الزواج
شرع الله عز وجل الزواج من أجل إبقاء النسل البشري، ومن أجل عمارة الأرض وخلافتها لقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة: 30]، حيث قصد بالخليفة هنا الإنسان، ولأنّ الدين الإسلامي دين الفطرة فقد حرم التبتل وحث على الزواج لمن هو قادر عليه؛ لأنّ به يكون الحفاظ على أفراد الأمة من الوقوع في المعاصي وبه يكون المجتمع أكثر ترابطاً، وهو يعتبر العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة والتي تنشأ بينهما بالمودة والرحمة وعلى أساس التشارك والتفاهم.
أهداف الزواج
- النسل: من أجل تحقيق غاية الله تعالى في عمارة الأرض وخلافتها، فإنّ الزواج والتكاثر بالنسل يحقق هذه الغاية، ومن شروط النسل أن يكون من خلال عقد الزواج الشرعي وليس من خلال السفاح والزنا.
- الإمتاع النفسي والجسدي: يوفر الزواج الراحة النفسية، بالإضافة إلى الإمتاع واللذة الجنسية.
- بلوغ الكمال الإنساني: من أهم أهداف الزواج وصول الإنسان إلى الكمال الإنساني، حيث يتم توزيع الحقوق والواجبات الشرعية لكلا الزوجين بمبدأ العدل، والإحسان، والرحمة.
- التعاون على بناء المجتمع: الزواج الشرعي من أهم لبنات بناء المجتمع ونجاحه، حيث لا يمكن النهوض بالمجتمعات بالذكور وحدهم أو بالإناث فقط، إنّما من خلال بناء أسرة سليمة، وبتعاون كلا الزوجين معاً والمشاركة في تحمُّل أعباء الحياة.
شروط صحة الزواج
هي شروط حددها الشرع والتي تعتمد عليها صحة الزواج كالآتي:
- أن تكون المرأة ممن يحل للرجل أن يتزوجها والاقتران بها، فيحرم الزواج بالمحارم سواء المحرمة تحريماً مؤقتاً أم تحريماً أبدياً.
- أن يتم إشهار الزواج، بوجود الشهود وولي الأمر للمرأة.
عدد الشهود في عقد الزواج
يجب أن يكون هناك شاهدو زواج ليتم عقد الزواج بطريقة شرعية، وهناك مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في الشاهدين وهي:
- أن يكون الشاهدان ذكرين.
- أن يكونا بالغين فلا تصح شهادة الصبيان والأطفال.
- أن يكونا عاقلين؛ حيث لا تقبل شهادة غير العاقل، لأنّه لا يعرف ما يقول ولا يفهمه.
- أن يكونا مسلمين لا يشركان بالله أحداً، فلا تقبل شهادة الكفار على عقد الزواج أبداً، حتى لو كان أحد الزوجين غير مسلم.
- أن يكونا حرين فلا تصح شهادة العبد.
- أن يتصفا بالعدالة، وذلك وفق قول الله عز وجل: (إِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ) [الطلاق: 2]، ولهذا فلا يتم قبول شهادة الفاسق، وبالرغم من اختلاف جمهور العلماء في تفسير معنى العدالة، فقد رأى أصحاب المذهب المالكي أنّ الشاهد العادل هو من يتجنب الكبائر ويؤدي الأمانة ويحسن معاملة الأخرين، أما أصحاب المذهب الحنبلي فقد اشترطوا الصلاح في الدين وأداء الشاهد لجميع الفرائض وتجنب الكبائر.