محتويات
عدد غزوات النبي
الغزوة هي الجيش الذي يكون على رأسه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الإمام، وقد شارك النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدد من الغزوات، وقد اختلف الصحابة بعددها، فروي عن زيد بن الأرقم أنها تسعة عشرة غزوة، وروي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنها إحدى وعشرين غزوة.[١]
عدد السرايا والبعوث التي بعثها النبي
تعدّدت آراء أهل العلم في عدد هذه السرايا على أقوال وهي كما يأتي:[٢]
- رأي ابن إسحاق
قال في عددها ثلاث روايات؛ قيل عددها خمسة وثلاثين سريّة، وقيل هي ثمانية وثلاثين سرية، وقيل سبع وعشرين سرية.
- رأي الحافظ ابن حجر
ذهب إلى أنّها ست وثلاثين سرية.
ومن أهم هذه السرايا التي بعثها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:[٣]
- سرية أبي سلمة إلى طليحة الأسدي حدثت في السنة الرابعة من الهجرة.
- بعث عبد الله بن أنيس، وحدث في السنة الرابعة للهجرة.
- بعث الرجيع، وحدث في السنة الرابعة من الهجرة.
- سرية بئر معونة، وحدثت في السنة الرابعة من الهجرة.
التعريف بأهم غزوات النبي
شارك النبي -صلى الله عليه وسلم- في عدد من الغزوات، وقد كان لها أثر كبير في نصرة الدين، وقذف هيبة المسلمين في قلوب أعدائهم، ومن أبرز هذه الغزوات ما يأتي:
غزوة بدر
حدثت غزوة بدر الكبرى في السنة 2هـ، [٤] وسببها أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- علم أنّ قافلة لقريش مكوّنة من ألف بعير مُحمّلة بالأموال والثروات الآتية من الشام والمتوجهة إلى مكة، قد صارت على مقربة من المدينة فخرج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً لاعتراضها ولم يكن بنيّته القتال.[٥]
فلما علم أبو سفيان وقد كان على رأس هذه القافلة أرسل إلى قريش يخبرهم الخبر، وغير الطريق حتى وصل بها إلى مكة في أمان، ولما بلغ الخبر إلى قريش جهّزوا جيشاً عدّته ألف مقاتل للقاء المسلمين، والتقى الجيشان عند عيون بدر، فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه بالنصر المؤزر، وبعدها بدأ المسلمون يقاتلون بكل بسالة.[٦]
وقد أمدّ الله المسلمين ملائكة يقاتلون معهم، حتى انتصر المسلمون، ورجعت قريش مهزومة إلى مكة، وقد قتل عدد كثير منهم إلى أن بلغ سبعون قتيلًا، بما فيهم صناديد قريش، وأُسر سبعون، بينما استشهد من المسلمين أربعة عشر صحابياً.[٧]
غزوة أحد
حدثت غزوة أحد في السنة الثالثة للهجرة، وسببها أنّ قريشاً أرادت الانتقام من المسلمين بعد هزيمتهم في غزوة بدر، فخرجت بثلاثة آلاف مقاتل لغزو المدينة المنورة، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستعدّ للقتال، وجهّز جيشاً قوامه ألف مقاتل، ثم استشار الصحابة -رضي الله عنهم- بين الخروج وملاقاة قريش خارج المدينة وذهب إلى هذا الرأي فئة الشّباب وأخذ -عليه الصلاة والسلام- برأيهم، أو البقاء في المدينة والدفاع عنها إن حصل اعتداء من قريش وذهب للرأي فئة الشيوخ[٨].
