محتويات
مرحلة تناول الطفل للأطعمة المهروسة والصلبة
تُعدّ مرحلة تقديم الأطعمة الصلبة والمهروسة إلى النظام الغذائي من المراحل الأساسية المثيرة والفارقة عند كل أم خلال رحلة النمو الصحيّة للطفل، ولا شكّ في أنّ عملية استخدام الملعقة لغَرفِ الطعام وتوجيهه نحو الفم عبر الطفل تحتاج إلى الكثير من التدريب والتجربة والخطأ، كما تتحول إلى شعور غامر بالتردد والخوف بالنسبة للأم إذا لم تتوفر لديها المعرفة الصحيحة في كيفية إدارة هذه العملية بسلاسة. وفي هذا المقال تُناقَش أهم النقاط التي تتعلق بتعليم الطفل كيفية استخدام الملعقة بمفرده.
متى يمكن تعليم الطفل الأكل بالملعقة؟
يُسمَح للطفل بمحاولة إمساك الملعقة متى ما بدأ تقديم الأطعمة المهروسة أو الصلبة بشكل تدريجي إلى نظام الأكل اليومي الخاص به، والذي يبدأ عادةً عند بلوغه الشهر السادس من العمر، لكنّه قد لا يتمكّن من استخدامها بشكل مستقل حتى يبلغ 18 شهرًا من العمر. ومعظم الأطفال قادرون على إطعام أنفسهم كباقي أفراد العائلة في عمر 24 شهرًا، ويقدرون على استخدام الملعقة لإطعام أنفسهم في سن 10-12 شهرًا.[١]
لن يخلو ذلك من الفوضى التي قد يتسبب بها الطفل أثناء محاولاته المتكررة لإتقان هذه المهارة، لكن عليك التحلي بالصبر ومساعدة طفلك في تعزيز قدراته مرة بعد مرة.
وتبعًا للتسلسل الخاص بعملية تعلّم مهارات اليد الوظيفية عند الطفل يمكن القول إنّه كلّما تعرف إلى الملعقة في سن مبكّرة سيحظى بفرصة أطول للتمرين، لكنّ استخدام الملعقة في سنّ أكبر قد يساعد في التعلّم بشكل أسرع؛ ذلك بسبب تلاؤم متطلبات استخدام الملعقة مع قدرات الطفل كلما تقدّم عمره.[٢] في كلتا الحالتين يعود الخيار للأم التي تستطيع أولًا تحديد ما إذا كان الطفل يظهر قابلية للأطعمة المهروسة والصلبة؛ كأن يفتح فمه عند رؤية الطعام أو يحاول مد يده ليلتقطه، وهل يستطيع الجلوس بشكل مريح على المقعد ورأسه مرتكز دون الحاجة إلى دعم؟ عندها يمكن البدء بتعريف الطفل إلى الأدوات المستخدمة لتناول الطعام.[٣] ومن أنجح الطرق المستخدمة للتدريب إعطاء ملعقة للطفل بينما تطعمه الأم باستخدام ملعقة أخرى ومساعدته في ملئها بالطعام، وتمنح هذه الطريقة الفرصة للطفل بمراقبة كيفية استخدام الملعقة بواسطة أمه وتجربتها بنفسه دون إضاعة الوقت في تناول الطعام.[٤]
ما أهمية تعلم الطفل كيفية استخدام الملعقة؟
يعزز استخدام الملعقة الكثير من المهارات لدى الطفل ويقوّيها، إذ يبدأ عندها بتطوير قدرته الحركية الدقيقة وتدريب قدرة التنسيق بين اليد والعين أثناء تناول الطعام، بالإضافة إلى تطوّر المهارة الفموية الحركية لدى الطفل، وتتلخّص في قدرته على فتح الشفتين وإغلاقهما، إزالة الطعام من الملعقة وإدخاله إلى التجويف الفموي، وتحريك الطعام داخل الفم عن طريق اللسان، أمّا بالنسبة للجانب النفسي فإنّه يعزز استقلالية الطفل واعتماده على نفسه، ويمنحه وقتًا مرحًا لاكتشاف العالم من حوله. وبالإضافة الى ذلك فالتعامل المباشر مع الطعام يمنح الطفل الفرصة لتوسيع مداركه المتعلقة بدرجة حرارة الأشياء وملمسها حوله.[٥]
اختيار الملعقة المناسبة
قد تبدو هذه المهمّة بسيطة بالنسبة للكبار، فكل الملاعق تقدّم الوظيفة نفسها، أمّا بالنسبة للأطفال فهناك الكثير من المتغيّرات التي تجب مراعاتها، ومنها:
- مادّة الملعقة: يُفضّل اختيار الملعقة ذات الحواف الليّنة والمصنوعة من مواد آمنة؛ مثل: السيليكون والبلاستيك ذو الصنف الغذائي، وتمتاز الملاعق المعدنية بالصلابة والمتانة لكنها قد تزعج الطفل وتسبب الألم للثة والأسنان.
