محتويات
التلقيح الصّناعي
التلقيح الصّناعي أو الإخصاب المختبري هو الطّريقة الأكثر شيوعًا وفعاليةً في التكنولوجيا المساعدة على الإنجاب لمساعدة النّساء على الحمل، والذي يجري بتخصيب البويضة بالحيوانات المنوية خارج الجسم في المختبر، ثمّ زرعها في رحم المرأة، ويمكن أن يساعد الإخصاب داخل المختبر على تحقيق الحمل عندما لا تنجح العلاجات الأخرى، كما توجد فرصة أكبر للولادة متعدّدة الأجنة باستخدام التلقيح الصّناعي.[١]
كيف تتم عملية التلقيح الصناعي
يشار إلى العملية التي تتحد فيها بويضة المرأة مع الحيوان المنوي للرجل في المختبر بالتلقيح الصناعي أو الإخصاب في المختبر، وهي إحدى التقنيات المساعدة في الإنجاب، وغالبًا ما يُلجَأ إليها في حال عدم نجاح تقنيات أخرى أقل تكلفًة، وتُبيّن خطوات التلقيح الصناعي الخمسة على النحو الآتي:[٢]
- تحفيز الإباضة، تُنتج مبايض الأنثى في الوضع الطبيعي بويضة واحدة شهريًا، لكن في التلقيح الصناعي تُعطَى المرأة أدوية لتحفيز إنتاج العديد من البويضات، كما تُجرى اختبارات التصوير بالموجات فوق الصوتية، واختبارات الدم بصورة منتظمة؛ للتحقُّق من المبايض ومستوى الهرمونات عند المرأة.
- استخراج البويضات، تُجرى فيها عملية الشفط الجريبي، وهي عملية جراحة بسيطة تُجرى في العيادات الخارجية لاستخراج البويضات من جسم المرأة، وفيها تُستخدَم الموجات فوق الصوتية في إدخال إبرة رفيعة متصَّلة بجهاز للشفط إلى المبيض والجريبات المبيضية المحتوية على البويضات عبر المهبل، ومن ثم تُشفَط البويضات من الجريب واحدة واحدة، وتُعاد العملية للمبيض الآخر، وفي الحقيقة قد يُستخدَم أحيانًا التنظير البطني الحوضي في استخراج البويضات.
- التخصيب، فيه تُوضَع الحيوانات المنوية للرجل مع البويضة الأفضل للأنثى، ومن ثمَّ تُخزّن في ظروف بيئية مناسبة، وفي الحقيقة يُخصِّب الحيوان المنوي البويضة بعد عدة ساعات من الدمج، كما يُلجَأ أحيانًا إلى طريقة حقن الحيوان المنوي مباشرًة داخل البويضة.
- زراعة الأجنة، تبدأ البويضة المخصًّبة بالانقسام لتكوين الجنين خلال خمسة أيام عادًة، وخلال هذه المدة تُفحَص البويضة المخصًّبة بانتظام للتحقُّق من تطورها بالشكل الصحيح، كما يجرى التشخيص الوراثي السابق للانغراس للتأكد من عدم انتقال اضطرابات الوراثة إلى الجنين بعد ثلاثة أيام إلى أربعة أيام من التخصيب.
- نقل الأجنة، فيها يُنقَل جنين واحد أو أكثر إلى رحم المرأة بعد ثلاثة أيام إلى خمسة أيام من استخراج البويضات والتخصيب، وفيها يُدخَل أنبوب رفيع يحتوي على الجنين عبر المهبل إلى الرحم، ويحدث الحمل في حال تمسًّك الجنين ببطانة الرحم، الأمر الذي يُعرف باسم زراعة الجنين.
أعراض نجاح عملية التلقيح
إنّ ارتفاع مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية بعد الإخصاب يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض، التي قد تظهر بعد ثمانية أيام فقط من الإباضة قبل موعد الدورة الشهرية المقبلة، وتُبيّن هذه الأعراض على النحو الآتي:[٣]
- التنقيط أو النزيف الخفيف، الذي يحدث نتيجة زراعة البويضة المخصبة في الرحم.
