كم مدة خلافة معاوية بن أبي سفيان

كتابة:
كم مدة خلافة معاوية بن أبي سفيان

كم مدة خلافة معاوية بن أبي سفيان

تولّى الصحابي مُعاوية بن أبي سُفيان -رضي الله عنه- الخلافة بعد أن تركها الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-، وبويع بها في الشهر الثالث من سنة إحدى وأربعين للهجرة، واستمرّت خلافته عشرين سنة إلّا سبعة أشهر،[١] وممّا ساعد معاوية في ولايته وإدارته للدّولة هي خبرته التي امتدّت لأكثر من عشرين عاماً وهو على الشام.[٢]


وكان مُعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- يُكنّى بأبي عبد الرحمن، وتولّى ولاية الشام في عهد أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب وفي عهد الخليفة عُثمان بن عفّان -رضي الله عنهم-، وكان يبلُغ من العُمر حين تولّى الخلافة اثنين وستين سنة، والتقى معاوية مع الحسن بن علي -رضي الله عنه- في مكانٍ يُسمّى "مسكن" في الكوفة، وكان ذلك بعد أن سمع معاوية بأنّ أهل الكوفة قد بايعوا الحسن بن علي، فقام الحسن بن علي -رضي الله عنه- بِمُبايعة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-، ثم ذهب بعدها معاوية إلى الشام، واستمر في ولايته عشرين سنة إلا أشهر، وتوفّي في دمشق سنة ستين للهجرة، وكان يبلُغ من العُمر 82 سنة، وقال ابن إسحاق: كان عُمر معاوية عندما توفّي 78 سنة.[٣]


في أي عصر خلافة معاوية بن أبي سفيان

تولّى الصحابي مُعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- الخلافة في العصر الأُمويّ، وكان ذلك بعد مُبايعة الحسن بن علي -رضي الله عنهما- له،[٤] وكان للدّولة الأُمويّة دولتين إسلاميّتين، أحدهما في المشرق، وكانت عاصمتُها حينها دمشق، وكان من أبرز رِجالها مُعاوية بن أبي سُفيان -رضي الله عنه-، وهو مؤسّس الدّولة الأُمويّة في الشام في العام الواحد والأربعين للهجرة، وقد استمرّت الدولة الأموية في المشرق إلى العام مئة واثنين وثلاثين للهجرة وانتهت بعد مقتل مروان بن مُحمد،[٥] وكان مُعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أول خليفةٍ من خُلفاء الدّولة الأُمويّة، وكان قد تولّى دمشق في عهد أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأيّام من خلافة الخليفة عُثمان -رضي الله عنه-.[٦][٧]


إنجازات معاوية بن أبي سفيان

كان لِمُعاوية بن أبي سُفيان -رضي الله عنه- العديد من الإنجازات، ومنها ما يأتي:[٨]

