محتويات
كيف أسلم عمر بن الخطاب
تروي كتب السّير والآثار أنّه في أحد الأيّام وبينما كان عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- يتجوّل في مكّة متقّلدا سيفه فإذا به يلتقي برجلٍ من بني زهرة فيحصل بينهما حوار؛ فيقول الرّجل لعمر: أين تريد يا عمر، قال: أريد أن أقتل محمّدًا، قال له أتظن أنّ بني هاشم وبني زهرة تاركينك، قال له عمر أتركت دينك يا رجل.[١]
قال الرّجل: ألا أدلك على شرٍ من ذلك يا عمر، إنّ أختك وصهرك قد أسلما، فتملّك عمر الغضب فسار مسرعا إلى بيت أخته فاطمة بنت الخطّاب، وقد كان عندهما الصّحابي الجليل خباب بن الأرت -رضي الله عنه- حيث كانا يتدراسا القرآن، فطرق عليهما عمر الباب واقتحم عليهما البيت، وعرف منهما أنّهما أسلما فقام بضرب صهره ضربا شديدا وضرب خباب -رضي الله عنه-.[١]
تفكّر عمر بن الخطّاب في أمره وأدرك أنّه يجب عليه أن يستمع إلى القرآن الذي كانا يتلوانه، فجاءت أخته بصحيفة فيها سورة طه، فقرأها عمر حتّى شرح الله صدره للإيمان فقال دلّوني على محمد، فدلّوه على مكانه فتوجّه إلى المكان الذي كان النّبي الكريم يقيم فيه مع أصحابه وهو دار الأرقم عند الصّفا.[١]
وطرق عمر الباب فقام النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- إليه وأخذ بمجامع قميصه ورفعه قائلاً أسلم يا ابن الخطّاب، فنطق عمر بالشّهادتين فكبّر المسلمون لذلك تكبيرا سمعه أهل مكّة فرحا بإسلام عمر -رضي الله عنه- واستبشارا بانتصار الدّعوة.[١]
تاريخ إسلام عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حكيماً قوياً، ذو بأس شديد، وذو هيبة ومكانة في قريش، أسلم وعمره ست وعشرون سنة، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم- منذ إسلامه في السنة وتعددت آراء العلماء في زمن دخول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على عدّة أقوال، وهي كما يأتي:[٢]
- ابن إسحاق ذكر أنه دخل في الإسلام بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة.
- وذكر الواقدي أنه أسلم في ذي الحجة من السنة السادسة للبعثة.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرجو إسلامه، حيث ثبت أن النبي الكريم كان يدعو فيقول: (اللهم أَعِزَّ الإسلامَ بأَحَبِّ هذين الرجُلَيْنِ إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ قال وكان أَحَبَّهُما إليه عمرُ)،[٣]فأعز الله الإسلام بإسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.[٢]
الآثار المترتبة على إسلام عمر
ترتب على إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الكثير من الآثار الإيجابية، وسأذكر بعضها فيما يأتي:[٤]
- شعور المسلمين بالعزة والهيبة والمكانة العالية والقوة.
- أصبح الصحابة بعد إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يطوفون في البيت علانية، ويصلون أمام قومهم دون خوف او قلق.
- أصبحت الدعوة الإسلامية علانية؛ حيث أعلن عمر بن الخطاب خبر إسلامه أمام قريش عامة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث علي الصلابي، سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، صفحة 18- 19. بتصرّف.
- ^ أ ب أكرم العمري، كتاب السيرة النبوية الصحيحة، صفحة 177- 178. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:3681، حسن صحيح.
- ↑ محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 374. بتصرّف.