كم نسبة هرمون الحليب المرتفع

كتابة:
كم نسبة هرمون الحليب المرتفع

ارتفاع هرمون الحليب

يُعدّ هرمون الحليب (prolactin) أحد الهرمونات المهمة في جسم الإنسان خاصةً الإناث، إذ إن له دور مهم في مساعدة المرأة في تغذية طفلها بعد الولادة، إذ تجد السيدة الحامل والمرضع ارتفاعًا في هرمون الحليب لديها، وذلك يُعدّ أمرًا طبيعيًا وضروريًا لإنتاج الحليب، إلا أن ارتفاعه في أوقات أخرى سواء أكان ذلك عند الرجال أو النساء يُعدّ أمرًا يحتاج للمتابعة الطّبية.


والسبب الرئيس لمثل هذه الحالات هو وجود ورم حميد برولاكتيني (prolactinoma) في الغدّة النخامية، ويمكن أن يرتفع هرمون الحليب أيضًا لأسباب أخرى مثل استخدام أنواع من الأدوية كالإستروجين، ومضادات الاكتئاب، وغيرها، إضافةً إلى الإصابة بعض الأمراض مثل تليّف الكبد (cirrhosis)، متلازمة كوشينغ (Cushing syndrome)، [١]ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع هرمون الحليب يتكرر عن السيدات أكثر من الرجال، ونادرًا ما يحدث مع الأطفال، [٢] وفي هذا المقال سنتعرف على تشخيص ارتفاع هرمون الحليب والمضاعفات الناتجة عنه.


متى تشخص مستويات هرمون الحليب على أنها مرتفعة؟

يتم تشخيص ارتفاع مستويات هرمون الحليب عادةً بواسطة فحص دم يجرى بناءً على طلب الطبيب، بعد 3-4 ساعات من الاستيقاظ صباحًا، وذلك لمعرفة سبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو العقم عند السيدات، ولتحديد سبب انخفاض الدافع الجنسي، وضعف الانتصاب لدى الرجل، [٣] وتُعدّ مستويات هرمون الحليب مرتفعة في حال كانت أعلى من النسب الطبيعية التالية: [٤]

  • عند الرجال: 2-18 نانوغرام/ مليليتر
  • عند النساء غير الحوامل: 2-29 نانوغرام/ مليليتر
  • عند النساء الحوامل: 10-209 نانوغرام/ مليليتر


كما يمكن إجراء فحوصات تشخيصية أخرى لتحديد سبب ارتفاع مستويات هرمون الحليب، مثل: [٥]

  • تصوير الدماغ بواسطة الرنين المغناطيسي (MRI)، لتحديد وجود الأورام في الغدة النخامية التي تسبب ارتفاع في هرمون الحليب.
  • فحص الرؤية، لتحقق من المشكلات البصرية التي قد يكون تسبب بها ورم الغدة النخامية.
  • تحديد مستويات الهرمونات الأخرى في الجسم لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض. [٦]



كم تستغرق مستويات هرمون الحليب لتعود طبيعية؟

يهدف علاج ارتفاع هرمون الحليب إلى إعادة مستوياته إلى طبيعتها من خلال العلاجات الدوائية ويتم اللجوء للعلاجات الجراحية في حال كان سبب الارتفاع الورم البرولاكتيني، ويتطلب كل منها وقت مختلف لتحسين مستويات الهرمون،[١] وفي ما يلي توضيح لهذه العلاجات:


العلاج الدوائي

يعتمد العلاج الدوائي لارتفاع هرمون الحليب على المسبب، فيمكن اللجوء للأدوية التي تعمل عمل الدوبامين (dopamine agonists) في الجسم، إذ تستخدم لعلاج ارتفاع هرمون الحليب، وتكمن الفائدة منها بتقليل إفراز هرمون البرولاكتين داخل الجسم، وبالتالي التخلص من الأعراض المرتبطة بذلك، إضافة إلى دورها في تصغير حجم ورم الغدة النخامية قدر الإمكان، ومنها بروموكريبتين (bromocriptine) وكابيرجولين (cabergoline)، ويتطلب العلاج الاستخدام طويل الأمد، إذ يبدأ الطبيب بجرعات قليلة ويتم زيادتها تدريجيًا لتخفيف الأعراض الجانبية، كما ويتم إيقافها تدريجيًا أيضًا في حال أثبتت فعاليتها في تصغير حجم الورم بشكل ملحوظ، إضافةً إلى بقاء مستويات الهرمون ضمن المستوى الطبيعي لمدة سنتين على الأقل.[٥]


وعادةً ما تنخفض مستويات هرمون الحليب إلى وضعها الطبيعي خلال أول أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من العلاج الدوائي، ويستغرق العلاج وقتًا أطول لتقليص حجم الورم بشكل ملحوظ إن وجد ويتراوح ذلك من عدة أسابيع إلى شهور، وفي حال كان الورم مؤثرًا على الرؤية عند المصاب، فقد تبدأ بالتحسّن في غضون أيام من بدء العلاج، وبذلك يتم التخلّص من الأعراض المرتبطة بارتفاع هرمون الحليب. [٧]


