كيف أتخلص من الجدرة؟

كتابة:
كيف أتخلص من الجدرة؟

الندب والجدرة

تتعرَّض أجسامنا للجروح والخدوش مختلفة العمق والحجم خلال مُمارساتنا الأنشطة اليوميَّة، فالجلد بمنزلة حاجز وقائي يمنع وصول الأذى إلى الجسم بصورة مباشرة، وبغض النظر عن حجم الجرح، فإنَّ الجسم بطبيعته لديه القدرة على التعافي من الجروح والإصابات وإصلاح الضَّرر الذي يُصيب الجلد.

ما يُثير الاهتمام حقًا المظهر الذي سيبدو عليه الجلد بعد تعافي الجرح، والذي يعتمد كليًّا على عمق الإصابة ومدى اختراقها طبقات الجلد، ففي حالات الجروح السطحيَّة التي تؤثر في الطبقة الأولى من الجلد لا نلقي بالًا لمظهر الجلد بعد شفائه، فهو يعود لطبيعته كما كان سابقًا، بينما يبدأ الجسم بإصلاح الجروح العميقة التي تتجاوز الطبقة الأولى بتكوين نسيج أكثر سمكًا من الجلد، والذي غالبًا ما يكوِّن الندبة على الجلد، وعلى الرغم من أنَّ معظم الندبات مُسطَّحة ومجعَّدة السطح، فإنَّها تظهر بأحجام وألوان وأشكال مختلفة. وفي هذا المقال حديث عن نوع من هذه الندبات يُعرف بالجدرة، وكيفيَّة التعامل معها وإزالتها.[١]


ما هي الجدرة؟

تُعرف الجدرة (Keloid) بأنَّها نوع من الندبات المُرتفعة عن سطح الجلد، والتي تظهر في الجزء الذي تعافَى من الضَّرَر، والذي غالبًا ما يوجد في منطقة الكتفين، والصدر، والرقبة، والظهر، والأذنين، وقد ينمو هذا النوع من الندبات ويصبح أكبر حجمًا من الإصابة نفسها، فأحيانًا تظهر الجدرة بعد ثلاثة أشهر أو أكثر من تعرُّض الجلد للإصابة، وتستمر أحيانًا بالنمو لعدة أعوام.[٢][٣]


كيف أتخلص من الجدرة؟

يوجد العديد من الخيارات العلاجيَّة التي يُلجأ إليها في علاج المصاب بالجدرة والتخلص منها، وفي الآتي بعض من هذه الخيارات:


العلاج الطبي

ثمَّة العديد من طرق العلاج الطبيَّة التي تساهم في التخلص من الجدرة، ومنها ما يأتي:[٤]

