محتويات
الثقة بالنفس
اختلف العلماء في تعريف الثقة بالنفس؛ حيث عرّفها البعض على أنّها اعتقاد الشخص بنفسه، وعرّفها آخرون بأنّها تقييم الفرد لنفسه وتوقعاته لأدائه المسبق.[١] كما يمكن تعريف الثقة بالنفس بأنّها شعور الفرد بقيمته، ويظهر ذلك عن طريق أفكاره وتصرفاته دون الخوف من ردّة فعل الآخرين، فهو المسؤول عن نفسه وأفكاره.
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الأشخاص الذين يخلطون بين مصطلحات علم النفس، وتقدير الذات، والكفاءة الذاتية، وفي الحقيقة فإنّ الكفاءة الذاتية تُعرّف على أنّها اعتقادات الفرد حول قدراته ومدى تأثيرها في حياته المستقبلية، أمّا الثقة بالنفس، وعلى الرغم من أنّها تتشابه مع الكفاءة الذاتية في أداء الفرد في المستقبل، إلّا أنّها تعتمد أيضاً على الأداء السابق للفرد، وبالتالي يمكن القول إنّ الثقة بالنفس تركز على الماضي والمستقبل معاً، في حين يمكن تعريف تقدير الذات بأنّه تقييم الفرد لنفسه في جميع الجوانب العقلية، والاجتماعية، والانفعالية، وينعكس هذا التقييم على ثقته بنفسه، ونظرته لها، وهذا يعني أنّ تقدير الذات يرتكز على حاضر الفرد ونظرته لنفسه.[١][٢]
كيفية اكتساب الثقة بالنفس
إنّ الثقة بالنفس أمرٌ بالغ الأهمية في كل جانب من جوانب الحياة اليومية، وهناك عدة طرق تساعد على بناء وزيادة الثقة بالنفس لدى الفرد، ومن أهمها:[٣]
- استبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر إيجابية، كأن يقول الشخص لنفسه: أستطيع فعل ذلك، بدلاً من أن يقول: سأفشل بالتأكيد.
- الابتعاد عن الأشخاص السلبيّين، والذين يُقلّلون من ثقة الشخص بنفسه، واختيار الأشخاص الدّاعمين، والذين يساعدون الآخرين على تحقيق أهدافهم، ويعززون من ثقة الإنسان بنفسه.
- البحث عن الاهتمامات والمواهب التي يتمتّع بها الإنسان، وتنميتها، حيث إن تميّز الشخص في مجالٍ ما يعزز من ثقته وفخره بنفسه.
- تقبل إطراء الآخرين، وتقدير كلماتهم وإضافتها إلى قائمة الميزات التي تعزّز الثقة بالنفس.
- مواجهة المخاوف؛ حيث إنّ ذلك قد يساعد على زيادة الثقة بالنفس، كأن يُجرّب الشخص التحدث أمام مجموعةٍ من الأشخاص، أو يُقدّم نفسه لأشخاص جدد.
- تجربة أشياء جديدة كل يوم، وعدم التردد في تجربتها؛ فكلما زادت تجارب الإنسان ازدادت معرفته بنفسه.
- الابتعاد عن مقارنة الشخص نفسه مع الآخرين، وعدم التقليل من قدراته أمامهم، كما يجب أن يكون الإنسان واثقاً بأنّ لكل شخص ما يمّيزه، فكلّ شخص يمتلك جوانب ضعف مختلفة، وبدلاً من ذلك يجب التركيز على تحقيق الأهداف والأحلام.
- عدم الخوف من الوقوع في الخطأ، فجميع الأشخاص يخطئون، ولكن يجب مواجهة الخطأ وتقبله، ووضع خطة لتجنبه في المرات القادمة.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية، والمحافظة على المظهر العام، وتخصيص وقت للاهتمام بالنفس والمظهر الخارجي.
- تقسيم الأهداف الكبيرة إلى عدة أهداف صغيرة، والعمل على تحقيقها، ممّا يعزز من الثقة بالنفس عند إنجازها.
أسباب ضعف الثقة بالنفس
إنّ الإنسان يكتسب ثقته بنفسه من البيئة المحيطة به، وبالتالي يمكن القول إنّها لا تولد مع الفرد، وهناك العديد من الأسباب والعوامل التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، ومن أهمّها:[٤]
- عدم الاحساس بالأمان: فقد يخاف الشخص في العادة من المستقبل، أو يُحس بالخوف من ردود فعل الآخرين عند ارتكابه للأخطاء.
- الشعور بالفشل: فشعور الفرد بأن الآخرين أفضل منه، وأنّه شخصٌ فاشلٌ وغيرُ قادرٍ على فعل أيّ شيءٍ في الحياة قد يؤثر في حياته المستقبليّة، ويجعله غير قادر على التقدم في حياته.
- الانتقاد السلبي: فالشخص متدني الثقة بالنفس يخاف من انتقاد الآخرين له، ويعتبر أنّ هذا الانتقاد مُوجّهٌ لشخصه وليس لفعله، ولذلك فإنّه قد ينظر لنفسه على أنّه شخص فاشل إذا تمّ انتقاده.