- المقبض: يساعد المقبض القصير الطفل في إمساك الملعقة بشكل أسهل، ويُفضّل أن يحتوي على أنماط خشنة أو تعرجّات لتثبيت قبضة الطفل حول الملعقة، كما يجب تشجيع الطفل منذ بداية التدريب على إمساك الملعقة بالطريقة الصحيحة في كل مرة لترسيخ العادات الجيدة أثناء تناول الطعام.
- العمق: يُعدّ العمق من العوامل المهمة في اختيار الملعقة؛ إذ يختلف من علامة تجارية لأخرى، ويُفضّل اختيار الملاعق ذات السطح الضحل في بداية التدريب ثم الانتقال إلى الملاعق الأكثر عمقًا. فضلًا عن ذلك تتميز بعض أنواع الملاعق بخاصية تغيّر اللون وفقًا لدرجة حرارة الطعام؛ ذلك لحماية الطفل من التعرض للحروق العرضية.[٦]
نصائح للتعامل مع الفوضى التي يسببها الطفل عند تناول الطعام بنفسه
حتى لا تصبح تجربة الطفل المرحة مصدر إزعاج للأم يُستعان ببعض الأفكار التي تساعد في تنظيم وقت الطعام وتحويله إلى نشاطٍ مثمر، ويُذكر منها الآتي:[٥]
- تخصيص المكان المناسب والمريح لوقت الطعام؛ كاستخدام كرسي الطعام أو إجلاس الطفل في حضن الأم.
- استخدام المريلة لحماية ملابس الطفل من الاتساخ، ويُفضّل أن تبدو مصنوعة من مواد سهلة المسح والتنظيف، وقد تحتوي بعض الأنواع على جيب سفلي لجمع الفتات؛ مما يوفر المزيد من الراحة للأم.
- الاستعانة بمفرش أرضي أسفل كرسي الطعام للحفاظ على المحيط من الاتساخ.
- اعتماد مقدار الفوضى على نوع الطعام الذي يقدّم للطفل وملمسه، فالأطعمة المهروسة قد تسبب الفوضى بشكل أكبر من الأطعمة التي تقدّم بحجم قضمة الطفل.
- اختيار الملعقة المناسبة لحجم الفم عند الطفل يساعد في الحد من انسكاب الطعام.
- الانتظار حتى ينتهي الطفل من تناول الطعام، ثم تنظيف المحيط بهدوء ورويّة حتى لا يظنّ الطفل أنّها لعبة ممتعة فيعمد إلى تكرارها؛ ذلك إذا سبّب الطفل بعض الفوضى في المحيط.
أسئلة شائعة
هل ما زالت تراودك بعض الأسئلة عن الموضوع؟ يمكنك الاطلاع على بعض الإجابات المفيدة هنا.
لماذا لا يقبل طفلي تناول الطعام بالملعقة؟
قد يبدو اختيار وقت تقديم الطعام غير مناسب للطفل؛ إذ تنخفض استجابته في حال كان متعبًا أو يشعر بالنعاس، كذلك يجب على الأم تذوّق الطعام قبل تقديمه للطفل، فالنكهات التي لا تستسيغها تبدو أيضًا غير مستساغة بالنسبة لطفلها، كما يجب عليه التأكد من قوام الوجبة، وأنّها لا تحتوي على كتل وقطع صلبة قد تتسبب في رفض الطفل للطعام.[٧]
هل يمكنني إجبار الطفل على تناول الطعام بالملعقة؟
ينبغي للأم عدم إجبار طفلها على تناول الطعام؛ فالأطفال قادرون على تكوين روابط بين الأطعمة والتجارب غير السارة التي يمرون بها، إلى جانب أثر الإجبار في تقويض قدرة الطفل على تعلم التحكم بالشهية، مما يؤثر سلبًا في مدى تقبّله لتناول الطعام.[٨]
المراجع
- ↑ Leann L Birch,Allison E Doub (2014), "Learning to eat: birth to age 2 y", the American Journal of clinical nutrition, Issue 3, Folder 99, Page 723S–728S.Retrieved 6-7-2020. Edited
- ↑ Charlane Pehoski,Anne Henderson (2006), Hand Function in the Child: Foundations for Remediation, Netherlands: Mosby, Page 120-121, Part 7.
- ↑ "When, What, and How to Introduce Solid Foods", Centers for Disease Control and Prevention,17-10-2019، Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ↑ Stephanie Brown (3-6-2020), "When Should I Introduce a Spoon to My Toddler?"، verywellfamily, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Suitable for 6-18 months Children learning to feed themselves",raisingchildren,13-32019، Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ↑ " Using Cutlery Information Sheet", nhsggc, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ↑ "Why won't my baby eat off a spoon?", babycentre, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ↑ "Pressure to eat", child feeding guide,Retrieved 6-7-2020. Edited.