محتويات
سجود السهو
يمكن بيان المقصود بسجود السهو بما يأتي:[١]
- السهو لغة
هو النِسيان، وترك الشيء من غير قصد.
- سجود السهو اصطلاحاً
سجدتان يسجدهما المسلم لله -تعالى- لجبر الخلل الواقع في صلاته، وقد شرع الله -تعالى- سجود السهو في نهاية الصلاة؛ لسدِ النقص فيها، وكسب رضا الله -تعالى-، وإرغام الشيطان بسبب وسوسته للعبد، والسهو في الصلاة قد يكون بسبب الزِيادة فيها، أو النُقصان منها.
عدد سجدات السهو
يُؤدى سجود السهو كما يؤدى السُجود في الصلاة؛ على سبعة أعظم، ويكون سجدتان يقول المسلم فيهما كما يقول في سجود الصلاة: "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات، ويكبر عند السُجود وعند الرفع منه، وليس هناك ذكرٌ خاصٌ بسجود السهو، ويقول في الجلوس بين السجدتين: "رب اغفر لي".[٢]
مشروعيّة سجود السهو
سجود السهو ثابتٌ بالسنة النبوية الشريفة؛ فقد سها النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاته، وسجد سجود السهو، وقد ورد دليل ذلك في العديد من الأحاديث الصحيحة، ومن هذه الأحاديث ما ورد عن عبد الله بن بُحيْنة -رضِي الله عنهما-: (أنَّ رسولَ اللهِ قام في صلاةِ الظهرِ وعليهِ جُلوسٌ، فلمَّا أَتَمَّ صلاتَهُ سجد سجدتيْنِ، فكَبَّرَ في كلِّ سجدةٍ وهو جالسٌ قبلَ أن يُسَلِّمَ، وسجدهما الناسُ معهُ، مكانَ ما نَسِيَ من الجلوسِ).[٣][٢]
الأسباب الموجبة لسجود السهو
يجب سجود السهو على المصلِي في حال وُجد سببه، وهو واجبٌ في حالات السهو فقط؛ فمن ترك ركناً من أركان الصلاة متعمِداً كانت صلاته باطلة، ووجبت عليه إعادتها، أما في حالة ترك سنة من سنن الصلاة؛ فإن سجود السهو يُعدُ مستحباً وليس واجباً. وسجود السهو واجبٌ في حالات ثلاث هي:[٤]
النُقصان في أركان أو واجبات الصِلاة
إذا نسي المسلم أثناء صلاته واجباً من واجبات الصلاة مثل: نسيان التشهُد الأوسط، أو نسيان قول التسبيحات في الرُكوع أو السُجود، أو نسيان أحد التكبيرات غير تكبيرة الإحرام في الصلاة، أو نسيان قول: "سمع الله لمن حمده" عند الرفع من الرُكوع، فإنه يجب عليه وقتها أن يسجد سجود السهو سجدتين قبل السلام من الصلاة فقط، ولا يلزمه الإتيان بهذا الواجب.
أمّا في حالة ترك ركن من أركان الصلاة سهواً، فإن الإتيان بالرُكن واجبٌ أولاً، ثمّ يجب عليه أن يسجد سجدتي السهو قبل السلام.
الزِيادة في الصلاة
وتختلف أحوال الزيادة في الصلاة؛ فإذا زاد المصلي في صلاته متعمداً لذلك فصلاته باطلة، أمّا إذا زاد سهواً وتذكر أثناء الصلاة وجب عليه التوقف عن هذه الزيادة، وعليه الإتيان بسجود السهو، ومن أمثلة الزيادة في الصلاة: أن يزيد المسلم سجوداً أو ركوعاً أو ركعة، ونحو ذلك.
الشكُ بالزِيادة أو بالنُقصان
يجب سجود السهو أيضاً على المصلِي في حال الشكِ في عدد الركعات التي قام بتأديتها، أو السجدات التي قام بسجودها، فمثلاً: إذا شكّ المسلم هل صلى ثلاث ركعات أم أربع، بنى على اليقين بأنّه صلى ثلاثاً وهو الأقل، وأتى بالركعة الناقصة، وسجد سجود السهو سجدتين قبل أن يسلِم.
محل سجود السهو في الصلاة
وينبغي التنبيه إلى أنّ آراء العلماء قد تعددت في محل سجود السهو؛ فمنهم من قال:[٥]
- محله بعد السلام دائماً؛ وهو مذهب الحنفيّة
- محله قبل السِلام دائماً؛ وهو مذهب الشافعيّة.
- منهم من فرق بين أسباب السجود سهواً؛ فقالوا: إن كان سجود السهو بسبب نقص في الصلاة؛ فإنّه يكون قبل السلام، وإن كان بسبب زيادة فيها فإنه يكون بعد السلام؛ وهو مذهب المالكيّة.
- الأفضل أن يكون قبل السلام؛ إلا في حال سلّم المصلي ثم تذكر أداء سجود السهو، فيؤديه بعد السلام، كما لو وقع له الشك في صلاته ثم عمل على غلبة الظن، فيكون سجود السهو بعد السلام.
المراجع
- ↑ [محمد بن إبراهيم التويجري]، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 471. بتصرّف.
- ^ أ ب "سجود السهو"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مالك بن بحينة ، الصفحة أو الرقم:1230، صحيح.
- ↑ [عبد الله الطيار]، الفقه الميسر، صفحة 340-342. بتصرّف.
- ↑ [سعيد حوى]، الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام، صفحة 1515-1516. بتصرّف.