كم عدد المسلمين في غزوة أحد

كتابة:
كم عدد المسلمين في غزوة أحد

غزوة أحد

غزوة أحد هي المواجهة الثانية بين الكفر والإيمان؛ حيث كانت غزوة بدرٍ هي المواجهة الأولى، وانتصر فيها المسلمون على كفّار قريش، ولحقت بهم الخسائر الكبيرة، فانكسر غرور زعماء كفّار قريش؛ إذ لم يكن بحسبانهم بأنّهم سيهزمون ويتكبّدون كما تكبّدوا من خسائر، فأذاقه الله تعالى شرّ هزيمةٍ، ونصر المسلمين ورفع ذكرهم بين القبائل في الجزيرة العربية، وفيما يأتي بيانٌ حول غزوة أحد؛ من حيث عدد المسلمين فيها، وأسبابها، ومجرياتها ونتيجتها.


أسباب غزوة أحد

على إثر انتصار المسلمين على قريش في معركة بدر، وسقوط عددٍ من كفّار قريش قتلى في ساحة المعركة على يد المسلمين، بقي كفار قريش وخاصَّةً زعماؤهم يتحرّقون للانتقام لقتلاهم في بدر؛ فأجمع زعماء قريش على أن يثأروا لكرامتهم من المسلمين، ويستعيدوا هيبتهم بين قبائل العرب، كما أنّهم أرادوا أن يقضوا على المسلمين لوضع حدٍّ لتهديد المسلمين لطرق القوافل التجارية الذاهبة إلى الشام خاصّة وأنّهم يرون تنامي قوّة المسلمين يومًا بعد يوم؛ فاتّفقوا على جعل قافلةٍ لأبي سفيان في سبيل تجهيز الجيش، وانتخوا من أحبّ المساهمة في تجهيز الجيش.[١]


عدد المسلمين

لم يكن أساس قوة المسلمين يومًا بعدد المقاتلين ولا بعدتهم ولا بعتادهم؛ بل إنّ أساس قوّتهم يأتي من إيمانهم بالله تعالى وتوكّلهم عليهم ثمّ أخذهم بالأسباب، وبعد تجهّز جيش قريش وخروجهم، استطلع العبّاس -رضي الله عنه- خبرهم، وأنّهم خرجوا لقتال المسلمين؛ فأخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بذلك، فاستشار النبيّ أصحابه وخيّرهم بين التحصّن في المدينة المنوّرة وبقائهم فيها، حتّى إذا وصل جيش الكفّار قريش حدود المدينة قاتلوها، وبين الخروج لملاقاتهم خارج المدينة؛ فأشار كثيرٌ من الصحابة بالخروج لملاقاة جيش الكفار، ونزل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عند رأيهم؛ فجهّز جيشًا قوامه ألف مقاتلٍ، وتذكر بعض الروايات أنّ عددًا من المنافقين انسحب من جيش المسلمين قبل بدء القتال وعددهم ثلاثمئة، ولم يبقَ في جيش المسلمين سوى سبعمئة مقاتل،[٢][٣] وقد خرج المسلمون تحت ثلاثة ألوية، هي: لواء المهاجرين وحمله مصعب بن عمير، ولواء الأوس وحمله أسيد بن حضير، ولواء الخزرج وحمله الحباب بن المنذر -رضي الله عنهم-.[١]


عدد المشركين

خرج كفّار قريش بجيشٍ قوامه ثلاثة آلاف مقاتلٍ من كفّار قريش وحلفائهم، ورأوا أن يأخذوا معهم عددًا من نسائهم؛ لتحفيزهم وبثّ الحميّة فيهم على القتال، وكانت القيادة العامة لأبي سفيان، وقيادة الفرسان لخالد بن الوليد بمساندة عكرمة بن أبي جهل.[١]


مجريات غزوة أحد

بعد خروج المسلمين من المدينة، وصلوا إلى جبل أحد؛ فوزّع النبي -صلى الله عليه وسلم- الجيش، وجعل خمسين من رماة السهام على قمّة جبل أحد؛ لحماية ظهر المسلمين عند مواجهتهم لجيش قريش، وبدأت المعركة وكانت الغلبة للمسلمين، وأخذ جيش قريش بالتقهقر إلى الوراء، وعندما رأى الرماة على الجبل أنّ جيش قريش بدأ يتراجع، نزلوا عن الجبل؛ لاعتقادهم بأنّ المعركة قد انتهت، فما كان من خالد بن الوليد والذي كان على رأس لواءٍ من جيش قريش إلّا أن استدار خلف الجبل، وباغت المسلمين من خلفهم، ممّا أربكهم، وانقلبت موازين القتال، حيث أصيب عددٌ من الصحابة -رضي الله عنهم- وأصيب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأشيع أنّه قتل، واستشهد سبعون من الصحابة -رضي الله عنهم- استماتوا في الدفاع عن رسول الله، ومن بينهم حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عمّ رسول الله.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 224-228. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد محمود حجازي، التفسير الواضح، صفحة 273-275. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 2-3. بتصرّف.
5107 مشاهدة
للأعلى للسفل
×