محتويات
الرضاعة الطبيعية
تُعدّ الرضاعة الطبيعية واحدة من أهم مراحل العناية بالطفل بعد الولادة، ومن الجدير بالذّكر ما ورد في توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) والكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بأهمية بالرضاعة الطبيعية -دون إضافات كالماء أو العصير- خلال أول ستة أشهر من عمر الرضيع، وإكمال الرضاعة لمدّة 6 شهور أخرى إضافية إلى جانب الأطعمة العادية لما لها من فوائد عديدة لكل من الطفل والأم.
فحليب الأم عبارة عن مزيج مثالي من الفيتامينات والمواد الغذائية المهمة، التي تزوّد الطفل بالمناعة وتحميه من الأمراض، كما وللرضاعة الطبيعية دور أيضًا في مساعدة الأم على خسارة الوزن بسرعة، إلا أنّه قد تواجه بعض النساء في هذه الفترة مشكلة تجمع الحليب في القنوات الحليبية أو وجود الحليب المتحجر في الثدي الذي يؤدي إلى انسداد قنوات الحليب والشعور بآلام وظهور احمرار في بقعة معينة في الثدي،[١][٢]
فما أسباب هذا تحجر الحليب في الثدي وكيف يمكن التخلّص منه؟
أسباب الحليب المتحجر في الثدي
يُعدّ تحجر الحليب في الثدي أكثر شيوعًا عند السيدات المرضعات اللواتي اخترنّ عدم اللجوء للرضاعة الطبيعية، أو توقفنّ عن الرضاعة في وقت قريب، وذلك يعود إلى عدم تفريغ الحليب تمامًا وباستمرار، مما يؤدي إلى تراكمه في قنوات الحليب وانسدادها، [٢]
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحليب المتحجر في الثدي ما يلي: [٣]
- عدم قدرة الطفل الرضيع على الإمساك بالثدي جيدًا مما يؤدي إلى عدم سحب كمية كافية من الحليب لتبقى متجمعة داخل القناة.
- احتقان الثدي بسبب عدم إرضاع الطفل لفترات طويلة وتجاهل أوقات الرضعات.
- تكوّن الفقاعات أو كتل الحليب التي تسبب في انسداد القنوات وتحول دون تدفق الحليب بشكل سلس.
- زيادة إفراز الحليب بشكل أكثر من اللازم.
- ارتداء حمالات الصدر الضيقة أو الأحزمة التي تشكّل ضغطًا على أنسجة الثدي وقنوات الحليب.
- عدم الرّاحة وعدم شرب كميات كافية من الماء.
- ممارسة التمارين الشاقة خاصةً في المنطقة العلوية من الجسم.
- فطام الطفل مُبكرًا.
- تشقق الجلد في منطقة الحلمات.
كيف أتخلص من الحليب المتحجر في الثدي؟
يجب التعامل مع الحليب المتحجر في الثدي بأسرع وقت ممكن حتى لا يتطور الأمر إلى التهاب الثدي، لذا من المهم التنويه إلى ضرورة زيارة الطبيب في حال استمر الاحمرار والألم لعدّة أيام، أو في حال ازدياد حجم الكتلة أو الإصابة بارتفاع درجة الحرارة، [٤]
تُعد الرضاعة الطبيعية المنتظمة هي الحل الأمثل والأسرع للتخلص من الحليب المتحجر، إذ إن التصريف المستمر يقلل الضغط على الثدي ويقلل من وزنه، بالإضافة إلى أن استخدام مضخة الحليب الذي قد يكون فعّالًا بعد كل جلسة رضاعة لسحب الحليب المتبقي [٢]
ومن الجدير بالذكر أنمساج الثدي وتدليكه من أكثر العلاجات فعالية، إذ يمكن البدأ بالجزء الخارجي من الثدي والضغط بالأصابع بشكل بسيط للداخل ويكون ذلك أثناء الرضاعة أو خلال الاستحمام. [٥] كما تساهم بعض الطرق الأخرى المنزلية في التخلص من الحليب المتحجّر وتخفيف الألم منها: [٢]
- وضع قطعة قماش أو قربة ماء دافئة لمدّة 20 دقيقة بعد كل رضاعة، أو أخذ حمام ساخن.