وفي حال كان سبب ارتفاع هرمون الحليب استخدام أدوية معينة، يمكن تغيير هذه الأدوية بناءً على ما يراه الطبيب مناسبًا، كما يمكن استخدام أدوية تحتوي على هرمونات الغدّة الدرقية المصنعّة، لعلاج حالات انخفاض إفراز الغدة الدرقية في حال وجودها، إذ إن ذلك قد يساهم في إعادة هرمون الحليب إلى مستوياته الطبيعية.[٦]


العلاج الجراحي

يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي عندما يكون السبب في ارتفاع هرمون الحليب هو وجود ورم في الغدّة النخامية، ولا يستجيب للعلاج الدوائي، وذلك لتخفيف الضغط على الأعصاب البصرية، إذ يتم إزالة الورم بطريقتين إما عن طريق الأنف أو عبر الجمجمة (Transcranial Surgery)، وتعتمد الاستجابة بهذه الحالة على حجم الورم وموقعه، إضافةً إلى مستويات هرمون الحليب قبل إجراء الجراحة، إذ كلما زاد مستوى الهرمون قبل الجراحة قلت فرصة استعادة مستوياته الطبيعية، وعلى الرغم من أن مستويات هرمونات الحليب قد تعود إلى وضعها الطبيعي بسرعة بعد الجراحة عند الأشخاص أصحاب الأورام الصغيرة، إلا أنها قد ترتفع مجددًا خلال 5 سنوات. [٥]


العلاج الإشعاعي

نادرًا ما يُستخدم العلاج الإشعاعي، ويكون الهدف منه تقليص حجم الورم إن كان هو المسبب في ارتفاع هرمون الحليب، وبعد استخدم العلاج الإشعاعي يحتاج الجسم إلى عدّة سنوات من أجل تقليل حجم الورم وإعادة مستويات هرمون الحليب إلى وضعها الطبيعي، ناهيك عن أن معظم الأشخاص اللذين يتلقون العلاج الإشعاعي يصابون بنقص هرمون الحليب خلال فترة 10 سنوات من الإجراء. [٥][٧]



ما هي أعراض ارتفاع هرمون الحليب؟

يسبب ارتفاع هرمون الحليب أعراض مختلفة، قد تختلف بين الرجال والنساء على النحو الآتي: [٦]

  • أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند النساء: العقم، تغيبالدورة الشهرية أو عدم انتظامها، فقدان الرغبة الجنسية، ألم في الثدي وإفراز الحليب بأوقات غير الرضاعة الطبيعية، ناهيك عن الألم أثناء الجماع.
  • أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال: الضعف الجنسي، نمو حجم الثدي بشكل غير طبيعي وإنتاج الحليب أيضًا، إضافة إلى فقدان الرغبة الجنسية والعقم.
  • أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند كلا الجنسين: صداع في الرأس، وتغيرات في الرؤية في حال كان الارتفاع ناتج عن ورم في الغدة النخامية.



هل يسبب ارتفاع هرمون الحليب أية مضاعفات؟

نعم، ففي حال ترُك ارتفاع هرمون الحليب بلا علاج قد يسبب فقدان العظام مما يؤدي إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام (osteoporosis)، وذلك لأن ارتفاع هرمون الحليب يقلل من إنتاج كل من هرمون الإستروجين (estrogen)، مما يقلل من كثافة العظام في الجسم، [٨] إضافة إلى أن وجود الورم البرولاكتيني كسبب في ارتفاع هرمون الحليب قد يسبب المضاعفات التالية: [٢]

  • فقدان البصر: إذ يضغط الورم البرولاكتيني على العصب البصري في الدماغ عندما ينمو بشكل كبير في حال تركه بلا علاج، مما يسبب في فقدان الرؤية المحيطية.
  • قصور الغدّة النخامية (hypopituitarism): يشكل الورم البرولاكتيني ضغطًا على الغدّة النخامية، مسببًا في تقليل إفرازها للهرمونات الأخرى المختلفة، مثل هرمونات الغدة الدرقية (thyroid hormones) والكورتيزول (cortisol).
  • مضاعفات الحمل: إذ إن خلال فترة الحمل يزداد إنتاج هرمون الإستروجين الذي بدوره قد يحفز نمو الورم البرولاكتيني في الغدة النخامية، ويسبب الورم الكبير مضاعفات مختلفة، منها الصداع وتغيرات في الرؤية.

المراجع

  1. ^ أ ب "What Is Hyperprolactinemia?", healthline, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Prolactinoma", mayoclinic, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  3. "Prolactin Levels", medlineplus, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  4. "What is a Prolactin Test?", webmd, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Prolactinoma", mayoclinic, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Hyperprolactinemia Overview", verywellhealth, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Patient education: High prolactin levels and prolactinomas (Beyond the Basics)", uptodate, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  8. "Hyperprolactinemia", cancertherapyadvisor, Retrieved 26/12/2020. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×