  • كان معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أحد القادة الفاتحين في الإسلام؛ حيثُ بلغت فُتوحاته إلى المحيط الأتلنتيكي، وفُتحت في عهده بلادُ السودان، وقد كان أول من جعل دمشق مقراً للخِلافة، وكذلك أول من اتّخذ المقاصير؛ وهي الدُّور المُحصّنة الواسعة، وهو أول شخصٍ في الإسلام يتّخذُ الحرس والحُجّاب، وأول من وضع المحاريب في المساجد.[٩]
  • أول أميرٍ في الإسلام يركب البحر لِغزو الرّوم هو معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، وكان ذلك في فترة خلافة عُثمان بن عفان -رضي الله عنه-؛ حيثُ كان قد ولّاه على الشام.[١٠]
  • معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- هو أحد القادة المُسلمين الذين استكملوا القوّة البحريّة؛ وكان ذلك لِحماية السواحل في البلاد الإسلاميّة، فقد كان أول من قام بإنشاء دارٍ لِصناعة الأساطيل والسُّفن البحريّة في العام الرابع والخمسين للهجرة، وقد بلغ عدد السُّفن التي صُنعت في عهده أكثر من ألفٍ وسبعمئة سفينة مُجهّزةٍ برجالها وسلاحها وجميع عتادها.[١١]
  • معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- هو أحد الخُلفاء الذين تمتّعوا بالذّكاء والسّياسة الحكيمة؛ حيثُ قام بإصدار الأوامر إلى ولاته بتهجير الأُسر العربيّة وإسكانهم في بلاد المُسلمين المفتوحة وبخاصّة بلاد فارس؛ وذلك لتعميق نقل رسالة الإسلام الحقّ للفرس من خلال اختلاطهم بالمُسلمين العرب، فقام بنقل أكثر من خمسين ألف من الأُسر العربيّة من البصرة والكوفة وأسكنهم في خرسان، فكان لهم الدور في إقبال الفرس على الإسلام بعد اقتناعٍ وحبٍ دون أي إجبار أو كره أو خوف من المسلمين.[١٢]
  • تولّى معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- الولاية على الشام في عهد عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان عُمر من المُعجبين بذكائه؛ حيثُ قام بسحب معارك المُسلمين مع الروم من أراضي المُسلمين إلى بلادهم، فقام بتطوير وسائل الدفاع في البلاد الإسلاميّة، وفتح عموريّة، وقام بإنشاء الأساطيل البحريّة؛ لأجل حماية الشّام ومصر، وأنهى معاوية بذلك سيطرة البيزنطيّين على البحر.
  • قام مُعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- في خلافته بِمُباشرة أُمور الدّولة بنفسه، فقد حرص على معرفة جميع التّفاصيل في الدّولة، وكان يأمُر بِمُساعدة أهالي الشُّهداء والغائبين، كما أنّه قام بإنشاء ديوانٍ للرّسائل؛ ويحتوي هذا الديوان على رسائله وأوامره ووصاياه الخاصّة بدولته أو المُرسلة إلى البلاد الخارجيّة.
  • قام معاوية بإنشاء ديوانٍ خاصٍ لضمان السّريّة في مُراسلاته وسمّاه بديوان الخاتم، كما أنّه كان أول من أدخل نظام البريد في الدولة الإسلاميّة، وقام كذلك بتحسين الطُّرق التي يسلُكها صاحب البريد؛ لضمان السُّرعة في نقل الأخبار إلى مقرّ الخلافة في الشام، وكان هذا النظام يقوم على تقسيم الطريق إلى مسافات، وكُلّ مسافةٍ يتولّاها شخصٌ آخر يقوم بحمل الرسالة، كما أنّه قام باستخدام نظام الكتبة؛ فكان عنده كاتبٌ للرسائل، وواحدٌ للخراج، وآخرٌ للقضاء، حيثُ يقومون بنسخ أوامره ثُمّ يختمُها بخاتم صاحب الديوان.
  • قام مُعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- بنشر الأمن في البلاد الإسلاميّة، فاتّخذ الحاجب؛ لتجنّب مُحاولات الاعتداء على الخليفة، وقام باتّخاذ الحرس؛ مخافة وُصول الخوارج إليه لقتله، واتّخذ الشُّرطة؛ للمُحافظة على الأمن والنِظام، وقام باختيار رجاله وأعوانه الذين يثقُ بهم بعنايةٍ وحذرٍ، وأعطاهم المال لتأكيد ولائهم له ولِيؤَلّف به قُلوبهم.
  • قام مُعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- في خلافته باستخدام الشدّة واللّين بحسب الظّرف والحال، وكان يقوم على سياسة المنافع المُتبادلة بين بني أُميّة ورعيّته، وقام باستخدام الإعلام للإشادة به وبخلافته، وليكسب قُلوب الناس إليه.


المراجع

  1. علي بن أحمد الأندلسي (1900)، جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى لابن حزم (الطبعة الأولى)، مصر: دار المعارف، صفحة 356. بتصرّف.
  2. موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 81، جزء 2. بتصرّف.
  3. عبد الله بن مسلم الدينوري (1992)، المعارف (الطبعة الثانية)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 349، جزء 1. بتصرّف.
  4. يعقوب بن سفيان الفسوي (1981)، المعرفة والتاريخ (الطبعة الثانية)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 316-317، جزء 3. بتصرّف.
  5. موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 10، جزء 12. بتصرّف.
  6. أبو بكر بن عبد الله الدواداري (1994)، كنز الدرر وجامع الغرر، مصر: عيسى البابي الحلبي، صفحة 424، جزء 3. بتصرّف.
  7. أحمد بن عبد الوهاب البكري، شهاب الدين النويري (1423هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 238، جزء 20. بتصرّف.
  8. علي محمد الصلابي (2008)، معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره (الطبعة الأولى)، مصر: دار الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع، صفحة 48-49، 244-253. بتصرّف.
  9. خير الدين بن محمود بن فارس، الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة الخامسة عشر)، بيروت: دار العلم للملايين ، صفحة 262، جزء 7. بتصرّف.
  10. محمد بن عبد الرزاق بن محمَّد، كُرْد عَلي، مجلة المقتبس، صفحة 48، جزء 79. بتصرّف.
  11. شحاتة محمد صقر، معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كشف شبهات وردّ مفتريات ، الإسكندرية: دار الخلفاء الراشدين، صفحة 148، جزء 1. بتصرّف.
  12. عبد الشافي محمد عبد اللطيف (1428 هـ )، السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام، صفحة 260. بتصرّف.
4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×