محتويات
طقطقة الأذن
هل سبق وشعرت بصوت فرقعة غريب صادر من داخل أذنك؟ لطالما كانت الأصوات التي يسمعها الأفراد لوحدهم دون غيرهم سببًا للشعور بالقلق والريبة، ومن بين هذه الأصوات طقطقة الأذن، الذي يُعدّ من ضمن اضطرابات طنين الأذن، إلا إنّ الصوت الناجم في حالات الطقطقة لا يكون طنينًا أو صفيرًا وإنّما صوت مُشابه لفرقعة حبوب الإفطار المُقرمشة، يسمعه البعض ما بين فترة وأُخرى، وقد يتسبّب بالإزعاج الشديد لدى البعض الآخر؛ لارتباطه بأسباب مرَضيّة أو مُشكلات صحيّة مُعيّنة تستدعي التقييم الطبيّ والعلاج المُناسب، فما هي هذه الأسباب؟ وكيف يُمكن التخلّص من طقطقة الأذن؟[١]
ما اأسباب التي تؤدي إلى طقطقة الأذن؟
ثمّة العديد من الأسباب والعوامل المُرتبطة بطقطقة الأذن، والتي تختلف في شدّتها وأعراضها المُصاحبة تبعًا لكلّ حالة على حدة، وفيما يأتي ذكر لأهمّ هذه الأسباب:
- تراكم شمع الأذن، ففي الحالة الطبيعيّة تُفرز الأذن هذا الشمع لحماية الأذن الداخليّة من الأوساخ والأجسام الغريبة والميكروبات، ولكن في حال تجمّعه داخل الأذن ووجود مُشكلة ما في تصريفه أو في زيادة إنتاجه عندها يتراكم، ويتسبّب بالعديد من الأعراض، من بينها طقطقة الأذن.[٢]
- خلل في سماعة الأذن، التي قد يستخدمها بعض الأفراد لتحسين السمع لديهم، إذ قد يُعانون من طقطقة الأذن لحاجة السمّاعة لبعض التعديلات أو التغيرات في إعداداتها وتركيبها.[١]
- التهاب الأذن الوسطى الحادّ، الناجم عن الإصابة بعدوى ما، تتسبّب في ظهور عدّة أعراض على المُصابين ومن بينها طقطقة الأذن؛ التي تحدث نتيجة تضيّق أو انسداد القناة السمعيّة المعروفة بقناة استاكيوس.[٣]
- مُتلازمة المفصل الفكّي الصدغيّ، وهي خلل يُصيب مفصل الفكّ الرابط ما بين عظمة الفكّ والجُمجمة، على كلا جانبيّ الوجه ما بين الأذن والعين، وذلك نتيجة الإصابة بمُشكلات صحيّة مُختلفة، وينجم عنها الشعور بآلام في الرقبة والرأس، وطقطقة الأذن، خاصّة عند فتح الفم أو مضغ الطعام، وغيرها من الأعراض الأُخرى.[٤]
- خلل في قناة استاكيوس، نتيجة الإصابة بحساسيّة أو عدوى ما، أو التواجد في المناطق المُرتفعة، أو بسبب وجود بوليبات أو أورام في الأنف، أو لدى الأفراد الذين يُعانون من الشفة الأرنبيّة، ما يُعيق فتح وإغلاق القناة أثناء التثاؤب أو مضغ الطعام، مُسبّبًا عدّة أعراض، من بينها طقطقة الأذن.[٣]
- إحدى أعراض الإصابة بمرض مينيير، وهي حالة تُصيب الأذن الداخليّة، وتتسبّب بشعور المُصابين بالدّوار وفُقدان السّمع، بالإضافة لطقطقة الأذن.[٢]
كيف أتخلص من طقطقة الأذن؟
قد تختلف الطرق العلاجيّة المُتّبعة للتخلّص من طقطقة الأذن تبعًا لاختلاف الأسباب والعوامل المُرتبطة بهذه المُشكلة، ولذا يُمكن تصنيفها كالآتي:
العلاجات المنزليّة
وهي الخيارات التي يُمكن تجربتها للحالات البسيطة أو العارضة لدى من يُعانون من طقطقة الأذن، وتتضمّن كلّ ممّا يأتي:[٣]
- التخلّص من شمع الأذن العالق، باستعمال قطرات الأذن التي تُصرف دون وصفة طبيّة، أو الاستعانة ببعض الزيوت المعدنيّة.
- مُعادلة ضغط الأذن، وذلك بالتثاؤب أو فتح الفم أو المضغ.
- غسيل الأنف، أو ما يُعرَف بتصريف الجيوب الأنفيّة (Sinus flush)، وهي مُنتجات تحتوي على محلول ملحيّ، يُساعد على التخلّص من المُخاط العالق في الجيوب الأنفيّة والأنف، والذي قد يكون سببًا في خلل قناة استاكيوس.
