محتويات
علاج الالتهاب الرئوي الحاد
غالبًا ما تُعالج حالات الالتهاب الرئوي الحاد عن طريق خطة علاجية متكاملة، تهدف إلى مكافحة العدوى، وتحسين الأعراض، وتقليل فرصة الإصابة بالمضاعفات، وتُحدّد الخطة العلاجية تبعًا للمسبب الرئيس الكامن وراء حدوث الالتهاب، إذ تُعالج حالات الالتهاب الرئوي البكتيري باستخدام المضادات الحيوية المناسبة، بعد تحديد نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، بينما لا تُجدي المضادات الحيوية نفعًا في معالجة حالات الالتهاب الفيروسي، بل تُستخدم بعض الأدوية المضادة للفيروسات لمعالجة هذه الحالات، كما تتضمّن الخطة العلاجية العديد من الأدوية التي تُستخدم للتحكّم بالأعراض، كمضادات الالتهاب، والأسبرين، بالإضافة إلى العلاجات المنزلية التي تُسرّع عملية الشفاء، وتوفر المزيد من الراحة، والتي تشمل على الإكثار من شرب الماء والسوائل، لا سيّما المشروبات الساخنة، وأخذ قسط كافٍ من الراحة، والاستحمام بالماء الدافئ، مع ضرورة تجنّب المهيّجات، كالتدخين والتدخين السلبي.[١]
كم مدة علاج الالتهاب الرئوي الحاد؟
قد يستغرق علاج الالتهاب الرئوي لدى بعض المصابين مدّة أسبوع إلى أسبوعين، وقد يمتد لدى البعض الآخر لعدّة أشهر،[٢] إذ تعتمد مدّة علاج الالتهاب الرئوي الحاد على نوع الالتهاب الرئوي، وشدّة الحالة، وصحة المصاب العامة، إذ يمكن أن تستجيب العديد من الحالات البسيطة، أو الناجمة عن العدوى الفيروسية للعلاجات المنزلية، وغالبًا ما تتحسّن الأعراض في غضون عدّة أيام أو أسابيع قليلة، بينما تحتاج حالات الالتهاب الرئوي الناجمة عن العدوى البكتيرية، والتي تُعالج باستخدام المضادات الحيوية إلى فترة أطول، وبالرغم من أنّ الأعراض غالبًا ما تبدأ بالتحسّن في غضون عدّة أيام من بدء العلاج بالمضادات الحيوية، وتستمر بالتحسّن تدريجيًا، إلّا أنّه يجب الاستمرار بتناول المضاد الحيوي حسب تعليمات الطبيب وعدم تركه، إذ يمكن أن يتسبّب ذلك بجعل البكتيريا مقاومة للمضاد الحيوي، كما تحتاج حالات الالتهاب الناجم عن عدوى فطرية إلى استخدام الأدوية المضادة للفطريات لعدّة أسابيع للقضاء على العدوى تمامًا، ويمكن شرح التسلسل الزمني لعلاج حالات الالتهاب الرئوي الحاد كما يأتي:[٣][٤]
- الأسبوع الأول: تبدأ درجة الحرارة المرتفعة بالانخفاض تدريجيًا إلى أن تختفي.
- الأسبوع الرابع: تحسّن الأعراض، وانخفاض ألم الصدر، بالإضافة إلى انخفاض معدّل إنتاج المخاط بشكلٍ ملحوظ.
- الأسبوع السادس: استمرار تحسّن الأعراض تدريجيًا، لا سيّما السعال، وضيق التنفس.
- خلال ثلاثة أشهر: اختفاء معظم أعراض الالتهاب، إلّا أنّ الشعور بالتعب الجسدي العام والإعياء يبقى موجودًا.
- خلال ستة أشهر: اختفاء التعب الجسدي تمامًا، إذ يشعر معظم المرضى بالعودة إلى طبيعتهم تمامًا.
ملاحظة: لا يمكن قياس هذا الأمر بدقة تامة على الجميع إذ إنّ البعض قد يحتاج لفترات أطول أو أقصر بالاعتماد على حالته الصحية.
هل يوجد حالات يتسغرق فيها علاج الالتهاب الرئوي الحاد وقتًا أطول؟
يوجد بعض الحالات التي يمكن أن يستغرق فيها علاج الالتهاب الرئوي وقتًا أطول، والتي غالبًا ما تحتاج إلى العلاج داخل المستشفى، كما أنّها تكون أكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات الالتهاب، ومن ضمن هذه الحالات ما يلي:[٣][١]
- كبار السن، لا سيّما الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 65 عامًا.
- الأطفال الرضع، لا سيّما من هم أصغر من شهرين.
- أمراض الكلى، أو عند حدوث انخفاض في وظائف الكلى.
- مشاكل طبية خطيرة، مثل مرض السكري، أو تليف الكبد.
