فقر الدم
يُكوّن الدم من سائل يحتوي على البلازما والجزيئات الخلوية التي تحتوي على العديد من الأنواع المختلفة من الخلايا؛ كخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، وخلايا الدم الحمراء، وتُنتَج خلايا الدم الحمراء عبر الكثير من الخطوات المعقدة التي تجرى في نخاع العظم وهي خلايا لا تحتوي على النواة، وعندما تنضج تُطلَق إلى مجرى الدم، ورغم ذلك يوجد العديد من العوامل التي ترتبط بإنتاجية خلايا الدم؛ كجزيء الهيموغلوبين، الذي يُعرَف بكونه الوحدة الوظيفية لخلايا الدم الحمراء، وهو تركيبات معقدة من البروتينات داخلها، وتعيش خلايا الدم الحمراء مدة تقارب الـ 100 يوم، وتُجدّد بواسطة الجسم باستمرار.
يُعرَف فقر الدم بكونه حالة من انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء في الدم، وهو حالة مرضية قد تُصنّف بالمزمنة أو الحادة، ذلك اعتمادًا على مدة حدوثه، إذ إنّ فقر الدم على مدة طويلة وأعراضه تظهر تدريجيًا يُعرَف باسم فقر الدم المزمن، أما فقر الدم الذي يحدث بسرعة وأعراضه مفاجئة وتسبب القلق فيطلق عليه اسم فقر الدم الحاد، وهذا يعتمد على المسبب له، وبحسب التصنيفات التي تعتمد على حجم خلايا الدم الحمراء فإن فقر الدم يُصنف ثلاثة أنواع رئيسة؛ هي: فقر الدم الصغرى، ويتسبب فيه صغر حجم خلايا الدم الناتج من انخفاض مستويات الحديد، أو الثلاسيميا والاضطرابات الوراثية المتعلقة بالهيموغلوبين، أما النوع الثاني فهو فقر الدم الطبيعي، ويحدث في حال كون خلايا الدم الحمراء في حجمها الطبيعي لكن عددها منخفض، ويعزى ذلك إلى الإصابة بمرضٍ مزمن أو حدوث أمراض الكلى، وهناك أيضًا فقر الدم الخبيث أو المرتبط بإدمان الكحوليات، الذي تكون فيه خلايا الدم الحمراء ذات حجم أكبر من الطبيعي.[١]
أسباب حدوث فقر الدم
يُدرَج ما يقارب حوالي 400 نوع من فقر الدم تحت مسمى فقر الدم، وتُقسّم المجموعات بحسب المسبب لها ثلاثة مجموعات رئيسة، وهي وفق الآتي: [٢]
- فقر الدم الناتج من خسارة الدم، إذ تُفقد خلايا الدم الحمراء في حالة وجود النزيف، وهو عادةً ما يحدث ببطء ولمدة طويلة من الزمن، وهو يُنتَج عبر أحد المسببات التالية:
- الإصابة بأمراض جهاز الهضم، والتهاب المعدة، والسرطان.
- استخدام بعض أنواع الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات؛ كالأسبرين أو الإيبوبروفين، التي قد تسبب القرحة والتهاب المعدة.
- الحيض، خاصة إذا كان شديدًا.
- فقر الدم الناجم عن انخفاض إنتاجية خلايا الدم الحمراء، تتعدد أسباب حدوث هذا النوع من فقر الدم، وهي تعزى إلى الإصابة بكل من:
- فقر الدم المنجلي.
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
- فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات.
- وجود مشاكل في الخلايا الجذعية لنخاع العظم.
- المعاناة من ظروف مرضية أخرى؛ كقلة الهرمونات اللازمة لإنتاج خلايا الدم الحمراء، والإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وقصور الغدة الدرقية، أو الإصابة بالعدوى، وبعض أنواع أورام السرطان، أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
- فقر الدم الناجم عن تكسر خلايا الدم الحمراء، في حالة كون خلايا الدم الحمراء هشة وتُكسّر بسرعة بسبب عدم قدرتها على تحمل الضغوطات الروتينية للجهاز الدوري؛ فإنها تتسبب في حدوث ما يُعرَف باسم فقر الدم الانحلالي، ويعاني منه حديثو الولادة أو الأطفال، ولا يوجد مسبب معروف له، لكن الشائع من الأسباب هو:
- عامل الوراثة وحالات الوراثة؛ كفقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا.
- التعرض للعوامل البيئية؛ كسمّ الأفاعي، أو سم العناكب، أو بعض أنواع الأطعمة.
- وجود سموم ناتجة من أمراض الكبد، واضطرابات الكلى المتقدمة.
- حدوث اضطراب في جهاز المناعة يطلق عليه اسم المرض الانحلالي، وهو يصيب الجنين في مرحلة الحمل.
- التعرض للمواد الكيميائية والحروق الشديدة.
- الإصابة ببعض أنواع الأورام، أو اضطرابات الأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم الشديد.
مستويات فقر الدم
هناك العديد من الفحوصات التي يوصي بها الطبيب من أجل تشخيص فقر الدم الناتج من نقص الحديد ومعرفة مستوياته، ومنها: [٣]
- حجم خلية الدم الحمراء واللون، أو ما يُعرَف باسم الهيماتوكريت، مع هذا النوع من فقر الدم تمتاز خلايا الدم الحمراء بكونها أصغر حجمًا وأكثر لونًا من السابق، ويجرى هذا الفحص من أجل معرفة حجم الدم المكوّن من خلايا الدم الحمراء، وتتراوح المستويات الطبيعية لهذا النوع بشكل عام ما بين 34.9 و 44.5 % للنساء، وما بين 38.8 إلى 50 % للرجال، وتتغير هذه القيم بحسب الفئة العمرية.
- الهيموغلوبين، يشير انخفاض مستويات الهيموغلوبين عن الطبيعي إلى حدوث فقر الدم، والمستويات الطبيعية للهيموغلوبين للرجال تتراوح ما بين 13.5 إلى 17.5 غرامًا من الهيموغلوبين لكل ديسيلتر، والنساء بنسبة 12 إلى 15.5 غرامًا لكل ديسيلتر، بينما يختلف المستوى الطبيعي له في الأطفال بحسب العمر والجنس.
- الفيريتين، هو أحد البروتينات التي تساعد في تخزين الحديد في الجسم، وانخفاضه عادةً يشير إلى وجود انخفاض في مستويات الحديد المخزنة.
المراجع
- ↑ Siamak N. Nabili, "Anemia"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 12-6-2019. Edited.
- ↑ Louise Chang (June 14, 2018), "The Basics of Anemia"، www.webmd.com, Retrieved 12-6-2019. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (Nov. 11, 2016), "Iron deficiency anemia"، www.mayoclinic.org, Retrieved 12-6-2019. Edited.