محتويات
السخونة الداخلية
قد يقلق البعض نتيجةً لارتفاع درجة حرارة أجسامهم، كونها قد تؤدي إلى العديد من المضاعفات التي تهدد الحياة أحيانًا، فالسخونة الداخلية تحدث عندما لا يستطيع الجسم تنظيم درجة حرارته، فما هي الطرق التي يُمكن من خلالها خفض درجة حرارة الجسم الداخلية؟
من الجدير بالذّكر، أنّ متوسط درجة حرارة الجسم 37 درجة مئوية، ويعدّ الأطباء الشخص مصابًا بالحمى إذا كانت درجة حرارته 40 درجة مئوية وأعلى، أمّا إذا كانت درجة حرارة الجسم 35 درجة مئوية وأقل فإنّ الحرارة منخفضة.
تحدث السخونة الداخلية على عدة مراحل، أوّلها الإجهاد الحراري الذي يحدث مثلًا عند صعود الدرج وعدم القدرة على تبريد الجسم، أمّا المرحلة الثانية فهي التعب الحراري، وذلك عند ارتفاع درجة حرارة الجسم لفترات طويلة، ثمّ الإغماء الحراري الذي يحدث عند انخفاض ضغط الدّم، بالإضافة إلى التشنجات الحرارية، أمّا المرحلة الأخيرة، فهي الإنهاك الحراري التي قد تؤدي إلى السكتة الدماغية.[١]
أسباب السخونة الداخلية
قبل ذكر أسباب الحمّى ينبغي الإشارة إلى أنّ درجة حرارة الجسم، يُتّحكَّم بها من قسم ما تحت المهاد، وهو أحد أجزاء الدماغ، كما أنّ درجة الحرارة الجسم تختلف خلال اليوم الواحد ويمكن أن يصاب الشخص بالحمى نتيجة الأسباب التالية:[٢]
- استخدام الأدوية الممنوعة: يمكن أن يزيد استخدام بعض أنواع الأدوية الممنوعة من درجة حرارة الجسم؛ كالأدوية غير القانونية ومنها؛ أدوية الأمفيتامينات والكوكايين.
- الجلطة الدموية.
- أمراض المناعة الذاتية: بما فيها مرض التهاب الأمعاء، والذئبة الحمامية، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الاضطرابات الهرمونية: كاضطرابات هرمونات الغدة الدرقية التي تؤدي إلى فرط نشاط الغدة.
- الآثار الجانبية للأدوية: يمكن أن تكون السخونة الداخلية ناتجة عن تأثيرات الأدوية الجانبية كاللقاحات.
- الحالات الالتهابية: من أكثر أسباب الإصابة بالسخونة الداخلية، العدوى الشائعة؛ كنزلات البرد والتهاب المعدة، بالإضافة إلى الحالات الالتهابية؛ كالتهاب الجلد والمثانة والكلى والرئة والحلق.
- قد يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم استجابة طبيعية للإصابة بأحد الحالات المرضية.
كيفية التخلص من السخونة الداخلية
يحتوي الدماغ على منطقة تسمّى ما تحت المهاد، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم، وعندما تكون درجة حرارة الجسم عالية فإنّ الجسم يسعى لتنظيم هذه الحرارة من خلال التبريد بالتعرق، ومن الضروري قبل البدء بالطرق التي تخفّض الحمّى مراقبة وقياس درجة الحرارة باستمرار تجنبًا لحدوث مضاعفات، وفيما يأتي بعض التدابير المتبعة للتخلص من السخونة الداخلية:[٣]
- الجلوس في مكان بارد: يمكن تخفيض درجة حرارة الجسم من خلال الجلوس في مكان بارد، وذلك لأنّ الجسم يخفّض حرارته من خلال الحمل الحراري.
- التقليل من النشاط:عندما تتحرك فإنّ جسمك يطلق الحرارة، وهذا يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته، لذا ينبغي الجلوس والتقليل من الحركة ،لتخفيض درجة حرارة الجسم.
