كيف أساعد طفلي على النوم؟

كتابة:
كيف أساعد طفلي على النوم؟

نوم الطفل

ينتاب القلق الكثير من الآباء عندما يتعلّق الأمر بعادات النوم عند الطفل، فالتباين الكبير في موعد النوم والإستيقاظ المتكرر أثناء الليل أمر مرهق ويحتاج إلى الكثير من المعرفة والصبر، وفي هذا المقال تُعرَض العناصر الأساسية التي تساعد الأم في تدريب الطفل على النوم بشكل صحيح وفعّال وكيفية التغلّب على مشاكل النوم الشائعة التي قد يعاني منها الطفل خلال هذه المرحلة.


أنماط النوم عند الطفل حسب العمر

يقضي الطفل حديث الولادة وحتى عمر 3 أشهر ما يقارب 14 إلى 17 ساعة من النوم في اليوم الواحد؛ أي حوالي 70 في المئة من الوقت في النوم، وتتخلّله أوقات متقطعة كل 2-4 ساعات من الاستيقاظ للرضاعة.[١]

بالإضافة إلى ما سبق قد يختلط وقت الصباح والمساء على الطفل حديث الولادة؛ ذلك لأنّه لا يملك القدرة على تمييز الوقت بعد، وهي مهارة يكتسبها الطفل مع الوقت وبمساعدة أبويه من خلال تهيئة الظروف المناسبة التي تعكس للطفل طبيعة الليل والنهار.[٢]

ولحسن الحظ عندما يبلغ الطفل حوالي الشهر الرابع من العمر يبدأ بتنظيم نومه بشكل أفضل ليقضي حوالي 6-8 ساعات متواصلة من النوم دفعةً واحدة، وفي هذه المرحلة يمكن البدء بعملية (التدريب على النوم).[٣][١] وما إن يبلغ الطفل عامه الأول حتى ينتظم نمط النوم لديه بشكل أكبر، ويقضي الطفل في هذه المرحلة ما يقارب من 11-14 ساعة يوميًا، وفي مرحلة ما قبل المدرسة (3-5 سنوات) فعادة ما ينام الأطفال من 11 إلى 13 ساعة كل ليلة.[٤]


تهيئة الطفل للنوم

على عكس الكبار يحبّ الأطفال الروتين البسيط، ويساعدهم في النوم بشكل أفضل، وتبدأ عملية تهيئة الطفل للنوم بمساعدته في معرفة الفرق بين الليل والنهار من خلال فتح الستائر في الصباح والخروج واللعب أثناء النهار، أمّا في الليل فتجب المحافظة على بيئته الليلية هادئة وذات أنوار خافتة، بالإضافة إلى التحدث بصوت منخفض، كما يجب تفادي ملاعبة الطفل وتحفيزه.

ويفيد وجود روتين معين الطفل في الاستعداد للنوم، ويُعرَف الروتين اليومي للنوم بأنّه مجموعة من الخطوات المتسلسلة التي تتبعها الأم مع الطفل بشكل متكرر يوميًا، ومن الاقتراحات المتبعة الآتي:[٥]

  • الإستحمام.
  • ارتداء ملابس النوم المناسبة وتغيير الحفاض.
  • تنظيف الأسنان بالفرشاة للأطفال الأكبر سنًا.
  • قراءة قصة ما قبل النوم.
  • تعتيم الغرفة لخلق جو هادئ ومريح للنوم.
  • غناء أغنية معينة أو تشغيل أحد أنواع الموسيقا الهادئة.
  • تجنّب إرضاع الطفل أو إطعامه قبل النوم مباشرةً؛ إذ يجب ترك فاصل زمني بين موعد النوم وآخر وجبة، فهذا قد يجعل الطفل يربط بين تناول الوجبة أو الرضعة والنوم، ففي حال استيقاظه ليلًا قد يرغب في إرضاعه حتى ينام.

