الطفل العنيف
تعد مشكلة العنف منتشرة بين الأطفال والأولاد، وهي ظاهرة معقدة وقلقة، وتتطلب عناية وانتباه دقيق من الوالدين والمعلمين، وقد تبدأ التصرفات العنيفة في الظهور قبل مرحلة المدرسة، ويعتقد العديد من الآباء أن الطفل قد يكبر ويتغير لوحده، فلا يعيرونه الانتباه المطلوب، ولكن الواقع أن آثار هذه التصرفات تستمر مع الطفل مدى الحياة، في حال لم يتصرف الوالدين بشكل جدي وسريع.[١]
ما سبب التصرفات العنيفة للطفل؟
يظهر التصرف العنيف عند الأطفال كانعكاس للعديد من المشاكل التي قد يعاني منها الطفل، وقد تكون طبيعة هذه المشاكل نفسية أو طبية أو اجتماعية، وقبل علاج مشكلة العنف لدى الطفل، يجب فهم السبب وراء هذه التصرفات، ويمكن تقسيم الأسباب المحتملة كالآتي:[٢]
- اضطرابات المزاج: يمر الأطفال الذين يعانون من اضطراب المزاج ثنائي القطب، بفترات أو نوبات من الهوس، فقد يصبح الطفل عنيف أو عدائي، وقد يفقد القدرة على السيطرة على ذاته، أو قد يصبح شديد العنفوانية، ومن ناحية أخرى، قد يدخل الطفل في اكتئاب، وبالرغم من أن العدائية تعد من الحالات النادرة التي يعاني من الطفل المكتئب، إلا أنها قد تحدث ويصبح الطفل سهل الانزعاج، ولديه قابلية للتصرف بعنف.
- الذهان: قد تسبب الأمراض الذهنية التصرف العنيف لدى الطفل، فمثلًا قد يكون العنف رد فعل الأطفال المصابين بالانفصام على المحفزات الداخلية والأفكار الذهنية غير الطبيعية، وقد يكون المصاب بالمرض النفسي شديد الشك بالآخرين ولا يثق بأحد، مما قد يؤدي إلى التصرف العنيف بسبب الخوف.
- الإحباط: يعاني بعض الأطفال من صعوبات في الإدراك أو التواصل، كالأطفال الذين يعانون من مرض التوحد، وقد تسبب عدم قدرتهم على التواصل والتعبير عن أنفسهم الإحباط، مما قد يظهر على شكل تصرفات عنيفة، ويكون السبب في ذلك القلق والتوتر الناجم عن عدم فهم الآخرين لمشاعرهم.
- العنفوانية: يعاني بعض الأطفال من اضطرابات سلوكية، فمثلًا يتسم الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه واضطراب فرط الحركة، بالعنفوانية وضعف القدرة على اتخاذ القرارات، مما قد يفسره الآخرين كتصرفات عدائية، والمشكل أن هؤلاء الأطفال، لا يدركون أو يفكرون في عواقب تصرفاتهم، مما قد يفهمه الآخرين كعدم اكتراث أو سوء نية، لكن الواقع أن هؤلاء الأطفال لا يفكرون بتاتًا في تصرفاتهم.
- اضطرابات التصرف: بالرغم من ندرة مثل هذه الحالات، إلا أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات تصرف، قد يتصرفون بعنف مقصود، ويكون التشخيص والعلاج لمثل هذه الحالات مختلف تمامًا عن الحالات الأخرى.
- التعرض لإصابة أو أذى في الدماغ: إذا تعرض دماغ الطفل (خاصةً الفص الأمامي) لإصابة أو نوبات من التشنج، فقد يؤدي ذلك إلى تغير في شخصية الطفل، مما قد يدفعه إلى التصرف بعنف.
- الضغط النفسي: قد يكون العنف والتصرف العنيف ردة فعل على المشاكل يومية يمر بها الطفل، والتوتر والقلق الذي يعاني منه الطفل، ولا يكون السبب في هذه الحالة مرض نفسي أو عاطفي، ولكن تعد هذه الحالة نادرة.
كيف أتعامل مع طفلي العنيف؟
يعد شعور الطفل بالغضب أمر طبيعي، ولكن قد يكون من الصعب على الطفل التحكم بمشاعره كما يفعل البالغين، وقد يؤدي ذلك إلى توجيه طاقة الطفل نحو العنف، وتوجد مجموعة من النصائح التربوية التي يمكن للآباء اتباعها، للتعامل مع الطفل العنيف الذي لا يعاني من أمراض أو مشاكل نفسية أو عاطفية، هذه مجموعة من النصائح التي تساعد الطفل على تعلم ضبط النفس، والتعبير عن الغضب بطريقة إيجابية:[٣]
- وضع حدود وقوانين واضحة وصارمة: يجب أن يتعلم الطفل هي التصرفات المسموحة والتصرفات الممنوعة، كما يجب أن يكون كل من يتعامل مع الطفل باستمرار على علم بهذه القواعد، ويجب أيضًا أن يكونوا على علم بالرد أو العقوبة المترتبة على التصرف بطريقة ما، فالطفل الذي يضرب أو يعض أو يرمين يجب أن يعاقب فورًا حتى يفهم أن تصرفه خاطئ.
- مساعدة الطفل على إيجاد طرق أخرى للتعامل مع الغضب: يمكن تشجيع الطفل على التعبير عن الغضب بالكلام بدلًا عن اليدين، ويكون ذلك بسؤال الطفل عن سبب الغضب، والتحدث مع الطفل بهدوء، حتى يتمكن من التعبير عن نفسه والهدوء، وإذا لم يكن الطفل راغبًا في التحدث مع والديه، فقد يكون أكثر استعدادًا للتحدث مع حيوان أليف أو دمية أو صديق وهمي.
- زراعة ضبط النفس عند الطفل: لا يملك الطفل القدرة على السيطرة على نفسه، لذلك يجب تعليمه ألا يضرب أو يعض عندما يشعر بالرغبة في ذلك، ويجب تعليم الطفل بأن يفكر في أفعاله قبل أن يتصرف.
- تجنب استخدام الضرب كأداة للتربية: يتعلم الطفل من والديه، لذلك فإن الطفل الذي يتعرض للعنف، يتعلم أن العنف طريقة أو وسيلة لحل المشاكل، فإذا كان رد فعل الوالدين تجاه طفل غاضب أو عنيف هو الضرب، سيكون المفعول عكسي، وسيزداد الطفل عنفًا وعدائية.
- تحكم الوالدين باعصابهم: يجب أن لا يشاهد الأطفال صراعات الوالدين مع بعضهم أو مع الآخرين، فرؤيتهم لمظاهر الغضب السلبية كالصراخ أو البذاءة أو غيرها، يعلمهم أن هذه الطرق أو الأساليب يمكن استخدامها في التعامل مع المشاكل أو التعامل مع الآخرين، فيكررون هذه التصرفات.
من المهم جدًا أن يشعر الطفل في بيته بالعطف والحنان والمحبة، ويجب أن يشعر بالتقدير والامتنان أيضًا، فالطفل يتعلم من والديه بالقدوة، ويعكس على العالم ما يمر به في المنزل، لذلك يجب أن يتعامل الوالدين مع الطفل، بالطريقة التي يريدون أن يتعامل الطفل بها مع الآخرين.
المراجع
- ↑ "Violent Behavior in Children and Adolescents", www.aacap.org, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "What Are Some of the Causes of Aggression in Children?", childmind.org, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "8 Ways to Curb Your Child's Aggressive Behavior", www.parents.com, Retrieved 18-7-2020. Edited.