا تسعة وعشرين أو ثلاثين يوماً ولا يزيد عن ذلك ولا ينقص، وذلك للخبر الوارد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (الشَّهْرُ كَذا، وكَذا، وكَذا وصَفَّقَ بيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ بكُلِّ أصابِعِهِما ونَقَصَ في الصَّفْقَةِ الثَّالِثَةِ إبْهامَ اليُمْنَى أوِ اليُسْرَى)،[١][٢] كما وقال -عليه السلام-: (إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نَكْتُبُ ولَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وعِشْرِينَ، ومَرَّةً ثَلَاثِينَ)،[٣][٤] وعلامة أوّل الشهر هي الهلال، ولا علامة للشهر يعتدّ بها غيره.[٥] قدّر الله -سبحانه- أن يكون عدد الشهور القمرية اثنا عشر شهراً، وقد بيّن ذلك في كتبه التي أنزلها، وقد جعل -سبحانه- أربعة أشهر من هذي الاثني عشر محرّم فيها القتال، وهذه الأربعة هي رجب وذو القعدة وذو الحجّة ومحرّم، وهذا دين الله -تعالى- القيّم الثابت الذي لا يتبدّل.[٦]
تعريف بشهر رجب
رجب هو شهر من شهور السنة الهجرية، ويأتي تريبه السابع بينها، يسبقه شهر جمادى الثانية ويليه شهر شعبان، ورَجَب لفظ مفرد، وجمعه رجبات وأرجبة ورجاب ورجوب وأرجاب وأرجب، وقد حرّمت العرب هذه الشهر وجعلته معظّماً عندها؛ فحرّمت فيه القتال، ومن الأمثلة التي تصرب في شهر رجب قول "عِش رَجَبًا ترَ عَجَبًا"، فيضربونه كناية عند الوعيد ولو بعد حين، أو كناية عن السنة.[٧]
سبب تسمية شهر رجب بهذا الاسم
سمّي شهر رجب بذلك لأنّه كان يرجّب؛ أي يُعظّم،[٨] فقد كان العرب يعظّمون هذا الشهر دون سواه، وكأنّه إحدى شهورهم الخاصّة، وقد سمّي رجب بذلك أيضاً لأنّ العرب كانوا يقدّمون فيه الرجيبة، وتسمى عندهم بالعتيرة، وهي ذبيحة يذبحونها في شهر رجب، ويسمّون هذه الأيام التي يذبحون فيها أنّها أيام ترجيب،[٩] وقد كان من تعظيم الشهور المحرّمة أنّ الذنوب فيها محرّمة كالقتال، وكان ذلك معروفاً في الجاهلية، وقد حرّمت هذه الشهور في الإسلام ليتمكّن المسلمون من الذهاب والإياب للحجّ والعمرة فيها بأمان دون قتال.[١٠]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1080، صحيح.
- ↑ "عدد أيام الشهر القمري"، www.islamweb.net، 19-10-2006، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1913، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل ، صفحة 30، جزء 22. بتصرّف.
- ↑ بكر أبو زيد (1995)، فقه النوازل (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 195، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1995)، المنتخب في تفسير القرآن الكريم (الطبعة الثامنة عشر)، القاهرة: مؤسسة الأهرام، صفحة 265، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، بيروت: عالم الكتب، صفحة 857، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، سلسلة علو الهمة، صفحة 28، جزء 18. بتصرّف.
- ↑ جواد علي (2001)، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة الرابعة)، بيروت: دار الساقي، صفحة 117، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ خالد الراشد، دروس الشيخ خالد الراشد، صفحة 12، جزء 55. بتصرّف.
