الجمال نعمةٌ
أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنعمٍ كثيرة لا تُعدُّ ولا تُحصى، ومن بين هذه النعم: نعمة الجمال التي أوجدها سبحانه في مخلوقاته العديدة، فكانت مصدر سعادةٍ وانشراحٍ للكثير من الناس، فجمال الطبيعة يُسعِد الإنسان، وجمال النبات كذا، والإبداع في باقي مخلوقات اللهِ، وظهور صفات الجمال والدقة يفرح الإنسان وكذلك جمال الإنسان في خلقته وصورته الذي يراه البعض أنه يحتل الدرجة الأولى في الأهمية لديهم، بينما يرى البعض أنّ الجمال يكون في العقل و الأخلاق الحسنة وهكذا، فمقياس الجمال يختلف من شخص إلى آخر، وقد ورد ذكره في السنة النبوية، فقد قال رسولنا الكريم: ( ...... إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجَمالَ).[١]
كيف أعرف أني جميلة
تتساءل الكثير من النساء عن الجمال الذي يجب أن تتصف به وعن درجاته، وأفضل هذه الدرجات في نظر الآخرين ليعتبره من أجمل الجميلات، ويمكن تقديم النصح للمرأة بالعديد من النصائح التي تُساعدها على معرفة جمالها، منها:
- إنّ الجمال الذي يتحدّث عنه الآخرون هو جمال نسبي للمخلوقات المادية، ويُفهَم ذلك من خلال الآية الكريمة، قال تعالى: (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)،[٢] وتعني أن الله سبحانه قد حبب الإيمان في قلوب الناس وجعله زينةً لأرواحهم، وهذه الروح الإنسانية هي روح مجردة، والإيمان المتواجد في قلوب الناس أمرٌ عضوي وليس مادياً، ومن ذلك فإنّ ذلك المعنى المعنوي وهو الإيمان جعله الله سبباً في زينة وجمال الأمر المجرد، والذي هو الروح الإنسانية.
- إنّ المرأة بما أنعمه الله عليها وما تملكه تكون فوق ملايين البشر، فعليها أن تحمد الله تعالى على نعمه الكثيرة التي أنعمها عليها، فإن كانت بصحة جيدة فهي جميلة؛ لأنّ المستشفيات تضجّ بما لديها من مرضى ينتظرون الشفاء، ويتمنون الصحة التي هي فيها، وإن كانت بين أسرتها، فالمئات بل الآلاف من البشر، قد أصابهم الألم نتيجة التشرُّد ووقوفهم وراء القضبان في السجون، أو سكنوا الخيام المتفرقة والأكواخ البالية ينتظرون الأمن والأمان التي تتنعم هي به، فمن ينظر إلى الحياة بزاويةٍ أخرى يرى الجمال الحقيقي الذي يميّزه عن غيره.
- من الأمور التي يجب على المرأة معرفتها أنّه ليس كل من لديه وجه جميل أو ذات عيونٍ خضراء وملامح صغيرةٍ وسيمةٍ، أو صاحبة البشرة البيضاء هي فقط من تتّصف بالجمال، أو هي جميلةٌ بالفعل، فالجمال الحقيقي لا يُقاس بالملامح الخارجية للجسد؛ لأن الشكل الخارجي ما هو إلا إطارٌ للصورة، أما الجمال الحقيقي فيجده الإنسان في الصورة الحقيقية، في أعماق النفس البشريّة وفي السلوك.[٣]
- على المرأة أن ترضى وتقتنع بما لديها، فتكون أجمل وأفضل وأغنى الناس، فعمر الإنسان محسوب بما يعيشه من سعادةٍ وسرورٍ، وبما يقضيه من وقتٍ في الفرح، والرضا بما قسم الله له وقدّر، وبقناعته بأنّ الله تعالى قد اختار له الأفضل، أما الجشع والهلع، فوقته لا يُحسب من عمر الإنسان، ويعود عليه بالمرض النفسيّ والجسدي، ويؤذي جمال الانسان، ولذلك على المرأة أن تكون راضيةً مطمئنةً بما لديها، فخورةً بجمالها، تَظهرُ البهجة على وجهها.
