كيف أكتب وصيتي

كتابة:
كيف أكتب وصيتي

كيفيّة كتابة الوصية

مهما كانت الحياة طويلةً؛ فلا بُدّ من نهايةٍ محتومةٍ تنتهي بها الآجال التي قدر الله -سبحانه وتعالى- للإنسان أن يعيشها، وقد تأخذ الحياة الإنسان؛ فينقضي عمره في جمع المال وبناء البيوت والانشغال بملذات الدنيا، ويغفل عن عمل البرّ والقيام بوجوه الخير، ولا يذكر هذا إلا عند اقتراب أجله، أو بعد أن يبلغ من العمر مبلغًا.[١]

وكان من حكمة الله -جلّ وعلا- ورحمته أن جعل أبواب الخير مفتوحةً للإنسان في حياته، وعند الموت، وحتى بعد وفاته؛ فشرع له ما يضمن به استمرار الثواب والأجر في ميزانه، وما يطمئن به على من هم بعده من أبناءٍ وذريَّةٍ كي يتصرّفوا بما تركه دون ظلمٍ أو تجاوزٍ لحقّ أحدٍ؛ فشرع الوصية؛ فهي سبيله ليتدارك تقصيره في أعمال البر التي فاته فعلها في حياته، وليقدّم للفقراء والمحتاجين من الصدقات ما يسدّ حاجاتهم ويغنيهم.[١]

الوصية وأحكامها

تعريف الوصية

يُعرّف الفقهاء الوصية بأنّها تمليك الإنسان لجزءٍ من ماله للغير على سبيل التبرّع، على أن يكون هذا التمليك بعد موته لا في حياته، بمعنى أنّ يقوم الإنسان قبل موته بالتوصيةً كتابةً أو إخبارًا لأهله، بأن يقوموا عنه بأداء ديونه من ماله، أو ببعض وجوه الخير، أو بتحديد جزءٍ من وصيته ليوهب لآخرين سواءً من أقاربه أو من غيرهم،[٢] قال الله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ).[٣]

حكم الوصية

يتعدّد حكم الوصية تبعًا لحال الموصي وما أوصى به، وتفصيل أحكامها آتيًا:[٤]

  • الوجوب: تكون الوصية واجبةً إن كان لدى الموصي ودائعٌ، أو عليه ديونٌ يجب عليه ردّها وقضاؤها .
  • الاستحباب: تكون الوصية مستحبَّةً للأقارب غير الوارثين، ولجهات البر من المحتاجين والفقراء والمساكين.
  • الحرمة: تكون الوصيّة محرَّمةً إذا أوصى الإنسان بارتكاب محرَّمٍ؛ كإقامة مصنعٍ للخمور أو غيره ممّا حرّمه الشرع، أو الوصية فيما يدخل بباب الإثم وقطيعة الرحم، أو قُصد بها حرمان الورثة من الإرث.
  • الكراهة: فتكون الوصية مكروهةً إن كانت لفقيرٍ له ورثةٌ.
  • الإباحة: ذكر بعض العلماء أنّ الوصية تكون مباحةً إن أوصى الشخص لأقربائه الأغنياء.

أركان الوصية وشروطها

للوصية عدَّة أركانٍ عند جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة، وهي: الموصي، والموصى إليه، والموصى فيه، وصيغة الوصية، ولا تكتمل كتابة الوصية إلا بوجود هذه الأركان جميعها، وقد حدّد العلماء جملةً من الشروط من الضروري توافرها في الوصية وأركانها، ومبطلات للوصية يجب تجنبها، منها:[٥]

  • توخي العدل عند كتابة الوصيّة؛ فلا يجوز أن يوصي لأحد أولاده ويحرم الآخرين.
  • ألّا يزيد مقدار المال الموصى به عن ثلث التركة.
  • يستحب وجود شاهدين على الأقل عند كتابة الوصية وإعلامهما ببنودها، وشرح كيفية تنفيذها كي يسهل على الموصى لهم العمل بها.
  • ألّا يكون القصد من الوصية الإضرار بأحد الوارثين.
  • يستحب عند كتابة الوصية أن يوصي للأقارب المحتاجين من غير الوارثين، والأم، والأب، والإخوة من الرضاعة الذين لا يرثون .
  • يشترط في صيغة الوصية أن تكون واضحةً وصريحةً ومباشرةً.
  • أن يكون تنفيذ الوصية قبل توزيع الميراث.

المراجع

  1. ^ أ ب سليمان الجاسر، لمحات مهمة في الوصية، صفحة 23-24. بتصرّف.
  2. قاسم بن عبد الله القونوي، أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، صفحة 111-112. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:180
  4. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 7444-7445. بتصرّف.
  5. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 675-676. بتصرّف.
4202 مشاهدة
للأعلى للسفل
×