  • العلاج بالتبريد (Cryotherapy): الوسيلة التي تعتمد التجميد المؤقت للنسيج علاجًا للمشكلة، فقد اقترحت إحدى الدراسات الصغيرة أنَّ خضوع المريض لعِدة جلسات من العلاج بالتبريد يُساعد في تقليل حجم الجدرة إلى حوالي 50%، ووضَّحت الدراسة أيضًا أنَّ العلاج بالتبريد يُبدي مفعولًا أفضل عند استخدامه على الجدرة صغيرة الحجم، والتي لم تتجاوز مدة ظهورها الثلاث سنوات.[٥]
  • كريم تريتينوين (Tretinoin): هو من الأدوية التي يصِفها الطبيب لعلاج حب الشباب وعلامات تقدم السن، وفي مراجعة نشرت عام 2010 وجدت أنَّ الريتينويدات (Retinoids)؛ مثل: دواء آيزوتريتينوين الفموي (Isotretinoin)، وكريم التريتينوين، قد تساعد في تخفيف حجم الجدرة ومظهرها على الجلد، لكنّها أشارت إلى ضرورة تجنُّب استخدامها بمنزلة علاج أولي للتخلّص من الجدرة.[٦]
  • كريم إميكويمود (Imiquimod): يُستخدَم هذا الكريم في علاج المصابين بالعديد من آفات الجلد؛ بما في ذلك سرطان الخلايا القاعدية للجلد، وإلى جانب ذلك يُستخدم هذا الكريم في علاج الجدرة، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ فاعليَّته تصبح أفضل بعد إزالتها.
  • حقن الستيرويد: بيَّنت مجموعة من الدراسات دور حقن الستيرويد في تقليل حجم الجدرة وتحسين مظهرها، وربما حقَّقت هذه الحقن نجاحًا أكثر في العلاج عندما تُضاف إلى العلاج الجراحي أو حتى العلاج بالتبريد، وفي حال الجردة حديثة العهد.
  • العلاج الإشعاعي: فقد أظهرت العديد من الدراسات ارتفاع نسبة نجاح علاج الجدرة أو تحسُّن مظهرها بعد استخدام العلاج الإشعاعي، إذْ يُستخدم العلاج الإشعاع مباشرةً بعد إزالة الجدرة جراحيًّا لتحقيق الفاعليَّة المرجوَّة.
  • العلاج الجراحي: قد يبدو العلاج الجراحي خيارًا مطروحًا في الحالات التي تصبح فيها الجدرة كبيرة جدًّا ومضى عليها الكثير من الوقت، ذلك على الرغم من أنَّ احتمال عودة ظهور الندبة بعد الجراحة كبير.[٣]
  • العلاج بالليزر: يستخدم العلاج بالليزر أشعة ضوئيَّة عالية تسلَّط على الجدرة والجلد المُحيط بها بهدف تحسين مظهرها وتناغمها مع باقي الجلد، وعلى الرغم من ذلك توجد مخاطر زيادة تندُّب الجدرة واحمرارها بعد استخدام الليزر، والذي قد يزيد من حدة المشكلة.[٣]


العلاج المنزلي

قبل البدء بالعلاج الطبي يُنصَح باللجوء للعلاج المنزلي المتمثِّل في استخدام الزيوت المرطِّبة التي تساعد في بقاء الجلد لينًا، فقد يُساعد ذلك في تقليل حجم الندبة مع استقرار حالتها، ومن ذلك الكريمات التي تحتوي على الفازلين او اللانولين، أو فيتامين هـ، أو مستخلص البصل. وتميل الجدرة إلى التقلص وزيادة تسطحها مع الوقت حتى دون الخضوع للعلاج.

قد تساعد شرائح السيليكون أو جل السيليكون أيضًا في تقليص حجم الجدرة أحيانًا، إلى جانب أنَّها تتميز بسهولة الاستخدام وقلة المخاطر، وربما أوصى الطبيب باستخدام وسادات السيليكون أو الضمادات الضاغطة، خاصةً في الحالات التي تبدو فيها الجدرة جديدة نوعًا ما، لكنْ يجب الانتباه إلى أنَّ هذا النوع من العلاجات يتطلَّب الانتظام في استخدامه بطريقة صحيحة، إذْ يستغرق على الأقل ثلاثة أشهر حتى تبدأ فاعليَّته بالظهور.[٣][٤]


ما أعراض الجدرة؟

تتميز الجدرة بعدد من الخصائص المُختلفة، وفي الآتي توضيح لمجموعة من أبرزها:[٢]

  • ظهور الجدرة في شكل ندبة محمرَّة أو وردية أو أرجوانية مرتفعة عن سطح الجلد، ويُصبح اللَّون داكنًا أكثر مع مرور الوقت حتى يصبح لونها أغمق من لون جلد المصاب، بالإضافة إلى ظهور حدود للجدرة بلون أغمق من مركزها.
  • ظهور الجدرة ونموها ببطء، فقد يستغرق الأمر ثلاثة أشهر أو أكثر قبل بدء مشاهدة علامات وجود الجدرة على الجلد،، والتي ربما تستغرق أسابيع أو شهور عِدة أو حتى عدة سنوات وهي تنمو ويزداد حجمها.
  • الشعور بالألم أو الحكة أو الألم عند لمس الجدرة، وتزول هذه الأعراض عند توقف نموّها.
  • الشعور باختلاف الجدرة عن الجلد المحيط بها، فبعضها يبدو ناعمًا ومتعجّنًا، بينما تظهر بعض أنواع الجدرة صلبة ومطاطيَّة.


