كيف أثر ڤيروس كورونا على الأسواق المالية

كتابة:
كيف أثر ڤيروس كورونا على الأسواق المالية

مفهوم السوق المالي

يُعرف المكان الذي يتم فيه تبادل المال والسلع والخدمات باسم السوق، بينما يُطلق اسم السوق المالي على السوق الذي يتم فيه تبادل رأس المال والائتمان داخل مكان يُعرف باسم الأسواق المالية، فالسوق المالي هو المكان الذي يتم فيه تداول الأوراق المالية من خلال الاستثمار باستخدام الأدوات المُناسبة كالأسهم والسندات، فسوق الأسهم يتم فيه بيع وشراء أسهم الشركات المُتداولة من خلال بيع إصدارات الأسهم، حيث يقوم المُستثمرون ببيع وشراء الأسهم التي يمتلكونها لذا لا بُدّ لهم من معرفة ما يُؤثر على هذه الأسواق كمعرفة كيف أثّر فيروس كورونا على الأسواق المالية لمعرفة الوقت اللازم لبيع وشراء الأسهم في الأسواق المالية.[١]

كيف أثر ڤيروس كورونا على الأسواق المالية

بلغت عدد الإصابات بفيروس كورونا نحو 87.701 حالة مؤكدة وما زالت الحالات في تزايد، بينما بلغ عدد الوفيات ما يُقارب 2.995 وبلغت عدد الحالات التي تم شفاؤها نحو 42.687 حالة، بينما ما يزال هنالك ما يقارب 42.019 حالة تتماثل للشفاء، وتقع النسبة الأكبر من هذه الإصابات في الصين حيث يبلغ عدد المصابين بما يقارب 91% لتتبعها كوريا بنسبة 4%، بينما بلغت نسبة الوفيات في الصين نحو 96% من اجمالي الوفيات، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه القيم تُشير إلى أنَّ نسبة المُصابين بالفيروس في جميع أنحاء العالم بلغت 0.001%، ونسبة الوفيات 0.000039% معظمهم من كبار السن الذين يعانون من حالاتٍ مرضية، على الرغم من أنَّ عدد الوفيات في موسم الانفلونزا الحالي بلغ 18000 حالة في الولايات المتحدة و32 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا.[٢]

وتتأثّر الأسواق المالية بالعديد من العوامل التي تعمل على زيادة أو خفض الاستثمارات، ومُنذ بداية عام 2020 تأثّرت الأعمال التجارية بظهور وانتشار فيروس كورونا، لذا لا بُدّ من معرفة كيف أثّر فيروس كورونا على الأسواق المالية، حيث عمل على خفض السوق بنسبة 15% خلال أيامٍ قليلة من ظهوره، وهذا بدوره عمل على إيقاف عمل العديد من المُدن والشركات، حيث إنَّ خوف الناس من الإصابة بهذا المرض جعلهم يلتزمون البقاء في بيوتهم والتوقف عن إنفاق المال، مما أدى لدخول العديد من الأسواق المالية في حالة ركود، مثل: اليابان وألمانيا، وما زالت المخاوف قائمة على أن يتسبب الفيروس بحالة ركود لأسواقٍ عالميةٍ أُخرى.[٢]

وبعد زيادة الإصابات بفيروس كورونا وانتشاره تأثّرت Nifty بانخفاضها لمستوى 11.050 بعد هبوطها بنحو 380 نقطة، وهذا يُشير إلى أنَّ الاتجاه العام للسوق المالي يقع تحت تأثير الضغط حيث تنتقل مُستويات المُقاومة نحو الأسفل، وكان الحدّ الأقصى للافتتاح عند 1.2000 ثم عند مُستوى 11.800 وبلغت أعلى فائدة له عند 11.800 ثم 11.300، وعليه فإنَّ نطاق التداول يتراوح بين 10.600 و11.600 حيث تم إغلاق العُقود الآجلة عن مستوى 11.145، حيث كان هنالك تراكمات طويلة على عدادات، مثل: Escorts و Info Edge و Torrent Pharma و Shriram Transport Finance و NIIT Tech، بينما شهدت PVRNSE و Oil IndiaNSE و Jubilant FoodworksNSE تراكمات قصيرة، بينما ارتفع مُستوى مُؤشر VIX الهندي بنسبة 8.44% مع حفاظه على اتجاهه الأُفقي، لذا لا بُد من استشارة المُستشارين الماليين قبل بدء أي تداول في سوق الأوراق المالية.[٣]