- ضعف الجهاز المناعي في الجسم.
- حالات الجفاف، لا سيّما لدى الأطفال.
ما مضاعفات الالتهاب الرئوي الحاد؟
تُعرّض حالات الالتهاب الرئوي الحاد، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، الجسم للإصابة بالعديد من المضاعفات التي غالبًا ما تكون خطيرة، لا سيّما في الحالات التي تُترك دون علاج، أو في حال عدم معالجتها بالعلاج المناسب، ومن ضمن هذه المضاعفات ما يلي:[٥]
- خراجات الرئة: وهي عبارة عن جيوب مليئة بالصديد والقيح، تظهر في الرئتين نتيجةً للإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد، لا سيّما لدى كبار السن، والأشخاص الذين يُعانون من ضعف في أجهزتهم المناعية، أو الأشخاص الذين يفرطون باستهلاك المشروبات الكحولية، وغالبًا ما تتسبّب خراجات الرئة بارتفاع درجة حرارة الجسم، والسعال المصحوب البلغم، التعب العام، وتُعالج معظم هذه الحالات بالمضادات الحيوية، كما يمكن استخدام إبرة خاصة لإزالة القيح من الرئتين.
- تسمّم الدم والصدمة الإنتانية: تحدث هذه الحالة عند وصول البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي إلى الدم، مما قد يتسبّب بحدوث حالة خطيرة تُسمّى بالصدمة الإنتانية، وهي بمثابة رد فعل للعدوى التي وصلت الدم، وتتسبّب الصدمة الإنتانية بانخفاض شديد في ضغط الدم، والذي قد يتسبّب بفشل القلب بضخ الدم الكافي إلى كافة أعضاء الجسم، وغالبًا ما تٌعالج هذه الحالات بالمضادات الحيوية أثناء إقامة المصاب في المستشفى.
- التهاب الجنب، والانصباب الجنبي، والدبيلة: التهاب الجنب هي حالة التهابية تتمثّل بتورم غشاء الجنب، وهو عبارة عن طبقتن من الأنسجة المحيطة بالرئتين، أحدهما تغلّف الجزء الخارجي من الرئتين، والآخريغطي التجويف الداخلي للصدر حول الرئتين، وتتسبّب هذه الحالة بالشعور بألم حاد عند الشهيق، وترك غشاء الجنب بهذه الحالة يمكن أن يتسبّب بامتلاء المنطقة الواقعة بين طبقتي غشاء الجنب بالسوائل، في حالة تُسمّى بالانصباب الجنبي، وفي حال أصيب غشاء الجنب بالعدوى، يحدث ما يُسمّى بالدبيلة، والتي تتسبّب بأعراض مؤلمة جدًا، كألم الصدر الذي يزداد سوءًا أثناء التنفس، أو السعال، أو العطس، وصعوبة في التنفس، كما قد ينتقل الألم إلى الظهر أو الكتفين، وتُعالج هذه الحالات بالأدوية الطبية، والمضادات الحيوية، أو سحب السوائل باستخدام إبرة خاصة.
- توقف التنفس: يمكن أن تمتلئ الرئتين بالسوائل عند الإصابة بالالتهاب الرئوي، مما يؤدي إلى انخفاض معدّل نقل الأكسجين إلى الدم، أو التخلّص من ثاني أكسيد الكربون، وبالرغم من أنّها من المضاعفات النادرة، إلّا أنّها حالة خطيرة ومهددة للحياة، وغالبًا ما تُعالج عن طريق تزويد الجسم بالمزيد من الأكسجين من خلال أنبوب الأنف، أو قناع الوجه.
- الفشل الكلوي: يُعد الفشل الكلوي من المضاعفات النادرة للالتهاب الرئوي، التي تحدث بالغالب عند الإصابة بتسمّم الدم أو الصدمة الإنتانية، وهي حالة خطيرة تستدعي إلى الالتزام بجلسات غسيل الكلى.
- قصور القلب: يمكن أن يتسبب الالتهاب الرئوي في بعض الحالات قصور القلب، لا سيّما لدى كبار السن، أو الأشخاص الذين يُعانون من أمراض ومشاكل في القلب؛ نتيجةً لوصول البكتيريا المسبّبة للعدوى إلى القلب، أو الارتفاع الشديد في الضغط، وتتمثّل أعراض قصور القلب بالسعال المستمر، وضيق التنفس، وتسارع ضربات القلب، بالإضافة إلى تورم القدمين أو الساقين، وتُعالج هذه الحالة بالعديد من الأدوية أو الإجراءات الطبية المختلفة.
المراجع
- ^ أ ب "Pneumonia Treatment and Recovery"، lung، Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "Pneumonia", nih, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Pneumonia", mayoclinic, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "Pneumonia", nhs, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "What Are the Complications of Pneumonia?", webmd, Retrieved 18/12/2020. Edited.