ذكاء الطفل
يتمتّع بعض الأطفال بفوارقَ شخصيّةٍ تُميّزهم عن أقرانهم في العمر نفسه، وتُزيد من قدرتهم على اكتساب مهاراتٍ جديدةٍ، بالإضافة إلى سرعة التّعلم والتّعرف على المحيط الخارجيّ، يعتقد بعض الأباء أنّ أطفالهم لا يمتلكون ذكاءً كافياً، إلّا أنّه لكلِّ طفلٍ علامات ذكاءٍ تُميّزه عن غيره، ففي عقول الأطفال الصّغار نقاطٌ اشتباكيّةٌ عصبيّةٌ يبلغ عددها 1000 ترليون نقطةٍ تفوق ضعف عددها عند البالغين، وهذا ما أكّدته الأبحاث والدّراسات؛ حيث إنّ الأطفال أذكى ممّا يتوقع الآباء، ما لم يوجد عائقٌ يؤخّر نموّ ذكاء الطفل، مثل: الأمراض العصبيّة التي تؤثر على مراكز الإدراك والاستيعاب والنّطق عند الأطفال.
تعزيز ذكاء الطفل
تستطيع الأمّ أن تكتشف علامات الذكاء التي تُميّز طفلها أثناء سنته الأولى، ويمكنها أن تُساعده على تطوير مواهبه ومهاراته، واكتساب كلّ ما هو جديدٌ، وذلك بتغذيته تغذيةً سليمةً وصحيّةً وغنيّةً بالأحماض الأمينيّة، والبروتينات، والفيتامينات اللازمة لبناء دماغ الطفل، والتي تساعد على النموّ السليم والصحيّ، وكذلك بمتابعته وتعليمه، وتطوير مهاراته بالاستعانة بالبرامج التعليميّة التي تناسب الفئة العمريّة له منذ عامه الأول، وحتّى يصل إلى عامه الرابع، ويكتمل نموّ الدماغ لديه.
دلائل ذكاء الرضيع
- شدّة تركيز الطفل، ومراقبته للأهل والنّظر إلى حركة الشّفاه أثناء التّحدث معه ومحاولة فهم ما يُقال له، والتّمييز بين معاني الكلمات.
- محاولة ترديد بعض الكلمات التي يسمعها من الأمّ ونطقها، واستخدامها وتوظيفها بطريقةٍ صحيحة، فمثلاً: قد يقول (ننا) عندما يريد الأكل، (انبو) عندما يريد أن يشرب الماء.
- تفاعل الطفل عاطفياً مع من حوله، من خلال الابتسام عند رؤية شخصٍ ما يبتسم له، وتفاعله مع الظّروف المحيطة حوله متتبّعاً الأصوات، ومشاركة عواطفه مع مظاهر الحزن، أو الغضب، أو الانفعال، أو الفرح.
- قدرة الطفل أثناء عامه الأوّل بعد تخطّيه سنّ أربعة شهور على الربط بين الصور وأسمائها، مثل: صور الطّيور، والحيوانات، وأنواع الخضار والفواكه وأسمائها، فالطفل في هذا العمر قادرٌ على الفهم والاستيعاب وذلك عن طريق إجراء محادثةٍ مع الطفل، مع عرض الصور وتكرار اسمها عليه وترديدها، ويمكن أنّ يتمّ ذلك بفيديو مُصوّر يعرض الصّور ويُردّد أسماءها.
- الاهتمام بسماع الموسيقى وأناشيد الأطفال، مع تفاعل الطفل من خلال حركات يديه ورجليه.
- الملاحظة الشديدة، مثل: الانتباه لكلّ شيءٍ جديد يلفت انتباهه، ومن هذه الأشياء: لون ثياب الأمّ، أو التغيّر في مظهرها، أو الالتفات إلى لونٍ معيّن.
- فضول الطفل لاكتشاف كلّ ما هو جديد حوله، والإصرار على معرفة كلّ شيء.
- اللّعب بألعاب المكعّبات والبازل، وتركيبها، وفكّها، ومحاولة بناء أشكالٍ عشوائيّة.
- حبو الطفل المبكّر، ومشيه، وقدرته على القيام ببعض الحركات بمفرده دون مساعدة الأهل، مثل: محاولة تناول الطعام وحده، واستخدام الملعقة، والشرب بالكوب.
- حضور الطفل مع مجموعةٍ من الأطفال في مثل عمره، ومحاولة الدفاع عن نفسه، وأخذ ألعابه من غيره.
- ملاحظة: تجب معرفة أنّ بعض الأطفال الذين يعانون من مستوياتٍ متدنّيةٍ من الذّكاء بسبب الأمراض العصبيّة، يمكن تدريبهم وتكثيف العناية بهم، واكتشاف مكامن الذكاء لديهم، وتنمية مهاراتهم لمواكبة الأطفال في مثل عمرهم، بالإضافة إلى المتابعة المستمرّة من الأهل، والاستعانة بمراكز تعليم النطق، وتلقّي العلاج المناسب والتوجيه الصحيح والعناية اللازمة.