محتويات
مشكلة الشخير
الحصول على نوم جيد يضاهي في أهميته ممارسة التمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي، فالاهتمام بنوعيَّة النوم وعدد ساعاته ينعكس تأثيره على الصحّتَين الجسدية والعقلية للفرد،[١] غير أنَّ العديد من العوامل قد تؤثر في نوعية النوم؛ ومنها مشكلة الشخير، فعند النوم تبدأ الأنسجة الموجودة في الحلق بالارتخاء مُسبِّبة تضيُّق المجرى الهوائي، وأحيانًا تتعرَّض للاهتزاز فتبدو سببًا في صدور الصوت الأجش المعروف بالشخير، وعلى الرغم من أنَّ معظم حالات الشخير غير ضارَّة، لكنَّها قد تصبح مصدرًا لإزعاج الشخص المُصاب والمُحيطين به، فلا يحظى الفرد بالهدوء والسكينة والنوم الجيد في حال الحضور في غرفة تضج بصوت الشخير.[٢]
قد يحدث الشخير بين وقت وآخر، لكن يعاني بعضهم من الشخير المُستمر بسبب وجود مشكلة مُعينة؛ كأنْ يبدو عارضًا لمشكلة انقطاع النفس النومي، والتي تسبب توقف النفس بصورة متكررة خلال النوم، ولحسن الحظ تستخدم العديد من الطرق لعلاج المصاب بالشخير، لكنْ يوصِي الطبيب بالجراحة أحيانًا في الحالات التي لا تستجيب لطرق العلاج الأخرى، أو في الحالات الشديدة من انقطاع النفس النومي الانسدادي.[٢]
ما جراحة التخلص من الشخير؟
في الوقت الحالي يوجد العديد من الإجراءات الجرحية التي تهدف إلى التخلص من الشخير؛ منها جراجة العماد (Pillar procedure)، وجراحة ترميم الحنك والبلعوم ولهاة الحلق (UPPP)، وجراحة تقدُّم الفكين (MMA)، خصوصًا في حال وجود تشوهات في الوجه، بالإضافة إلى جراحة تحفيز العصب تحت اللساني، وجراحة رأب الحاجز الأنفي، وتقليص عظام المحارة الأنفية، وغيرها العديد من الإجراءات الجراحية. لكن في هذا المقال حديث عن واحد من أكثر الإجراءات الجراحية للتخلص من الشخير شيوعًا؛ وهي جراحة العماد[٢].
جراحة العماد الإجراء الذي يهدف إلى تخفيف الشخير، وعلاج المصاب بمشكلة انقطاع النفس النومي الانسدادي، وتُعدّ جراحة العماد واحدة من الجراحات البسيطة والفعَّالة في ذلك، وتنطوي الجراحة على وضع قضبان صغيرة من البوليستر في نسيج الحنك الرخو يبلغ طول الواحد منه 18 ملليمترًا، وقطرها 1.5 مليمتر، وتترتب على ذلك تقوية الحنك الرخو وتقليل ارتخاء واهتزاز النسيج.[٣]
ما أسباب جراحة العماد؟
يُنفّذ الطبيب الجرّاح جراحة العماد بهدف تخفيف الشخير المُتكرِّر، وعلاج المصاب بانقطاع النفس النومي الانسدادي الذي تتراوح شِدَّته بين الخفيفة والمتوسطة، إذْ يُعدّ انقطاع النفس النومي الانسدادي من الاضطرابات الخطيرة المُحتملة التي تؤدي إلى انقطاع التنفس بصورة مُتكررة أثناء النوم، بينما يوصي الطبيب في بعض الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من انقطاع النفس اليومي بالعلاج غير الجراحي أولًا، والمتمثِّل في استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP)، وقد يستدعي الأمر استخدام هذا الجهاز حتى بعد الخضوع لجراحة العماد.[٣]
مضاعفات جراحة التخلص من الشخير
هناك مجموعة من المضاعفات المُحتملة التي قد تحدث بعد إجراء جراحة العماد؛ ومنها:[٤]
- إزاحة الطعم: جراحة العماد مصمَّمة لوضع الغرسات في الحنك الرخو وبقائها بصورة دائمة، لكنْ قد تتعرَّض هذه الغرسات في حالات نادرة للإزاحة من مكانها واندفاعها من بطانة الحنك، ويُميّز الطبيب المشكلة بملاحظة بروز طرف الطعم الأبيض في منطقة الحنك، وغالبًا ما يشعر المريض بوجوده عن طريق تحسُّسه بلسانه.
- النزيف والعدوى: يُعدّان من المضاعفات النادرة أيضًا لجراحة العماد، خاصةً مع اتخاذ التدابير والاحتياطات اللَّازمة، فعلى المريض غسل فمه بمحلول معقِّم قبل الجراحة لتقليل فُرصة حدوث العدوى، ويوصَى بتجنُّب استخدام المواد والأدوية التي تزيد من ميوعة الدم قبل وبعد الجراحة بأسبوعين على الأقل.
- جفاف الحلق، أو الشعور بشيء عالق في الحلق: هي من المضاعفات المحتملة بعد الخضوع لجراحة العماد، وتبدو مؤقتة عادة، لكنَّها قد تبدو أحيانًا مشكلة دائمة.
- صعوبة البلع أو الكلام: تُعدّ هذه المشكلة مُحتملة الحدوث بعد الخضوع لجراحة العماد؛ نظرًا لوجود بعض الانتفاخ والتورم، الذي قد يؤثر في البلع والكلام.
- استمرار الشخير: ففي حالات ليست بالشائعة يخضع الشخص لجراحة العماد، لكنَّه لا يحقق فائدة في تخفيف الشخير أو حتى أنَّ الشخير قد يزداد شدة، وهو ما يفسّر استمرار اللجوء إلى خيارات العلاج الأخرى بعد انتهاء الجراحة.