أثر ڤيروس كورونا على البورصات

لقد أثّر فيروس كورونا على الأسواق المالية والأعمال التجارية حيث عمل انتشار هذا الفيروس على خفض مخزون مطاعم الوجبات السريعة بنسبة 20% نتيجةً للخوف، ولم يقتصر أثره على ذلك بل أثّر على البورصات التي تعرض الأسهم فالأسهم ليست مُجرد أرقام يتم عرضها بل هي حصص من الشركات التي تعمل على تقديم الخدمات والمُنتجات للأفراد، وتظهر هذه الأرقام من خلال خوارزميات الكمبيوتر التي تبحث عن الأخبار السيئة ثُم تعرض الأسهم للبيع، وعندما تنخفض هذه الأسهم يتم بيعها أكثر ولكن نتيجةً للخوف من فيروس كورونا فإنَّ عمليات الشراء تتوقف وهذا بدوره يعمل على خفض الأسواق حيث يتوقف الناس عن شراء الأسهم، وعندما تنخفض الأسواق بشكلٍ حاد فإن أسعار الأسهم تنخفض ويلجأ المُستثمرون لخطة وقف الخسارة الوقائية التي تعمل على ضبط الوضع الحالي ومن ثم زيادة البيع.[٢]

كما تعمل صناديق التحوط على تقديم نفس النتيجة وزيادة البيع حيث يعمل الوسطاء على بيع الأسهم للبنوك تجنبًا لحدوث أيّة مخاطر، حيث يعمل المُستثمرون على التحوط من خلال بيع الأسهم وهذا بدوره يعمل على زيادة البيع، ونظرًا لتأثير فيروس كورونا على الأسواق المالية يلجأ مُعظم المستثمرون نحو شراء السندات حيث تم تسجيل أدنى عائد على السندات لمدة عشر سنوات بقيمة 1.127٪ مُنذ عام 1962 ويبلغ عائد سندات الخزنة حاليًا 1.671٪، إلا أن الأسهم تمنح 125٪ مقابل السندات.[٢]

أثر ڤيروس كورونا على العملات

لم يتوقف أثر فيروس كورونا على الأسواق المالية والبورصات بل امتدّ ليصل تأثيره على العملات، حيث انخفض الدولار بعد قيام المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة من 0 ٪ إلى 0.25 ٪، وذلك من أجل تخفيف النقص في الدولار وتوفير سيولة إضافية، ليتبعه بعد ذلك خمسة بنوك مركزية أُخرى عملت على تخفيض التسعير على خطوط المُقايضة من أجل تسهيل تقديم الدولارات لمؤسساتها المالية التي تتعرض للضغوطات في أسواق الائتمان، حيث وافق كل من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك كندا والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وبنك اليابان والبنك الوطني السويسري على تقديم ائتمان مُدته ثلاثة أشهر بالدولار الأمريكي على أن يكون على أساس منتظم وبسعر أرخص من المُعتاد، وذلك من أجل خفض الأسعار التي تعمل البنوك والشركات على دفعها من أجل الحصول على الدولار الأمريكي والتي ارتفعت نتيجةً لانتشار فيروس كورونا.[٤]

ولقد انخفض الدولار بنسبة 0.6٪ إلى 106.85 ين، وانخفض بنسبة 0.3٪ إلى 1.2330 دولارًا للجنيه الإسترليني، وانخفض بنسبة 0.1 ٪ إلى 1.1104 يورو، كما انخفض نحو 0.9516 فرنك سويسري، وانخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.41٪ إلى 0.6032 دولار، بينما شهد الدولار الأسترالي انخفاضًا بنسبة 0.82٪ إلى 0.6133 دولار، ويُعد هذا الانخفاض في أسعار الفائدة أول خفض طارئ بعد الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008، إلا أن هذه الخطوة باءت بالفشل في مواجهة تقلّبات السوق، حيث إنَّ الأسهم الأمريكية ما زالت مُنخفضة وتبعها انخفاض في الأسهم الآسيوية، وهذا يُشير لخوف المُستثمرين في الأسواق المالية.[٤]

