محتويات
عدد منارات الحرم النبوي الشريف
يعتبر عمر بن عبد العزيز الخليفة الأول الذي منح المسجد النبوي منارات؛ حيث جعل في كل زاوية من زوايا المسجد النبوي مئذنة، كبديل عن صعود المؤذن سطح المسجد، أو صعود بيوت تجاور المسجد للأذان.[١]
وبعدها توالت عمليات بناء منارات المسجد النبوي حتى التوسعة السعودية، حيث تم إعادة بناء المآذن، لكن بالاحتفاظ على بناء مئذنتين هما المئذنتان الجنوبيتان، وتحيط في الوقت الحالي بالمسجد عشر منارات، بعد أن كان هناك الكثير من المنارات قبلها، وهذه المنارات هي:[١]
- أربع منارات في الواجهة الشمالية.
- منارة واحدة في الركن الشمالي الشرقي.
- منارة أخرى في الركن الشمالي الغربي.
- منارتان اثنتان في منتصف الجانب الشمال؛ فوق البوابة الوسطى (باب الملك فهد).
- منارة في الركن الجنوبي الشرقي.
- منارة أخرى في الركن الجنوبي الغربي.
ولقد كانت الدولة الأموية السباقة في توسعة المآذن، إذ أمر الوليد بن عبد الملك ببناء المنارات، وظهرت فوق المسجد النبوي لأول مرة عام (87-88) للهجرة، حيث كان عددها أربع مآذن موزعة في أركان المسجد الأربعة، وتجدر الإشارة إلى أنّ المآذن في ذلك الوقت كانت كما هي عليه اليوم، ويدل ذلك على روعة الهندسة المعمارية.[١]
المسجد النبوي الشريف
يعد من أهم المساجد التي يُشد إليها الرحال كما أخبرنا بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدٍ: المسجدُ الحرامُ، ومسجدي هذا، والمسجدُ الأقصى).[٢][٣]
وتعود تلك المكانة العظيمة للمسجد النبوي الشريف إلى أنّه كان المركز الأول للدعوة، والمنارة التي انطلق منها نور الإسلام ليصل إلى بقاع الأرض كافة، إضافة إلى كونه مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والصلاة فيه تفضل الصلاة بغيره ألف مرة باستثناء المسجد الحرام.[٣]
بناء المسجد النبوي الشريف
عندما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، طمع كل أهل المدينة من الأنصار في استضافة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقاموا باعتراض ناقته، حتى قال لهم -عليه السلام-: (دعوها فإنَّها مأمورةِ)،[٤] فكان ذلك موضع قباء؛ ولما خرج منها بأمر الله -تعالى- أدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، صلى في مسجد ببطن الوادي.[٥]
ثم تسارع إليه الناس لاستضافته، ولأخذ زمام ناقته؛ فأمرهم أن يتركوها حتى تبرك؛ حتى بركت الناقة في مكان لغلامين يتيمين من الأنصار، وهما سهل وسهيل، ثمّ طلب -عليه السلام- من الغلامين أن يشتري المكان ليبني عليه مسجده، فوهبه الغلامان للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لكنه لم يقبل -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يدفع لهما.[٥]
وبعدها بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ببناء المسجد مع أصحابه من المهاجرين والأنصار، وبنى له الحجرة التي سكنها، وحجرات زوجاته، وقد دُفن بها بعد وفاته، ثمّ دُفن صاحبه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-.[٦]
أهم معالم المسجد النبوي
ضمّ المسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدّة معالم بارزة أنشأ بعضها منذ الزمن الأول، وبعضها الآخر كان نتيجة التوسعات وتجديد البناء؛ حتى صارت اليوم مما يتميّز به المسجد النبوي عن غيره من المساجد، وتأتيه الناس لزيارته والاطلاع عليها، ومن هذه المعالم:[٧]
- منبر النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ بناه النبي من ثلاث درجات بعد أن كان يخطب على جذع نخلة.[٨]
- الروضة الشريفة؛ وهي مكان في الحرم النبوي يقع بين منبر الرسول -عليه السلام- وحجرته، حيث ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما بين بيتي ومِنبري روضةٌ من رياضِ الجنةِ، ومِنبري على حوضِي)،[٩] وتم تحديد الروضة بسجاد أخضر اللون، بحيث يختلف عن بقية سجاد المسجد.[١٠]
- الحجرة النبوية؛ هي حجرة السيدة عائشة -رضي الله عنها- التي دُفن فيها الرسول -عليه السلام-، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-.[١١]
- القبة الخضراء؛ كانت تسمى بالقبة الفيحاء والقبة الزرقاء والبيضاء، وهي مربعة من الأسفل ومثمنة من الأعلى.[١٢]
- المكتبة؛ توجد مكتبتان في المسجد، الأولى تقع وسط الحرم فيها مخطوطات تراثية، أما الثانية فموجودة على سطح الحرم الغربي، وفيها الكثير من المجلدات والكتب ومكتبة رقمية.[١٣]
المراجع
- ^ أ ب ت "منارات المسجد النبوي"، الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي والمسجد الحرام، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1995، صحيح.
- ^ أ ب [أيوب صبري باشا]، موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبد الله بن سلام، الصفحة أو الرقم:196، فيه راو لم يسمى.
- ^ أ ب [ابن كثير]، الفصول في السيرة، صفحة 118. بتصرّف.
- ↑ [محمد الصوياني]، السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، صفحة 306-307. بتصرّف.
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 311-312. بتصرّف.
- ↑ [محمد إسماعيل المقدم]، دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6588، صحيح.
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 246-247. بتصرّف.
- ↑ [التقي الفاسي]، كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، صفحة 478. بتصرّف.
- ↑ [محمد علي مغربي]، أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة، صفحة 198. بتصرّف.
- ↑ "مكتبة المسجد النبوي"، الحرمين الشريفين، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. بتصرّف.