الاستعداد قبل جراحة التخلص من الشخير
في الحقيقة لا تستدعي هذه الجراحة تحضيرات معيَّنة، لكنْ قد يوصِي الطبيب بالبدء بتناول المضادات الحيويَّة قبل موعد الجراحة،[٥] ومن الضروري اتباع تعليمات الطبيب كلّها في ما يخص الجراحة من تناول الطعام والشراب والتوقف عن تناول بعض انواع الأدوية والمكملات الغذائية وغيرها، فمثلًا، يوصي الطبيب بالتوقُّف عن تناول كل الأدوية المميعة للدم؛ كـالأسبرين ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية، كالأيبوبروفين، قبل الجراحة وبعدها بأسبوعين، بالإضافة إلى المكملات الغذائية والعصبية المؤثرة في عملية تخثّر الدم.[٤]
أثناء إجراء جراحة التخلص من الشخير
لا تتجاوز مدة جراحة العماد نصف ساعة، وينفذّها الطبيب في عيادته، وعند بدء الجراحة يجلس المريض ورأسه مائل إلى الخلف، ويُجري الطبيب خلالها عددًا من الخطوات في الآتي توضيحها:[٥]
- وضع المخدر الموضعي على منطقة الحنك الرخو، الذي يساعد في تخدير المنطقة وتحضيرها للحقن.
- حقن المنطقة بالمخدر الموضعي، والذي قد يسبِّب الشعور باللسعة.
- تهيئة مكان الطعم الأول في الحنك الرخو ووضعه فيه، يلي ذلك التخلص من أداة الإدخال الخاصة بالطُّعم، وتكرار العملية مرتين أيضًا.
بعد الانتهاء من جراحة التخلص من الشخير
يعاني الفرد بعد انتهاء الجراحة من التورُّم والألم مُختلف الشِّدة، وربما تسبَّب التورم أيضًا في حدوث الألم والانزعاج في الفك، أو ظهور الألم أو الضغط في الأذن، وهي من المشكلات الشائعة أيضًا،[٤] وعمومًا، هناك مجموعة من التوصيات التي قد يقدمها الطبيب للمريض بعض الجراحة، ومنها ما يأتي:[٥]
- الجلوس عِدة دقائق للتأكد من عدم وجود تورُّم أو نزيف حادّ، وقد يتمكّن المريض من العودة إلى الأنشطة الاعتياديَّة، وتناول الطعام بصورة طبيعية في اليوم ذاته.
- تناول المضادات الحيوية؛ لمنع الإصابة بالعدوى.
- وصف الأدوية المسكنة للألم؛ فهي تساعد في تخفيف التورُّم، وتسهم في تخفيف الألم بعد زوال تأثير التخدير،[٥] وقد يصِف الطبيب بعض أنواع أدوية المسكنات الأفيونية لتخفيف الألم، غير أنَّ معظم المرضى يُظهرون تحسُّنًا عبر تناول الباراسيتامول (Paracetamol) فقط، وتجدر الإشارة إلى تجنُّب تناول أدوية مضادات الالتهاب الاستيوريدية؛ كـالأيبوبروفين والأسبرين إلا تحت إشراف الطبيب؛ لأنّها ترفع من خطر النزيف.[٤]
- تجنب تناول بعض الأطعمة؛ فمن الجيد تجنب تناول الأطعمة الساخنة جدًّا لعدة أيام بعد الجراحة؛ لتجنب حدوث التورم والانزعاج.[٤]
- تفادي استخدام غسولات الفم أو بخاخات الحلق بعد الجراحة، ويُعزى ذلك إلى أنَّ معظم هذه المواد تتسبَّب في تهييج بطانة الفم وتبطئ عملية شفاء الأنسجة؛ لاحتوائها على الكحول.[٤]
- تجنب ممارسة الأنشطة الجسديَّة العنيفة لمدّة أسبوع بعد الجراحة، فهي قد تبدو سببًا في زيادة التورُّم وبدء حدوث النزيف.[٤]
ما يجب توقعه بعد جراحة التخلص من الشخير
قد يلاحظ الأفراد المحيطون انخفاض الشخير أو نوبات انقطاع التنفس لدى الشخص بعد الانتهاء من الجراحة مباشرةً، بينما تظهر الفاعليَّة الكاملة للجراحة بعد مضي بضعة أشهر من إجراء العمليَّة، وسبب زيادة صلابة النسيج الرخو مع مرور الوقت.[٣]
وفي الحقيقة لم تثبت فاعليَّة هذه العملية في علاج كل الأفراد، وهذا يقود إلى إجراء المزيد من الدراسات التي تبحث في تحديد سمات الأشخاص الذين يعانون من الشخير، وتبدو جراحة العماد حلًّا فعالًا لهم، وعلى الرغم من الفائدة التي حققتها هذه الجراحة في تخفيف الشخير، لكنَّها تُعدّ من أنواع الجراحات الجديدة التي لم يُثبَت ما إذا كان تأثيرها يستمر لمدة طويلة، ومن الضروري التنويه أنّه لا يُنصَح بإجرائها للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو انقطاع النفس النومي الانسدادي الشديد.[٣]
المراجع
- ↑ Rudy Mawer, "17 Proven Tips to Sleep Better at Night"، healthline, Retrieved 26-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Erica Cirino (16-11-2018), "Surgical Options to Treat the Causes of Excessive Snoring"، healthline, Retrieved 26-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Pillar procedure", mayoclinic, Retrieved 26-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Eric J. Kezirian, "PILLAR PROCEDURE"، sleep-doctor, Retrieved 26-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Pillar procedure", drugs, Retrieved 26-6-2020. Edited.