أثر ڤيروس كورونا على النفط

امتد تأثير فيروس كورونا ليعمل على اغلاق العديد من المدن والشركات وايقافها عن العمل، وهذا بدوره أدى لإحداث حالة من الركود بدولٍ متعددة كاليابان وألمانيا، حيث بلغ تأثير فيروس كورونا ليعمل على انهيار أسواق عالمية كُبرى، ويبقى الخوف من وصول هذا الركود للولايات المتحدة وللدول العظمى حيث سيؤدي ذلك لحدوث انهيار عالمي، على الرغم من أن نسبة الوفيات في هذا المرض تُعد منخفضة إلى أنه عمل على انهيار الأعمال التجارية وركود في الأسواق العالمية وانهيار في الأسوق المالية وامتد كذلك ليصل لأسعار بعض السلع كالنفط.[٢]

لقد امتد تأثير فيروس كورونا نحو السلع من نفطٍ خام وفضة وبلاتين حيث انخفضت هذه السلع نحو 26%، حيث انخفضت أسعار خام برنت نحو 10% خلال يومٍ واحد، كما أنَّ خفض أسعار الفائدة الذي قام به المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لم يعمل على تهدئة الأسواق المالية نتيجةُ لاندلاع حرب أسعار بين أكبر مُنتجين للنفط في العالم، حيث عملت قوى العرض والطلب على تعريض أسعار النفط لضغوطات كبيرة نتيجةً لانتشار فيروس كورونا حيث تم تخفيض عمليات شراء النفط بينما كانت المخاوف من زيادة العرض، حيث عملت حرب الأسعار التي بدأت بها المملكة العربية السعودية على انخفاض أسعار النفط، حيث عملت على زيادة انتاج النفط وتقليل الأسعار للعملاء من أجل زيادة المبيعات للمستهلكين في أوروبا وآسيا.[٥]

بعد التأثير الواضح لفايروس كورونا على الأسواق المالية وانهيار الأسعار كان لا بُد من توقع أن الطلب على النفط سيكون ضعيفًا كذلك، على الرُغم من أن هذا سيعمل على تشكيل المزيد من الضغوطات على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي من النفط،[٥] إلا أنه ونتيجةً لتأثير فيروس كورونا فإن النفط هبط إلى أقل من 30 دولار حيث بلغ أدنى مُستوى له مُنذ 30 عام، وهذا يدُل على فشل التخفيضات الطارئة في أسعار الفائدة التي تم القيام بها من قِبل المجلس الاحتياطي الاتحادي، والذي حاول مواكبة الأوضاع في السوق الناتجة عن تراجع إنتاج مصانع الصين نتيجةً لانتشار فيروس كورونا، ولقد ظهر تأثير الفيروس بهبوط النفط في GAIL الهند بنسبة 8.36 في المائة، وفي oil الهند شهدت هبوطًا بنسبة 4.66 في المائة، بينما شهدت شركة النفط الهندية هبوطًا بقيمة 2.77 في المائة، وشهدت شركة النفط والغاز الطبيعي انخفاضًا بنسبة 0.47 في المائة، بينما تصدرت REC في قائمة الخاسرين حيث شهدت هُبوطًا قيمته 0.14 في المائة.[٦]

أثر ڤيروس كورونا على أسعار الذهب

لقد ظهر تأثير فيروس كورونا على الأسواق المالية والأعمال التجارية وأسعار النفط والعملات وامتد ليصل على العديد من السلع والمعادن الثمينة كالذهب والنفط والبلاتين، وذلك بعد فشل خفض سعر الفائدة الأمريكية في إيقاف التأثيرات الناتجة عن فيروس كورونا، حيث انخفض البلاتين نحو 25 في المائة ليصل بذلك لأدنى مستوى له منذ 17 عام ونصف العام، في حين انخفض سعر الذهب ليصل إلى 1500 دولار للأوقية، كما تم تداولها بسعر 1459 دولار للأوقية بنسبة 4.50 في المائة، في حين بلغ تداول الفضة 12 دولار للأوقية عند ما نسبته 18 في المائة.[٥]

ولقد وصل تأثير فيروس كورونا على المعادن الثمينة بحدوث تعثر لها في سوق الأسهم، الأمر الذي استدعى بعض المُستثمرين القيام على بيع الأصول من أجل تغطية الهوامش، وعلى الصعيد المحلي انخفض الذهب بقيمة 455 روبية لكل 10 غرام ليصل إلى 41.610 روبية على الرغم من انخفاض أسعار الروبية، بينما انخفض سعر الفضة بما مقداره 1.283 روبية ليصل إلى 40.304 روبية للكيلو غرام وما زالت تأثيرات الفايروس مُستمرة وتُؤثر على جميع الأعمال التجارية والأسواق المالية.[٥]