- إنّ الجمال الحقيقي هو ما خلقها الله عليه، وما أبدع سبحانهُ في تكوينهِ، فخلق الله سبحانه الوجه وأبدع في تناسقهِ وتصويرهِ، فقال تعالى: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ)، فهذه الصورة التي اختارها الله وركّبها بقدرتهِ سبحانهُ كانت جميلةً، والجمال الذي قصدهُ الله هو جمال الخلقة والحسن في كل شيءٍ صوّرهُ، فقال في سورة السجدة: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ)،[٤] فهذه الآية فيها من الإعجاز الشيء الكثير، فشكّل الإنسان وما فيه من إبداع بحيث لا يمكن للقوى البشرية أن تأتي بمثلهِ أو بدرجته وإن حاولت، وأكبر مثالٍ على ذلك ما تُحاول عمليات التجميل صناعته وتغييره في خلق الله نتيجة عدم رضى الإنسان وقناعتهِ بما أعطاه الله سبحانه من شكلٍ في الخلقة، فيزيدون حجم عضوٍ معيّن أو يعملون على تصغيرهِ دون قناعة بما خلقهم الله عليه.[٥]
كيف تعتني المرأة بجمالها الجسدي
يُعتبر جمال المرأة الجسدي سببٌ في سعادة الكثير من النساء، فهو سرّ الجاذبية التي تتميّز به عن الرجال، ولذلك كان من الضروري أن تهتمّ بهذا الجمال، وأن تُحافظ عليه، وأن تعتني به عنايةً خاصة، فقد دعا الدين الحنيف إلى ذلك، ومن صور هذه العناية ما يلي:[٦]
- العناية بالشعر: فشعر المرأة عورةٌ لا يجب أن يراهُ أحدٌ غير زوجها ومحارمها، فلا تُظهره للرجال الغرباء عنها، وعليها أن تعتني به، فلا تُهمله، فنظافته وتصفيفه المستمرّ أول خطوات زينتها واهتمامها بنفسها، وكذلك استعمال أفضل أنواع الزيوت الطبيعية التي تساعدها على بقاء الشعر بحيويّته ولمعانه وصحته، والبعد عن التوتر العصبي وأنظمة الغذاء السيئة التي قد تؤذي الشعر وتعمل على جفافه وتساقطه.
- تناول الخضراوات والفواكه بكثرةٍ: ففي الآونة الأخيرةِ ابتعدت الناس عن الطعام الصحي المتمثّل بالخضراوات والفواكه الطازجة، وهذا الأمر هو غايةٌ في الخطورة؛ لأنّها تحمي جسم الإنسان من الإصابة بالأمراض العديدة، والتي من أهمها السرطان، فهي تحتوي على الألياف العديدة كالسيلينيوم والفيتامينات الكثيرة؛ كفيتامين(أ، ج، هـ)، والمعروف عنها بأنّها تقي الجسم من الإصابة بالأمراض.
- العناية بالفم والأسنان: ومن صور عناية المرأة بجسدها، اهتمامها وعنايتها بالفم والأسنان، فلا تُبقي في الفم بعضاً من بقايا الطعام؛ لأنّها ستتخمر بفعل البكتيريا، والتي بدورها ستسبب لها الأمراض العديدة؛ كالتهاب اللثة، و تسوس الأسنان، فضلاً عن الرائحة غير المرغوبة الصادرة من الفم، ولذلك عليها الحرص على استعمال فرشاة الأسنان بشكلٍ يوميّ، أو استخدام السواك، والذي هو سُنّةٌ مؤكدةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم بميزاته كثيرة، فبالإضافة إلى نيل الأجر والثواب لقيامه بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهو كذلك يُنظّف الأسنان، ويطرد الفضلات دون الحاجة إلى استخدام معجون الأسنان، وهو مضادٌ للجراثيم، وحامي للثة الإنسان من الإصابة بالالتهابات العديدة، وله رائحة زكية تُعطّر الفم وتجعله طيّب الرائحة.
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4/167 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ سورة الحجرات، آية: 7.
- ↑ اللجنة العلمية بمفكرة الإسلام ، "هل أنت فتاة جميلة؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20 - 10 - 2017م. بتصرّف.
- ↑ سورة السجدة، آية: 7.
- ↑ اللجنة العلمية بمفكرة الإسلام ، "هل أنت فتاة جميلة؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20 - 10 - 2017م. بتصرّف.
- ↑ أم سندس (2000م)، كيفية الاعتناء بجمال المرأة المسلمة وزينتها (الطبعة الثانية)، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 5 - 29، جزء 1. بتصرّف.