ما أسباب ظهور الجدرة؟

-كما ذُكِرَ سابقًا- تظهر الجدرة بعد تعرُّض الجلد للإصابات المختلفة؛ لذا فإنَّ العديد من أنواع إصابات الجلد قد تؤدي إلى تكوُّن الجدرة، ومنها:[٢]

توجد مجموعة من العوامل التي تزيد خطورة تكوّن الجدرة على الجلد، ومنها الآتي:[٧][٤]

  • التاريخ العائلي للإصابة بالجدرة: فمعظم الحالات التي تعاني من هذه المشكلة لديها أحد أقارب الدرجة الأولى مصاب بالجدرة أيضًا.
  • العِرق: يُعدّ ظهور الجدرة شائعًا بين الأفارقة الأمركيين، والأمريكيين من أصل إسباني، والصينيين.
  • العمر: مُعظم حالات ظهور الجدرة تحدث بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، خصوصًا المراهقين.
  • النساء الحوامل.


هل تشكّل الجدرة حالة خطيرة؟

في معظم الحالات تبدو الجدرة غير ضارَّة ولا تشكل خطورة على الصحة، عدا عن تسبُّبها في ظهور بعض الأعراض المزعجة؛ كالحكة، والتهيج، والألم عند لمسها، وغالبًا ما يتعلق تأثير الجدرة بالمظهر الجمالي للجلد أكثر من كونه مرتبطًا بالجانب الصِّحي، فقد يشعر المُصاب بالخجل أو عدم الثقة بالنفس في الحالات التي تصبح فيها الجدرة كبيرة الحجم، أو وجودها في موقع واضح جدًّا؛ كأنْ تظهر على شحمة الأذن أو الوجه، وفي حالات نادرة للغاية تبدو الجدرة كبيرة وتغطِّي مساحة واسعة في الجسم، وفي حالة حدوث ذلك يُسبِّب النسيج الندبي المُتصلب والمشدود إعاقة حركة الجسم.[٣]


ما طرق تشخيص الجدرة؟

في مُعظم الحالات يُشخِّص الطبيب الجدرة من خلال مظهرها على الجلد، وقد توجد حاجة إلى إجراء الخزعة بأخذ جزء صغير من الجدرة وفحصه تحت المجهر بهدف استبعاد الأمراض الأخرى؛ كالسرطان.[٨]


نصائح للوقاية من الجدرة

نظرًا لصعوبة علاج الجدرة وعدم فاعليَّته في كل الحالات؛ يوصَى باتباع النصائح في ما يأتي:[٣]

  • تجنب تعرّض الجلد للإصابات قدر الإمكان، والتي قد تؤدي إلى ظهور الندبات.
  • استخدام وسادات الضغط أو السيليكون (Silicone pads) بعد التعرض للجروح، فقد تساعد في منع تكوُّن الجدرة.
  • تغطية الجدرة عند التعرض لـأشعة الشمس التي قد تؤدي إلى تغيير لونها، وظهورها داكنة مقارنةً بالجلد المحيط بها.


المراجع

  1. "SCARS: OVERVIEW", aad, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Keloids", familydoctor, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Nall, "Everything You Need to Know About Keloid Scars"، healthline, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Jennifer Berry (3-11-2017), "How do you get rid of keloids?"، medicalnewstoday, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  5. "Cryotherapy in Treatment of Keloids: Evaluation of Factors Affecting Treatment Outcome", ncbi, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  6. "Innovative Therapies in the Treatment of Keloids and Hypertrophic Scars", ncbi, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  7. "SCARS: WHO GETS AND CAUSES", aad, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  8. "SCARS: DIAGNOSIS AND TREATMENT", aad, Retrieved 12-7-2020. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×