أثر ڤيروس كورونا على سلوك المشترين

يظهر تأثير فيروس كورونا بطريقة واضحة في العديد من مناحي الحياة المُختلفة من أعمال تجارية وممارساتٍ عادية في الحياة اليومية، ويُمكن تجنب الإصابة بهذا الفيروس من خلال غسل اليدين باستمرار وتغطية الفم عند العطس أو السعال لتجنب الإصابة أو نقل العدوى، كما أن ارتداء الأقنعة يعمل على التقليل من الإصابة بهذا الفيروس، وذلك من أجل القدرة على مواكبة الحياة اليومية والقيام بالأعمال التجارية وتلبية الرغبات اللازمة من تأمين للطعام والملابس، لذا لا بُد من مراعاة جميع الأمور الاحترازية اللازمة للوقاية من هذا الفيروس والتخلص من آثاره السلبية على سلوك المشترين، فعلى الرُغم من أنه لم يتم التوصل إلى لقاح للحد من انتشار الفيروس إلى أن بعض الدُول قامت على اتخاذ العديد من الإجراءات اللازمة للحد من انتشاره كمنع السفر وإغلاق المدارس والحجر الصحي.[٢]

ونتيجةً لانتشار فيروس كورونا فإن الأسعار ترتفع ومن هنا تظهر وسائل الإعلام التي تبالغ في إيصال الحقائق والتي تعمل على ترهيب الناس من أجل جني المال من الإعلانات، وعندما يُصاب الناس بهذا الخوف فإنهم سيتوقفون عن الشراء وهذا سيعمل على التأثير على العديد من مناحي الأعمال التجارية كالأسهم؛ حيث إن عمليات شراء الأسهم ستتوقف حيث إن انتشار فايروس كورونا سيُعطي المُستثمرين شعورًا بالتوتر مما يدفعهم للجوء نحو البحث عن العديد من الحلول التي تُجنب الخسارة كصناديق التحوط التي تعمل على زيادة البيع، أما في مجال الأعمال التجارية في حال واجهت خسارة نتيجةً لانتشار فيروس كورونا فيجب إيجاد حل بهدوء دون خوف أو قلق، حيث إنَّ خسارة لمدة أسبوع يُمكن تعويضها في وقت لاحق، حيث يجب على الأشخاص أن يمتلكوا وجهة نظر طويلة الأمد ويبحثوا عن حل غير البيع، حيث إن حل البيع يكون نتيجةً للخوف غير العقلاني بسبب الخسارة، فلا بُد من إيجاد بدائل بأسرع وقت لجني الأرباح وتفادي حدوث أية خسارة.[٢]

ونتيجةً للخوف الذي واجه المشترين من شراء الأسهم نتيجةً لتأثير فيروس كورونا على الأسواق المالية فإنه لا بُد من اختيار الأسهم بدقة، وخاصة شراء أسهم الشركات الكبيرة ذات المبيعات القوية ومُلكية الأموال الكبيرة والتي تضمن نُمو أرباح المُستثمرين وتحقيق الربحية، لذا لا بُد من تجنب الإصابة بالخوف حيث يُمكن أن يُؤثر ذلك على سلوك المُشترين الذين قد يتراجعون عن الشراء نتيجةً لأحداث فيروس كورونا المُنتشر حاليًا والذي أدى لحالة رُكود في العديد من الأسواق العالمية، لذا لا بُد من اختيار الوقت الأمثل من أجل القيام بشراء الأسهم وخاصةً في حال أسهم الشركات الكبيرة التي يتمّ طرحها.[٢]

المراجع

  1. "financial market", www.investorwords.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Epic Selling in Stocks and ETFs Is Not Over According to These Charts", www.investopedia.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  3. "F&O Volatile swings will continue Nifty to stay in 10,600-11,600 zone", www.economictimes.indiatimes.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Dollar dumped after Fed cut ball in BOJ's court for next coronavirus move", www.economictimes.indiatimes.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Coronavirus spooks commodity market Silver Gold Crude oil platinum tank up to 26% ", www.economictimes.indiatimes.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  6. "Share market update PSU shares mixed GAIL falls 8% ", www.economictimes.indiatimes.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
4328 مشاهدة
للأعلى للسفل
×