ما هي الغيبة وما هي النميمة

كتابة:
ما هي الغيبة وما هي النميمة

تعريف الغيبة

الغِيبةِ لغةً بفتحِ الغين الغَيبة تعني ما يختفي ويغيبُ عن الأنظار، والغِيبة بكسرِ الغين هي ذكرُ العيوب في غيابِ الشخصِ الذي يذكرهُ، وتعني الإيقاعَ بين الناس والإفسادُ بينَهم، أمَّا الغِيبةُ اصطلاحاً فهي أن تذكر عيباً مستوراً لفلانٍ بغيابهِ، ولو علمَ لاغتمَّ وتأثَّر لذلك، فإن كانَ حقيقةً فقد اغتبتهُ، وان لم كذلكَ فقد بهتهُ وافتريتَ عليهِ كذباً.[١]

والمتعارفُ عليهِ أنَّ الغيبةَ: أن تذكرَ غيرَ الظالمِ والكافرِ بما يكرههُ من صفةٍ وقولٍ وفعلٍ، إمَّا باللسانِ أو الإشارة.ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ قيلَ أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ).[٢]

أمَّا عن حُكمِ الغيبةِ لهذا الفعلَ المذموم، فإنَّه درجات ويكونُ حراماً بإجماع الفقهاءِ؛ إذا كانت في القذف فهي كبيرةٌ ولا تساوي الكلام في قُبحِ الشكلِ والقول، وقد اعتبرها بعضُ العلماء صغيرةً وليست من الكبائر.[٣]

والغيبة بإجماع العلماء مُحرَّمة بالكتاب والسنَّة، قال -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)،[٤] وفي هذِه الآية ما لا يدعُ للشكِّ مجالاً بحُرمة الغيبةِ وعظيم إثمها عندَ اللهِ -تعالى-.[٥]

تعريف النميمة

النمِّيمةِ لغةً: من النَّمِّ أي النقل، وقيل الهمس والحركة، أمّا اصطلاحاً: فهي نقلُ كلام الناسِ وإفشاءُ الأسرارِ، والفتنةُ بين الناس كذباً وبهتاناً، وهتكُ الأسرار التي من الواجب كتمانُها، فيكشفُ ما يكرهُ الشخصُ أن يُطلعَ عليهِ أحد، وقد ذُكر في الحديث الشريف: (أتَدرونَ ما العِضَةُ ؟ نَقلُ الحديثِ مِن بعضِ النَّاسِ إلى بَعضٍ، لِيُفسِدوا بينَهم).[٦][٧]

وحكمُ النميمةِ أنَّها مُحرَّمةٌ في الكتاب لقولهِ -تعالى-: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)،[٨] ومن السنة ماذُكرَ في الحديث: (مَرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ: إنَّهُما لَيُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ)،[٩] لذا فإنَّ النميمةُ من الكبائر التي يُعاقبُ عليها المسلم في القبر ويومَ القيامة لا يدخُلُ الجنَّة مع أوّل الداخلين.[١٠]

الفرق بين الغيبة والنميمة

يظهر الفرق بين الغيبة والنميمة فيما يأتي:

  • إنَّ الغيبة أن تذكُرَ عيوبَ الشخص بما يكرهُ ولا يرضى، والنميمةُ نقل الأفعال والأقوال عن شخصٍ بقصد الإفساد والفتنة.[١١]
  • إنَّ الغيبة أنْ تذكُرَ أحداً بما يكره، والنميمةُ أن تذكُر أحداً بما يُحبُّ أو يكره سِيّان فالمهم النقلُ للإفسادِ فقط.[١٢]

أسباب الغيبة والنميمة

الغبيبة والنميمة لها أسباب كثيرة، سنذكر بعضها فيما يأتي:[١٣]

  • غيضٌ في قلبِ المغتابُ والنمَّامُ؛ لا يشفيه إلّا بهذا الفعل المشين.
  • ظنُّ السوءِ الذي يحملهُ المُغتابُ والنَّمامُ في قلبهِ تجاهَ أخيه المسلم.
  • الترفُّعُ والفوقية التي يراها في نفسه، فيُحقَّرَ الغير.
  • الحسدُ الذي يتوَّلدُ في القلب عندّ سماعِ الثناء الحسن لإخوانه.

أمَّا عن الدوافع الباعثة على الغيبة والنميمة فهي كما يأتي:

  • مجاملة الحاضرين بالحديث والمشاركة بالغيبة.
  • العمل على تبرئةِ نفسهِ وإلقاءِ التهمِ على الغير.
  • الإستهزاءُ بالغير والإنتقاصُ منهم واحتقارهم.

طرق لترك الغيبة والنميمة

إنَّ التخلصَ من داء الغيبة يلزمُهُ العلمُ والعمل فاليعلم الُمغتاب كم هو الإثمُ الذي يلحق به منَ الغيبةِ، وأنَّهُ سببٌ لإحباط العمل، وأنَّهُ سببٌ لحمل الوزرِ عن صاحبه، وأنَّ الله قد يُسلِّطهُ عليه، والعمل بترك الغيبة إنَّما يأتي بهذه المعرفة،[١٤] وللتخلَّص من داء النميمة يجب العمل بما يأتي:[١٥]

  • الوعي بخطورةِ النَّميمة.
  • تقوية الإيمان بالله بالعملِ الصالح.
  • تربية الأفراد تربية إسلامية قائمة على الآداب والاخلاق.
  • عدم الإستماع للنمَّام، بل واحراجه بأن يذكرَ محاسن من ذكرهُ بسوء.
  • كظم الغيظ والصبر على الغضب، كي يكبح جماح التشفِّي.
  • عدم إضاعة الأوقات والإستفادة من أوقات الفراغ.
  • قراءة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والإقتداء بأخلاقه.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين (1433)، "كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 9-12-2021. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابو هريرة، الصفحة أو الرقم:2589، حديث صحيح.
  3. ابو فيصل البدراني، آفات اللسان، صفحة 4. بتصرّف.
  4. سورة الحجرات، آية:12
  5. سعيد بن وهف القحطاني، آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 10. بتصرّف.
  6. رواه اخرجه البخاري ، في في الأدب المفرد، عن انس بن مالك، الصفحة أو الرقم:85، صحيح..
  7. مجموعة من المؤلفين باشراف صالح بن حميد، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة 4)، جدة:دار الوسيلة للنشر والطباعة، صفحة 165، جزء 11. بتصرّف.
  8. سورة القلم، آية:11-10
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1361، حديث صحيح.
  10. مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 373. بتصرّف.
  11. سعيد بن وهف القحطاني، آفات اللسان في ضوء الكتابِ والسنة، صفحة 9. بتصرّف.
  12. مجموعة مؤلفين، مرجع سابق الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 373. بتصرّف.
  13. مجموعة مؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 5163. بتصرّف.
  14. مجموعة مؤلفين، مرجع سابق نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 5164. بتصرّف.
  15. مجموعة مؤلفين/بإشراف الشيخ عبد القادر السقاف، موسوعة الاخلاق الاسلامية، صفحة 26. بتصرّف.
4081 مشاهدة
للأعلى للسفل
×