- الشعور بالأذى من الآخرين: فالشخص الذي يعاني من فقدان الثقة بنفسه في العادة يكون غير واثقٍ في الآخرين أيضاً، وبالتالي فإنّ ذلك قد يُؤدّي ذلك إلى فقدانه لعلاقاته.
- الشعور بالغضب: ففي العادة يكون الأشخاص فاقدي الثقة بأنفسهم سريعي الغضب.
- الشعور بالإحباط: وقد يحدث ذلك عندما يشعر الفرد بأنّه قد بذل الطاقة دون تحقيق أيّ إنجاز.
- الشعور بالنبذ: وهو شعور الفرد برفض الآخرين له، وعدم إحساسه بتقبّلهم، ممّا يؤدي حتماً إلى فقدان الثقة بالنفس.
- التعرض للعقاب: إنّ بعض التصرفات السلطوية، وعدم السماح للشخص بالتصرف على طبيعته أو اعتماده على نفسه قد يؤدي إلى فقدان ثقة الفرد بنفسه، وخصوصاً إذا كانت هذه التصرفات صادرةً عن الأشخاص المقرّبين منه، مثل الوالدين.
مقومات الثقة بالنفس
- المقومات العقلية: تنقسم المقومات العقلية إلى ثلاثة أقسام، وهي:
- الذكاء: إنّ تمتع الشخص بالذكاء يجعله يتجنب الكثير من الأخطاء، وبالتالي يصبح الفرد مقبولاً، ومحبوباً في المجتمع، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الثقة بالنفس.
- الذاكرة الجيدة: فهي تساعد الفرد على زيادة ثقته بنفسه، لأنها تساعده على مجاراة متطلبات الحياة.
- الخيال: إنّ تمتّع الشخص بخيالٍ واسعٍ قد يُساعده على تحديد أهدافه، والعمل على تحقيقها، وتوظيفها في الحياة الواقعية.
- المقومات الوجدانية: إنّ قدرة الشخص على التحكم في مزاجه، وإيمانه بقدرته على تغيير معتقداته الخاطئة يمكن أن تزيد من ثقة الفرد بنفسه.
- المقومات الاجتماعية: إن الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه، وقد يؤدي شعور الفرد بالرفض من قبل مجتمعه أو رفض أفكاره إلى فقده للثقة بنفسه، ولذلك يجب على الإنسان بناء أفكاره بحسب مقبوليتها في البيئة التي يعيش فيها، ولكنّ ذلك لا يعني أن يتخلى الفرد عن أفكاره ومعتقداته، فأحياناً تكون أفكار الفرد صحيحةً، وتُساهم في بناء المجتمع، ولكنّ نظرة المجتمع لهذه الأفكار تكون خاطئةً، وخصوصاً إذا كانت هذه الأفكار جديدةً وغيرَ مألوفةٍ لدى أفراد المجتمع، ولذلك فإنّ الثقة بالنفس تساعد الفرد على قيادة دفة التغيير في المجتمع.
- المقومات الاقتصادية: إنّ قدرة الفرد على سدّ احتياجاته الأساسية تزيد من ثقته بنفسه، لأنّه لن يحتاج إلى مساعدة الآخرين، وبالتالي فإنّه يعمل على مواكبة الحضارة والبحث عن التعليم.
فوائد الثقة بالنفس
تؤثر الثقة بالنفس بشكلٍ كبيرٍ في العديد من جوانب الحياة، وبالتالي فإنّها تمتلك فوائد عديدة، ومن أهمها:
- تساعد على اكتشاف النفس، وتُشعر الشخص بتميّزه.
- تُمكّن الإنسان من الاطّلاع على جوانب قوته وضعفه، وبالتالي فإنّها تساعد على معرفة قدراته.
- تساعد على اختيار القدوة المناسبة للإنسان، ممّا يساعد على النجاح والتفوق.
- تجعل الإنسان قادراً على معرفة أهدافه، وتعطيه الدافع لتحقيقها.
- تبعد الأفكار السلبية عن الإنسان، وتُمكّنه من اتّخاذ الافكار الإيجابية كأساسٍ لحياته.
المراجع
- ^ أ ب "Self-Confidence: 9 Essential Ways to Become More Self-Confident", www.positivepsychologyprogram.com, Retrieved 11-7-2018. Edited.
- ↑ سالمة الحجري (2011)، فعالية برنامج ارشاد جمعي في تنمية تقدير الذات لدى المعاقين بصرياً، سلطنة عُمان: جامعة نزوى، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ "How to Build Self Confidence", www.wikihow.com, Retrieved 11-7-2018. Edited.
- ↑ أ. شفيقة داود، العوامل المؤثرة على مستوى الثقة بالنفس لدى المراهق المتمدرس، الجزائر: جامعة أبو القاسم سعد الله، صفحة 125-127. بتصرّف.