- شرب السوائل الباردة: من الممكن أن يساعد شرب السوائل الباردة كالماء والشاي المثلج على تقليل السخونة الداخلية كونه يبرد الجسم، كما أنّ السوائل تمنع الإصابة بالجفاف الذي يزيد أيضًا من السخونة الداخلية.
- وضع الكمادات الباردة: ينبغي لتخفيض السخونة الداخلية وضع كمادات الثلج أو الماء البارد على المناطق الأساسية من الجسم وبالتحديد المناطق التي تكون فيها الأوعية الدموية قريبة من الجلد؛ كالرقبة والصدر والرسغ وذلك لتقليل تدفق الدم من خلال الأوردة، وبالتالي تخفيض السخونة الداخلية.
- ارتداء الملابس الخفيفة: ينبغي عند الإصابة بالسخونة الداخلية ارتداء ملابس خفيفة، لأنّ الحرارة تنتقل من خلال الأقمشة بسرعة كبيرة، وينبغي ارتداء الملابس القطنية التي تسمح بخروج الحرارة من الجسم، وتجنب ارتداء الملابس المصنّعة من النايلون والأكرليك.
- تناول المكمّلات الغذائية: يُشار إلى إمكانية تناول بعض المكملات الغذائية بهدف تخفيض السخونة الداخلية بغض النظر عن سببها؛ كزيت زهرة الربيع والكوهوش الأسود، وهذه المكملات فعالة أيضًا في تخفيض السخونة الداخلية المرتبطة بانقطاع الدورة الشهرية لدى النساء.
- مراجعة الطبيب: قد تنتج السخونة الداخلية عن حالات مرضية؛ كاضطرابات الغدة الدرقية وخاصة إذا رافقتها أعراض؛ كتسارع نبضات القلب والارتباك والتعرق.
- استخدام بعض الأدوية: في بعض الحالات، قد تستدعي الحمى خفض درجة الحرارة بسرعة عبر استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل؛ الباراسيتامول أو الآيبوبروفين، كما قد يصف الطبيب المضادات الحيوية في حال المعاناة من العدوى، وعادةً لا يصف الطبيب أي مضادات في حالة الإصابة بالفيروسات، وحينها يوصي بشرب كمية وفيرة من الماء وأخذ قسط من الراحة.[٤]
طرق صحيحة لقياس درجة حرارة الجسم
أشرنا أعلاه إلى أنّ السخونة الداخلية من الحالات المرضية الشائعة التي تصيب الأطفال كثيرًا، علمًا أنّها قد تصيب الأفراد البالغين لكنها لا تشكّل مصدر قلق، ومن الجدير بالذّكر أنّ السخونة الداخلية ليست بالضرورة أن تُشير إلى حالة مرضية، إذ قد تساعد الجسم على مكافحة العديد من أنواع العدوى،[٤] وعلى الرغم من اختلاف وتعدد أنواع أجهزة مقياس الحرارة إلا أنّ مبدأ القياس واحد، ويعتمد على مكان القياس، وفيما يأتي توضيح لذلك:[٥]
- قياس درجة الحرارة من خلال الفم: يمكن قياس الحرارة من خلال وضع مقياس الحرارة تحت اللسان، وقبل ذلك لا بُدّ من غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، وعدم الأكل والشرب قبل خمس دقائق من إجراء الاختبار كون ذلك يؤثر على النتيجة الصحيحة، ومن الضروري الحفاظ على إغلاق الفم خلال القياس، وغالبًا ما يصدر الجهاز إشارة تنّبه إلى انتهاء العملية، وتستخدم هذه الطريقة للأفراد البالغين والأطفال البالغين من العمر 4 أعوام فما فوق.