بالإضافة إلى ما سبق يجب تتبع علامات النعاس التي قد تظهر على الطفل وتنذر باقتراب موعد نومه؛ مثل: التثاؤب أو فرك العينين أو الانزعاج، ومحاولة تنسيق وقت النوم بحيث يغفو الطفل بنفسه ونقله إلى سريره عند ظهور هذه العلامات، أو في موعد ظهورها إن كان منتظمًا، ففي حال التأخر عن ذلك تصبع عملية تنويم الطفل أصعب وهو مجهد.[٣]

يجدر التنويه إلى أنّه تؤثر طفرات النمو والتسنين والأمراض في كيفية نوم الطفل، واتباع روتين النوم لا يعني أنّ الطفل لن يستيقظ بشكل متكرر خلال الليل لسبب أو لآخر، لكنه يساعد الطفل نفسيًا في التغلب على القلق الليلي. وقد يعاني الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة على وجه الخصوص من مخاوف وكوابيس ليلية قد تؤثر في جودة نومهم أيضًا.[٤]


طرق تنويم الطفل

لا يمكن إجبار الطفل على النوم، لكن هناك العديد من الاستراتيجيات المتّبعة لتسهيل عملية تنويم الطفل، ومنها:


طريقة البكاء حتى النوم

قد يصعب الاستماع إلى بكاء الطفل لبعض الوقت، لكن أثبتت هذه الطريقة فاعليّتها مع الكثير من الآباء، وتتضمن وضع الطفل في سريره عندما تظهر عليه علامات النعاس، فالهدف أن يتعلّم الطفل النوم دون مساعدة الأب أو الأم، ويصبح قادرًا على العودة للنوم بمفرده إذا ما استيقظ خلال الليل.

تبدأ هذه الطريقة بوضع الطفل في سريره عندما تظهر عليه علامات النعاس بعد ذلك، وإذا بدأ الطفل بالبكاء ستعود إليه بعد ثلاث دقائق من البكاء لطمأنته وتهدئته لمدة لا تزيد على دقيقتين، ثم تبدأ بزيادة الأوقات التي يُترك فيها الطفل يبكي بالتدريج إلى خمس دقائق ثم عشر دقائق وهلمّ جرّا قبل العودة إلى الغرفة مرة أخرى وهدهدته، وحتى تنجح هذه الطريقة يجب تكرارها حتى يغرق الطفل في النوم والوالدان خارج الغرفة.[٦]


طريقة النوم بلا دموع

الكثير من المعارضين لطريقة البكاء حتى النوم يعتقدون أنّ البكاء المستمر لا يفيد صحة الطفل العاطفية والجسدية، بل يحوّل النوم إلى تجربة سلبية بالنسبة للطفل ما عند ربطها في ذهنه بالبكاء أو عند أدائها بشكل غير صحيح عبر الأبوين، كما أنّها قد تؤثر في ثقة الطفل بأبويه كما يعتقد بعض الخبراء،[٦] وإذا رغب أحد الوالدين بتجنب الطفل أقصى قدر من البكاء عند النوم، فيعتمد هذه الطريقة الأكثر هدوءًا، والتي تضمّ عددًا من الخيارات المتاحة؛ كالنوم المشترك، مع ضرورة عدم وجود بطانيات أو ألعاب محشوة للتقليل من خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ، بالإضافة إلى هز الطفل وأرجحته بلطف، وغيرها من الطرق.[٧]


وضعيات نوم الطفل الصحيحة

تنصح الاكاديمية الامريكية لطب الأطفال بأن ينام الأطفال على ظهورهم؛ فهذا أكثر أمانًا لهم، فذلك يقلِّل من خطر الإصابة بمتلازمة الوفاة المفاجئة للرضع (SIDS) خلال السنة الأولى من أعمارهم، خاصّة في الأشهر الستة الأولى من عمره، ويعزى ذلك إلى أنّ الرضيع الذي ينام على بطنه سيحصل على كمية أقل من الأكسجين، ويتخلّص من كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون، مما قد يؤدي إلى الإختناق والوفاة.[٨]