- نقع الثديين في محلول الملح الإنجليزي الدافيء لمدة تتراوح من 10 إلى 20 دقيقة.
- تغيير وضع الرضاعة الطبيعية من خلال توجيه الطفل نحو مكان الألم -القناة المسدودة- واختيار وضعية الرضاعة التي يكون فيها الطفل تحت الثدي بحيث تلعب الجاذبية الأرضية دورًا في تصريف الحليب.
- تجنّب القرص -العصر- والضغط الشديد ومحاولة إزالة الانسداد.
- ارتداء الملابس المريحة والفضفاضة والابتعاد عن حمالات الصدر ذات الأسلاك.
- إعطاء الطفل الثدي المُتأثّر بدايةً لأنه يكون أكثر جوعًا فيقوم بمص الثدي وتفريغه بشكل أكبر. [٥]
نصائح للوقاية من تحجر الحليب في الثدي
من أجل الوقاية وتجنّب حدوث أي تحجر للحليب في الثدي تُنصح الأم المرضعة بالقيام بالأمور التالية: [٤][٣]
- منع الضغط على الثديين؛ من خلال ارتداء حمالات الصدر والملابس المريحة، أو تغيير حجم حمالة الصدر إلى حجم أكبر، أو حتى قضاء بعض الوقت بلا حمالات.
- تجنّب وضعية النوم على بطن.
- تغيير وضعيات الرضاعة بطريقة تجعل الطفل يسحب الحليب من جميع المناطق بالتساوي.
- زيارة طبيب الأطفال أو مختص الرضاعة الطبيعية في حال ملاحظة مشكلة عند الطفل من ناحية إمساك الثدي والرضاعة.
- إرضاع الطفل بانتظام وبتكرار وعدم الانتظار طويلًا بين الرضعة والأخرى.
- الإكثار من شرب المياه والحفاظ على رطوبة الجسم.
- فطام الطفل تدريجيًا، وشفط كميات من الحليب من حين إلى آخر لتخفيف هذا التحجر دون الإفراط في ذلك.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
في حال ترك الحليب متحجرًا في الثدي دون القيام بأي إجراء يذكر، فإن التحجُّر لن يزول من تلقاء نفسه، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث التهاب في الثدي وقنوات الحليب (mastitis)، ويمكن استنتاج حدوثه من أعراض معينة مثل؛ ارتفاع درجة حرارة الجسم، والقشعرية والشعور بآلام متفرقة بالجسم، والشعور بحرقة أثناء الرضاعة أو ضخ الحليب، مما يستدعي زيارة الطبيب من أجل الحصول على العلاج اللازم الذي قد يتضمن المضادات الحيوية في حالات الالتهاب الناتج عن عدوى، ومسكنات الألم المناسبة للمرضع.
من الجدير بالذكر أنّ ترك الحالة بدون علاج قد يُسبب مُضاعفات مثل تجمع الخرّاج الذي يتطلب التدخل الجراحي لإزالته، أو أن يتكرر الالتهاب مرات عديدة.
كما يجب أيضًا العودة للطبيب في حال استمرار الألم والاحمرار لفترة تزيد عن أسبوع بعد الانتهاء من علاج تحجر الحليب في الثدي أو حتى التهاب الثدي، إذ إنه في بعض الأحيان قد يلزم تكرار المضادات الحيوية مرة أخرى أو اللجوء لتصريف الحليب والخرّاج بطرق أخرى، إضافة إلى أن استمرار الأعراض لفترة أطول قد يدفع الطبيب للقيام بتصوير الثدي بواسطة أشعة سينية أو من خلال الموجات فوق صوتية للتأكد من عدم الإصابة بسرطان الثدي الالتهابي الذي يتشابه بالأعراض مع تحجر الحليب في الثدي. [٥]
المراجع
- ↑ "Breastfeeding", webmd, Retrieved 2020-11-26. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What to do about clogged milk ducts", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-26. Edited.
- ^ أ ب "Treating and Preventing Plugged Milk Ducts", verywellfamily, Retrieved 2020-11-26. Edited.
- ^ أ ب "Clogged Milk Ducts", healthychildren, Retrieved 2020-11-26. Edited.
- ^ أ ب ت "How to Identify and Clear a Clogged Milk Duct", healthline, Retrieved 2020-11-26. Edited.