- التخفيف من مُشكلة المفصل الفكّي الصدغيّ عبر مُمارسة بعض التمارين التي يُمكن الاستعلام عنها من الطبيب، أو بوضع كمادات الثلج على الأصداغ، أو بتدليكهما.
العلاجات الطبيّة
التي تتضمّن ما يُمكن عمله أو صرفه من قبل الطبيب، ويُمكن إجمال أهمّها في النقاط الآتية:[٢]
- إزالة شمع الأذن، إمّا في عيادة الطبيب ببعض التقنيات والوسائل المُختلفة، أو بصرف قطرات الأذن المُناسبة.
- استخدام أنابيب دقيقة للأذن؛ بهدف تصريف السوائل العالقة داخلها واستعادة الضغط والتخفيف من مُشكلات قناة استاكيوس.
- استخدام أداة حماية أو وقاية الفم (Bite guard)، التي تُعطى لبعض الأفراد المُصابين بمُتلازمة المفصل الفكّي الصدغيّ، وتُساعد على التقليل من أعراضه.
- العلاج الجراحيّ، وهو الخيار الأخير للمُصابين بمُتلازمة المفصل الفكّي الصدغيّ، وقد لا يصلح لجميع الحالات أو قد لا تكون نتائجه مضمونة دائمًا.
ماذا لو استمرت طقطقة الأذن لفترة طويلة؟
قد لا يجد بعض الأفراد داعٍ لمُراجعة الطبيب في حال كانت طقطقة الأذن لبضع أيّام أو لمُدّة قصيرة نوعًا ما، ويلجؤون لتجربة العلاجات المنزليّة البسيطة للسيطرة على الوضع، ولكن استمرار الطقطقة أو ازدياد شدّتها في الحقيقة يدعو لضرورة مُراجعة الطبيب في أقرب وقت،[٣] على سبيل المثال قد تستمرّ طقطقة الأذن الناجمة عن مُتلازمة المفصل الفكّي الصدغيّ لعدّة أيام أو أسابيع، إلا إنّها قد تدوم لفترات أطول في حال الإصابة المُزمنة لدى بعض المُصابين، وهو ما قد يُعيق سير حياتهم وأعمالهم، ويستدعي تقييم الوضع وصرف العلاجات المُناسبة،[٤] أمّا الفترات الزمنيّة المُحتملة للأسباب الأُخرى لطقطقة الأذن فهي كالآتي:
- طقطقة الأذن الناجمة عن التهاب الأذن الوسطى، إذ عادًة ما يستمرّ الالتهاب والأعراض الناجمة عنه ما بين 2-3 أيام، وفي حالات مُزمنة قد يستمرّ الالتهاب لأكثر من 6 أسابيع،[٥] وفي هذه الحالة فقد تنجم بعض المُضاعفات؛ مثل مُشكلات السمع المُختلفة أو فُقدانه الكامل، والتهاب الأذن الوسطى القيحيّ المُزمن، وثقب طبلة الأذن، أو ظهور الورم الكوليسترولي؛ وهي أنسجة تنمو خلف طبلة الأذن؛ كإحدى المُضاعفات النادرة لالتهاب الأذن الوسطى.[٦]
- طقطقة الأذن الناجمة عن مرض مينيير، إذ عادًة ما تكون أعراض المرض على شكل نوبات يفصل بينها عدّة أيامٍ أو أسابيع أو أشهر أو حتّى سنوات، وتستمرّ النوبة الواحدة ما بين عدّة دقائق إلى ما لا يزيد عن 3 ساعات،[٧] وفي الحقيقة فإنّ المُشكلة لا تكمن في فترة استمرار النوبة والأعراض وإنّما في حقيقة أنّ الأعراض المُتمثّلة بالدّوار الشديد وطقطقة الأذن أو فُقدان السمع تكون مُزعجة للغاية، لدرجة تعارضها مع سير حياة المُصاب وأعماله اليوميّة، وفي بعض الحالات قد تتفاقم الأمور ليستمرّ فُقدان السمع بشكلٍ دائم، مع مُعاناة المُصاب من الاكتئاب والقلق نتيجة ذلك.[٨]
المراجع
- ^ أ ب "why do i hear crackling in my ear?", physicianhearingcenters, 8/2/2021, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت MaryAnn De Pietro (10/3/2020), "What causes crackling in the ears?", medicalnewstoday, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Jill Seladi-Schulman (1/11/2019), "What Could Be Causing the Crackling in Your Ear?", healthline, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Donna S. Bautista (11/5/2020), "Temporomandibular Joint (TMJ) Syndrome (Temporomandibular Joint Disorder)", emedicinehealth, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ "Middle Ear Infections (Otitis Media)", kidshealth, 4/2017, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ "Complications of Ear Infections", healthlinkbc, 9/12/2019, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ "Ménière's disease", nhs, 23/3/2020, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ "Meniere Disease", hopkinsmedicine, Retrieved 5/5/2021. Edited.