محتويات
صلاة الاستسقاء
هي الصلاة التي تؤدّى لطلب إرسال المطر وسقيا البلاد من الله سبحانه وتعالى، وتعدّ صلاة الاستسقاء من الصلوات المشروعة تبعاً لسنة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وتندب عند قلّة نزول الأمطار على البلاد أو انحباسها بشكل كامل، فعند تعرّض البلاد لشحّ الأمطار لا بدّ من استغفار الله عزّ وجل والتضرّع إليه وطلب نزول الأمطار، فهو الرزّاق الوحيد، وقال عزّ وجل في كتابه الكريم: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[١][٢]
كم عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء؟
تعددت آراء أهل العلم في عدد التكبيرات لصلاة الاستسقاء، على قولين اثنين؛ وهما:[٣]
- القول الأول: أن عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء كباقي الصلوات؛ تكبيرة واحدة للافتتاح، وذهب إلى هذا القول الإمام مالك، والثوري، والأوزاعي، وأحمد في المشهور عنه، وأبو ثور، وأصحاب الإمام أبي حنيفة، كأبي يوسف ومحمد الشيباني وغيرهما.
- القول الثاني: أن عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء كعدد تكبيرات صلاة العيد؛ سبع تكبيرات في الركعة الأولى، وخمس في الثانية، وذهب إلى هذا القول الشافعية والحنابلة، وهو قول سعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، ومكحول، ومحمد الطبري، وحكي عن ابن عباس رضي الله عنه.
كيفيّة صلاة الاستسقاء
تؤدى صلاة الاستسقاء كما يلي:[٤][٥]
- يُنادى للصلاة ولكن ليس بالأذان وإّنما بقول الإمام: "الصّلاة جامعة" ويكرّرها حتّى يجتمع الناس في المكان الخالي لأداء الصّلاة.
- تُصّلى صلاة الاستسقاء كصلاة العيد؛ حيث يصلّي الإمام بالنّاس: الركعة الأولى ويبدأ بتكبيرة الإحرام ثمّ بعد ذلك ست تكبيرات، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة وسورة الأعلى، ثمّ بعد ذلك يركع المصلّي ويسجد كالباقي الصلوات، ثم يقوم للركعة الثانية ويكبّر فيها خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة وسورة الغاشية، ثمّ تنتهي الركعة الثانية بالتسليم.
- بعد أداء الركعتين يخطب الإمام بالمصليّن، وبعد الخطبة يقلب رداءه؛ وكذلك يفعل مثله المصلّون جميعاً، ثمّ يرفع بيديه إلى السماء، ويرفع المصلّون أيديهم مثله، ويبالغون في رفعها؛ تضرّعاً إلى الله عزّ وجل.
أحكام صلاة الاستسقاء
فيما يلي بعض الأحكام المتعلقة بصلاة الاستسقاء:[٥][٦]
- صلاة الاستسقاء سنّة مؤكّدة، وهي مشابهة لصلاة العيد في عدد ركعاتها، وجهرها بالقراءة، وتكبيراتها الزائدة في كلا الركعتين، حيث جاء في الحديث: (خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ متبذِّلًا متواضعًا متضرِّعًا حتَّى أتى المصلَّى زادَ عثمانُ فرقى على المنبرِ ثمَّ اتَّفَقا ولم يخطُب خطبَكم هذِهِ ولَكِن لم يزل في الدُّعاءِ والتَّضرُّعِ والتَّكبيرِ ثمَّ صلَّى رَكعتينِ كما يصلِّي في العيدِ).[٧]
- أداء صلاة الاستسقاء في الصحراء أو في أرضٍ فارغةٍ خارج مناطق العمران والمدن والأماكن السكنيّة؛ وذلك اقتداءً بالرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم.
- تذكير النّاس بما يلين قلوبهم، ويأمرهم بالتوبة النصوحة إلى الله تعالى، وحثّهم على رد حقوق النّاس إلى أصحابها، وطلب المغفرة من الله تعالى على المعاصي والآثام، وأداء الصدقات، والالتزام بأداء الطاعات قبل الخروج لأداء صلاة الاستسقاء؛ وذلك لأنّ انحباس المطر عقاب من الله تعالى للعباد.
- الخضوع والإذلال والافتقار لله عند المشي للصلاة.
- إعادة صلاة الاستسقاء عدداً من المرّات حتّى نزول المطر.
المراجع
- ↑ سورة نوح، آية:10-12
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الاستسقاء، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 210-211. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 191. بتصرّف.
- ^ أ ب موقع وزارة الأوقاف السعودية، من أحكام الاستسقاء والجنائز، صفحة 3-4. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 192. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث، الصفحة أو الرقم:1165، حسن.