ثم انطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جبل أحد فأعد خطة المعركة وأمر خمسين رامياً من المسلمين أن يصعدوا على هذا الجبل، وألّا ينزلوا عنه مهما كانت الأسباب، وبدأت المعركة، فكانت الغلبة في بداية المعركة للمسلمين، ولما رأى من على الجبل تقدم المسلمين، ظنوا أنّ المعركة قد انتهت فنزلوا عن الجبل مخالفين لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٩]
ثم التفّ خالد بن الوليد ومن معه وصعدوا على الجبل، وانقلبت نتيجة المعركة بسبب مخالفتهم الأمر، وقد انتهت المعركة وقتل من المشركين سبع وثلاثون قتيلاً، واستشهد من المسلمين سبعون شهيداً، من أبرزهم حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه- الذي قتله وحشي بن حرب الحبشي.[٩]
غزوة الخندق
وتسمى غزوة الأحزاب، حدثت في السنة 5 هـ، وسببها أن يهود بني النضير دعوا قريشاً وغطفان وبني فزارة وبني مرة لحرب الإسلام والمسلمين، ووعدوهم بالنصر والتأييد، ولما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- الخبر، حث الناس على القتال حتى اجتمع ثلاثة آلاف مقاتل، وأشار إليه سلمان الفارسي بحفر الخندق.[١٠]
وبعد ذلك بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- خبر نقض بني قريظة للعهد واتفاقهم مع قريش، ولما اجتمع الأحزاب عند الخندق لم يستطيعوا عبوره، وخيموا عنده ليال، حتى أرسل الله إليهم ريحًا دبت الرّعب في قلوبهم وهربوا خائفين مهزومين، ونصر الله -تعالى- عباده المؤمنين.[١٠]
غزوة بني قريظة
حدثت بعد غزوة الأحزاب مباشرة، ولها ارتباط وثيق بها، وذلك أنّ يهود بني قريظة كان بينهم وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد وميثاق، وكان من بنوده النصرة للمسلمين إذا ما تم الاعتداء عليهم، إلا أنّهم نقضوا العهد.[١١]
وبعد فرار قريش توجه النبي -صلى الله عليه وسلم- لبني قريظة لتأديبهم على نقضهم العهد، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرهم إلى سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري، وقد كان بنو قريظة حلفاء للأوس، فكان حكم سعد في بني قريظة بأن يقتل رجالهم ويسبى نساؤهم وذراريهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-له: لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات.[١١]
غزوة حنين
حدثت غزوة حنين في السنة 8هـ، وسببها أنّ هوازن وثقيف لم يُعجبها هزيمة قريش على يد المسلمين، فأعدوا العدة لقتال المسلمين، فساق قائد المشركين عوف بن مالك مع المقاتلين نساءهم، وأموالهم، وأبناءهم حتى يدافعوا عنهم ولا يهربوا من أرض المعركة.[١٢]
ولما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- الخبر جهز جيشاً قوامه اثني عشر ألف مقاتل، وقد أعجب المسلمون بعددهم وكثرتهم في المعركة، وفاجأ المشركون المسلمين في هذه اللحظات بالرماح تنهال عليهم.[١٢]
وقد تفرق الجيش، ولم يثبت إلا فئة قليلة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمر -عليه الصلاة والسلام- العباس بن عبدالمطلب وكان جهوري الصوت بالمناداة على المسلمين فتجمعوا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقاتلوا فنصرهم الله، وقد أسفرت المعركة عن قتل مائة رجل من هوازن، ومن هروب ثقيف، واستشهد من الصحابة أربعة رجال كلهم من الأنصار.[١٢]
المراجع
- ↑ حسن أبو الأشبال الزهيري، كتاب شرح صحيح مسلم، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ بريك العمري، كتاب السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 264-167. بتصرّف.
- ↑ صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 183. بتصرّف.
- ↑ الغزالي، فقه السيرة، صفحة 226. بتصرّف.
- ↑ الغزالي، فقه السيرة، صفحة 226. بتصرّف.
- ↑ صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 197. بتصرّف.
- ↑ مصطفى السباعي، السيرة النبوية دروس وعبر، صفحة 82-88. بتصرّف.
- ^ أ ب صفي لادين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 231-238. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد سعيد رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية، صفحة 213-220. بتصرّف.
- ^ أ ب أبي الحسن الندوي، كتاب السيرة النبوية، صفحة 395-365. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 596-600. بتصرّف.