قد يتقلّب الطفل كثيرًا أثناء نومه، خاصةً عندما يتعلم كيفية الدحرجة من البطن إلى الظهر، وفي الحقيقة يكمن الخطر الرئيس في نوم الطفل على جانبه في أنّه قد ينقلب على بطنه، وحينما يكون الطفل صغيرًا جدًا بحيث لا يمكنه دعم رأسه؛ فقد يعني هذا أنّ وجهه سيصبح ملاصقًا لمرتبة السرير، مما يجعل التنفس صعبًا. ومعظم الأطفال يُدعَم الرأس لديهم ويُرفَع بالكامل في عمر 4 أشهر، وعندها تقل الحاجة إلى إعادة الطفل على ظهره إذا تدحرج على الجانب.[٩]


ما أسباب عدم نوم الطفل؟

يعاني الأطفال العديد من المشكلات في رحلة النوم الخاصة بهم، وتُصنّف أسباب عدم نوم الطفل إلى الحالات الآتية:[١٠][١]

  • صعوبة النوم: قد يعزى ذلك إلى عدم رغبة الطفل في مغادرة حضن الأم، أو أنّ السرير غير مريح، وبعد التأكد من ملاءمة بيئة النوم للطفل بالاستعانة بمصاصة الطفل أو القماط لتهدئته بعد وضعه في السرير.
  • رفض النوم: يمكن للإنهاك أن يزيد صعوبة النوم على الأطفال، إذ يجب للتأكد أنّهم يحصلون على قسط كافٍ من النوم أثناء النهار.
  • الانزعاج أثناء النوم: إذا بدا الطفل وكأنّه لا يحصل على النوم العميق الذي يحتاجه؛ فقد لا يصبح مرتاحًا تمامًا، ويكمن الحل في توفير البيئة المناسبة للنوم من خلال تعتيم الغرفة أو الاستعانة بأجهزة الضوضاء البيضاء لتشجيع النوم والتحقق من درجة حرارة الغرفة بحيث لا تقل عن 20 درجة مئوية ولا تزيد على 22.2 درجة مئوية؛ لأنّ البرودة تزعج الطفل والحرارة الشديدة قد تزيد من خطر متلازمة الوفاة المفاجئة للرضع.
  • الاستيقاظ المتكرر: يحتاج الأطفال حديثو الولادة إلى الاستيقاظ المتكرر للرضاعة كل 2-3 ساعات تقريبًا؛ لذلك لا تُعدّ مشكلةً حقيقية لمن هم في هذه السن. وقد يحدث ذلك حتى بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، ولا يعني بالضرورة أنهم يحتاجون إلى تناول الطعام؛ لذا يجب تركهم بعض الوقت ثم تفقّدهم مرة أخرى، والحرص على تناولهم الكميات الكافية من الطعام أثناء النهار، وأنّهم لا يعانون من أي مرض أو آلام قد تبدو سببًا في تكرار استيقاظهم من النوم.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Amy O’Connor (8/6/2020), "A Guide to Your Baby’s Sleep Patterns"، what to expect, Retrieved 7/7/2020. Edited.
  2. Dan Brennan (7-5-2019), "Help Your Baby Sleep Through the Night"، webmd, Retrieved 7-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Colleen de Bellefonds (2-4-2020), "How to Sleep Train Your Baby"، what to expect, Retrieved 7-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Children and Sleep", sleep foundation, Retrieved 7-7-2020. Edited.
  5. "Helping your baby to sleep", nhs,31-10-2016، Retrieved 7-7-2020. Edited.
  6. ^ أ ب Dana Dubinsky, "Baby sleep training: Cry it out methods"، babycenter, Retrieved 7-7-2020. Edited.
  7. Karisa Ding, "Baby sleep training: No tears methods"، babycenter, Retrieved 7-7-2020. Edited.
  8. "Sleep Position: Why Back is Best", healthychildren,28-2-2012، Retrieved 7-7-2020. Edited.
  9. Zawn Villines (14-4-2020), "Baby sleeping on side: Risks and changing positions"، medical news today, Retrieved 7-7-2020. Edited.
  10. Heidi Murkoff (22-12-2018), "Baby Night Wakings"، whattoexpect, Retrieved 5-7-2020. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×