محتويات
عصبية الأطفال
يُعدّ الغضب من العواطف الأساسية البشرية اللازمة لحسم بعض المواقف التي يتعرّض لها الإنسان، كحالات الخصام، أو الفرار، إذ لا يشترط في الغضب المُصاحِب لحالات الخصام أن يمثّل شكلًا من أشكال الرد اللاذع بالكلام المسيء، فهو قد يهدف إلى تغيير حياة المجتمعات البشرية، ومن جانب آخر فإنّ تأثير العصبية على الإنسان قد يصل إلى درجة تدمير العلاقات، والإضرار بجهاز المناعة، إضافةً إلى تأثيره على الجهاز العصبي، إذ تحطّم العصبية خلايا الدماغ المتعلّقة بالذاكرة المؤقتة القصيرة، التي يتسبب في إتلافها الإفراز المفرط لهرمونات التوتّر المرافقة لحالات الغضب.[١]
التّعامل الغاضب مع الأطفال
يؤدي التعامل الغاضب مع الأبناء وخاصّةً البالغين إلى غياب الجانب العاطفي والمشاعر عن الأسرة، إذ تُعدّ العصبية العنيفة والمتكررة إحدى المشكلات الأسرية، وتتعدد الصور التي ينفّس بها الوالدان عن عصبيّتهما تجاه الأبناء، فمنها ما يكون لفظيًّا كالإساءة باللفظ والشتم، ومنها ما يكون اعتداءً بدنيًّا كالضرب، أو الركل، وقذف الأشياء،[٢] ومن جانبه فإنّ ردود الأفعال الغاضبة تنقسم إلى قسمين: فمنها ما هي عقوبات تحذيرية، ومنها ما يصدر عن الوالدين كتعديل لسلوكيّات الأبناء المزعجة مثل: الكذب، أو العصيان، أو إصدار الفوضى.[٣]
التّعامل مع الأطفال بدون عصبية'
يجب على الوالدين تجنّب معاقبة أبنائهما خلال تعرّضهما لنوبة من الغضب، وذلك للأسباب التالية:[٣]
- يؤدي غضب الوالدين المفرط إلى غلبة الجانب العاطفي أثناء معاقبة الأبناء بدلًا من استناد العقاب على أسس عقلانية، ولذا فإنّه يجب التروّي عند الإقدام على معاقبة الأبناء، وترتيب الأفكار، والتصرّف بهدوء.
- تؤدي العصبية الشديدة لدى الوالدين إلى اتّخاذهما إجراءاتٍ عقابية صارمة، أو التلفّظ بكلماتٍ مؤذية لنفسية الأبناء، ولذا فإنّه يجب عليهما تخطّي ذلك والرّجوع عن العقاب، أو الكلام الذي قد تبقى آثاره عالقةً في أذهان الأبناء.
- قد يفتقد العقاب الصادر نحو الأبناء إلى انعدام توصيل رسالة تأديبية للأطفال، وذلك في حال سيطرة المشاعر الغاضبة على الموقف.
ويُعدّ استخدام التقنيّات السّلوكية في إدارة وضبط سلوك الأطفال عاملًا مهمًّا في إكساب الأبناء الخبرات التّنموية اللازمة في حياتهم، وخلافًا إلى ما تسببه عصبية الآباء من إثارة للفوضى في سلوك الأبناء، فإنّ الهدوء في التعامل مع الأمور يحسّن من الأداء السلوكي للأطفال، وفيما يلي بعض الخطوات المتّبعة لتعزيز تحسين السلوك دون غضب:[٤]
- استخدام العبارات المنطوقة لطلب الأشياء من الأطفال، فهم لا يجيدون التصرف بناءً على توقعاتهم الخاصّة لما يريده منهم الوالدان.
- استخدام أسلوب منح المُهَلْ والتنبيه المسبق في التعامل مع الأطفال، إذ يَصعُب عليهم التنقّل السريع من مكان إلى آخر، خصوصًا عند انسجامهم في ممارسة الأنشطة واللعب، ولذا فإنّه من الأفضل أنْ يُنبّهوا مرارًا قبل تغيير وضعياتهم وأماكن نشاطاتهم.
- استخدام الخطاب المباشر مع الأطفال، فهم يستجيبون ويستذكرون ما يُوجَّه إليهم بلغة مباشرة.
الآثار السلبية للعصبية على الأطفال
أثبتتْ أبحاث جامعة بيتسبيرغ أنّ نتائج العنف اللفظي كالشتائم، والعنف الجسدي كالضرب ما هما إلّا وجهان لعصبية الآباء نحو أبنائهم، فهما يتركان آثارًا نفسية مؤلمة لدى الأطفال ويسببان المشكلات النفسية كلإصابة بالاكتئاب، أو الميل للعدوانية، فمثلًا يوحي الصراخ للأطفال بعدم قدرة ذويهم على مسك زمام الأمور، علاوةً على أنّه لا يلبث أنْ يفقد تأثيره فيهم بعد مدة، وينطبق ذلك على الضرب الذي يتأثّر به الطفل ظنًّا منه أنّه الوسيلة التأديبية الصحيحة، ولذا فإنّه يجب اتّباع السياسات البديلة في التعامل مع الأبناء للتعبير عن الاستياء من تصرفاتهم،[٥] كاستخدام أسلوب الجوائز لحل مشاكلهم السلوكيّة، أو الثناء عند الالتزام بالأوامر، أو زيادة الاهتمام بالأطفال الذين يتّبعون إساءة التصرف كوسيلة لجذب الانتباه.[٦]
المراجع
- ↑ Rage, Aggression (20-12-2018), "Anger"، www.psychologytoday.com, Retrieved 20-12-2018. Edited.
- ↑ Susan Heitler (2-1-2017), "?Is There Too Much Anger in Your Family? How Can You Respond"، www.psychologytoday.com, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ^ أ ب Carl E Pickhardt (14-11-2011), "Adolescence and the Anger Prone Parent"، www.psychologytoday.com, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ↑ "Managing Problem Behavior at Home", www.childmind.org, Retrieved 21-12-2018. Edited.
- ↑ Katherine Lee (18-8-2017), "How to Discipline Without Yelling at Kids Tips for Discipline Without Losing Your Cool (And Why Yelling Doesn't Work)"، www.verywellfamily.com, Retrieved 23-12-2018. Edited.
- ↑ Amy Morin (28-8-2018), "6Ways to Discipline Kids Without Yelling Get your child to listen without raising your voice"، www.verywellfamily.com, Retrieved 23-12-2018. Edited.