- قياس درجة الحرارة من خلال الشرج: من المهم جدًا عدم استخدام الجهاز لقياس الحرارة فمويًا بعد قياس الحرارة من خلال الشرج، كما ينبغي قبل استخدامه وضع الفازلين على طرف مقياس الحرارة، ووضع الطفل على البطن وإسناد الظهر بيد ومسك الجزء الخلفي من الفخذين بيد واحدة وثني الأرجل نحو الصدر، وإدخال مقياس الحرارة في فتحة الشرج حتى يدخل طرف المقياس في فتحة الشرج تمامًا، ومن الضروري الحفاظ على وضعية ثابتة حتى تظهر إشارة الانتهاء أي أخذ درجة حرارة الجسم، وهي ما يقارب 30 ثانية في بعض الأجهزة ثمّ إزالة الجهاز وتنظيفه، ويمكن استخدام هذه الطريقة للأطفال فوق عمر 3 سنوات.
- قياس درجة الحرارة من خلال الإبطين: تستخدم هذه الطريقة لقياس درجة حرارة الأفراد البالغين أو الأطفال، بوضع مقياس الحرارة تحت منطقة الإبط، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الطريقة ليست دقيقة كطريقة الفم أو الشرج.
- قياس درجة الحرارة من خلال الأذن: يمكن وضع الجهاز داخل الأذن ولكن بحذر، وينبغي تجنب هذه الطريقة إذا كان الطفل دون عمر الثلاثة أشهر، أو إذا كان في أذنه الكثير من الشمع.
- قياس درجة الحرارة من خلال الجبهة: يمكن وضع جهاز قياس الحرارة على الجبهة الأمامية من الوجه، لقياس درجة الأشعة تحت الحمراء التي تخرج من الرأس، وما يُعيب هذه الطريقة أنّها ليست دقيقة كباقي الطرق وقد تكون مكلفة.
أعراض مرافقة للسخونة الداخلية
إنّ العديد من الأعراض قد تظهر عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، وهذا يعتمد على مراحل ارتفاعها، وفي المجمل إنّ الأعراض تتضمن الآتي:[٤]
ما هو الأفضل لخفض حرارة الجسم: حمام بارد أم ساخن؟
بالتأكيد ستشعر عند ارتفاع درجة حرارة جسمك بعدم الارتياح، وستحتار بأخذ حمام بالماء الدافئ أم البارد لتخفيف السخونة الداخلية أو الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.
من ناحية طبية، إنّ جسم الإنسان يستجيب للتغيرات التي تؤثر على درجة حرارة جسمه لا على قلبه، أي عند أخذ حمام بالماء البارد، فإنّ تدفق الدم إلى الجلد سينخفض، وتنخفض درجة حرارة الجسم، وستشعر بالبرودة كون الماء البارد ينشط درجة الحرارة الباردة في الجسم.
وقد يكون الحمام البارد أفضل ويبرد الجسم أسرع، لكنّ القلب سيصبح أكثر دفئًا، وبالتالي ستشعر بالحرارة بعد فترة بسيطة من الوقت، فلأنّ تدفق الدم إلى الجلد سينخفض، فالحرارة داخل الجسم سترتفع، وعليه فمن الأفضل الاستحمام بالماء الدافئ بدلًا من الماء البارد، حفاظًا على برودة الجسم، ولتخفيض السخونة الداخلية.[٦]
المراجع
- ↑ James Roland (2017-5-23), "What Is Hyperthermia and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 2020-7-4. Edited.
- ↑ Arefa Cassoobhoy, MD, MPH (2020-7-16), "Fever"، webmd, Retrieved 2020-7-4. Edited.
- ↑ Adrienne Stinson (2019-9-3), "The best ways to reduce body heat"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-4. Edited.
- ^ أ ب ت mayo clinic staff (2018-5-16), "Fever"، mayo clinic, Retrieved 2020-7-4. Edited.
- ↑ clevelandclinic staff (2020-3-23), "Thermometers: How to Take your Temperature"، clevelandclinic, Retrieved 2020-7-4. Edited.
- ↑ Yossi Rathner, (2017-2-13), "Health Check: do cold showers cool you down?"، swinburne, Retrieved 2020-7-4. Edited.