محتويات
مشروعية الصدقة الجارية عن الميت
لقد ثبتت مشروعية الصدقة الجارية عن الميت في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك على النحو التالي: [١]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[٢]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا؛ أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه).[٣]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ ممَّا يلحقُ المُؤْمِنَ من عملِهِ وحسَناتِهِ بعدَ موتِهِ عِلمًا علَّمَهُ ونشرَهُ، وولدًا صالحًا ترَكَهُ، أوَ مُصحفًا ورَّثَهُ، أو مسجدًا بَناهُ أو بيتًا لابنِ السَّبيلِ بَناهُ، أو نَهْرًا أجراهُ، أو صدقةً أخرجَها من مالِهِ في صحَّتِهِ وحياتِهِ، تلحقُهُ من بعدِ مَوتِهِ).[٤]
أنواع الصدقة الجارية عن الميت
يمكن تلخيص أنواع الصدقة الجارية عن الميت مما سبق من أحاديث كما يأتي:[٥]
- علم ينتفع به؛ كأن ينشر ما كان له من مساهمات علمية ككتب وأبحاث، أو يتم التبرع بمكتبته، وذلك ليستفيد منها طلاب العلم.
- ولد صالح يدعو له؛ بأن يقوم أولاد الميت بالدعاء له في أوقات مظنة الإجابة؛ كليلة القدر ويوم عرفة ويوم الجمعة، وكذلك فإنّ الأخلاق الطيّبة من قبل أبناء الميت؛ وتعاملهم مع الآخرين باحترام تُعتبر صدقة جارية للميت، فهم نتاج تربيته.
- بناء مسجد؛ فيأخذ الميت أجر كل شخص دخل المسجد، وإن لم يكن هنالك المال الكثير لبناء المسجد يكفي المساهمة به؛ كشراء أية مادة بناء.
- إجراء الأنهار؛ بأن يشق نهراً يسهل على الناس الوصول إليه والشرب منه، كما أنَّ لهذا العمل صوراً عديدة؛ منها مدّ الماء عبر الأنابيب إلى أماكن حاجة الناس ومعيشتهم، ووضع برَّادات الماء في المساجد، وغيرها.
- حفر الآبار؛ وهذا النوع ينتشر في الوقت الحاضر؛ بحيث يتم حفر بئر للماء في القرى الفقيرة التي لا يصل لها الماء النظيف، ويمكن المساهمة في جزء من ثمن هذا البئر.
- زرع الأشجار؛ زرع الأشجار بأماكن مختلفة خاصة المشمسة، فكلما جلس أحد تحتها، واستظل بظلها أو أكل من ثمارها كُتب للميت الأجر.
- توريث المصاحف؛ ويكون ذلك بطباعة المصاحف ووقفها في المساجد وأماكن العلم بنية الصدقة عن الميت.
- بناء بيت لاحتواء الأيتام والفقراء؛ ممّا يزيد ترابط المسلمين وأجر الميت، خاصّة أنّ إيواء يتيم وإطعامه له أجر كبير عند الخالق -عزّ وجلّ-.
- بناء المستشفيات والمراكز الصحيّة الصغيرة والمدارس؛ الّتي تبقى لفترات زمنيّة طويلة، فيبقى الأجر مستمرّاً للميّت.
- التبرّع بالمعدّات والأدوات المختلفة للمراكز التي تحتاجها؛ فمثلاً شراء كرسيّ متحرّك ووضعه في المستشفى، وعندما يستخدمه أيُّ مريض يُكتب الأجر.
وصول ثواب الصدقة الجارية للميت
لقد أجمع العلماء على أنّ الدعاء والصدقة من العبادات التي يصل ثوابها للميت، وفصلوا في ما الذي يصل من ثوابه إلى الميت، هل ثواب الإنفاق؟ أم ثواب العمل نفسه؟ فعند الجمهور يصل ثواب العمل نفسه، وعند بعض الحنفية إنما يصل ثواب الإنفاق.[٦]
المراجع
- ↑ ابن القيم ، كتاب الروح ، صفحة 368. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1631، صحيح .
- ↑ رواه البيهقي، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3449، حسن لغيره.
- ↑ رواه المنذري ، في الترغيب والترهيب ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:94، إسناده حسن .
- ↑ "أعمال عشرة يجري ثوابها على العبد بعد موته "، الألوكة، 20-9-2010، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2021. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن مانع الروقي، نتاج الفكر في أحكام الذكر، صفحة 275. بتصرّف.