- ألم أسفل البطن مشابه لألم الحيض.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية.
- تضخُّم الثدي، والشعور بألم عند الضغط عليه.
- الصداع والدوخة الناجَمين عن التقلبات الهرمونية، وتغيُّر مستوى السوائل في الجسم.
- الإصابة بالغثيان والتقيؤ في الصباح.
- الشعور بالإعياء نتيجة ارتفاع مستوى هرمون البروجيسترون خلال الحمل، إذ يُحضّر هرمون البروجيسترون الرحم للحمل.
- الإصابة بالإمساك والغازات؛ نتيجة ارتفاع مستوى الهرمونات المؤدية إلى إبطاء حركة الأمعاء.
- زيادة عدد مرات الذهاب إلى المرحاض للتبوّل.
عوامل تؤثر في نجاح عملية التلقيح الصّناعي
تعتمد فرص ولادة طفل سليم بعد استخدام التلقيح الصّناعي على عوامل مختلفة، منها:[٤]
- عمر الأم، كلّما كان عمر الأم أصغر زاد احتمال الحمل الصّحي وولادة طفل صحّي.
- حالة الجنين، يرتبط نقل الأجنّة الأكثر تطوّرًا بارتفاع معدّلات الحمل مقارنةً بالأجنّة الأقلّ تطوّرًا.
- تاريخ الإنجاب، من المحتمل أن تكون النساء اللواتي سبق لهن الولادة أكثر قدرةً على الحمل باستخدام التلقيح الصّناعي من النساء اللواتي لم يحملن من قبل.
- العقم، إنّ وجود كمية طبيعية من البويضات يزيد من فرص الحمل باستخدام التلقيح الصّناعي، لذا فالنساء اللواتي يعانين من التهاب بطانة الرّحم الوخيم أكثر قدرةً على الحمل باستخدام التلقيح الصّناعي مقارنةً بالنساء اللواتي يعانين من العقم دون سبب.
- نمط الحياة، يمكن للتّدخين أن يقلّل فرصة نجاح حمل المرأة باستخدام التلقيح الصّناعي بنسبة 50%، كما يمكن للسّمنة أيضًا أن تقلّل من فرص الحمل والولادة، وإنّ شرب الكحول وتعاطي المخدّرات أو تناول الكافيين المفرط وبعض الأدوية قد يكون ضارًّا أيضًا.
وقت اللجوء إلى التلقيح الصّناعي
يمكن أن يكون التلقيح الصّناعي خيارًا في الحالات الآتية:[١][٥][٤]
- عدم وجود تشخيص مبرّر للعقم.
- في حال لم ينجح استخدام أدوية الخصوبة أو التلقيح داخل الرّحم.
- حدوث تلف أو انسداد في قناة فالوب للمرأة.
- ضعف إنتاج الحيوانات المنوية أو ضعفها وظيفيًّا، إذ يكون تركيز الحيوانات المنوية أقلّ من المتوسّط، أو ضعف حركة الحيوانات المنويّة، أو تشوّهات حجم الحيوانات المنوية وشكلها، ممّا يمكن أن يصعّب تخصيب البويضة.
- في حال كانت المرأة مصابةً باضطرابات التبويض، أو فشل المبيض المبكّر، أو الأورام الليفية الرّحمية.
- عند إزالة قناة فالوب للمرأة.
- في حال المعاناة من اضطراب وراثيّ.
- في حال كانت المرأة على وشك البدء بعلاج السّرطان، مثل: العلاج الإشعاعي، أو الكيميائي، الذي قد يضرّ بالخصوبة، فقد يكون التلقيح الصّناعي للحفاظ على الخصوبة خيارًا، ويمكن للمرأة تجمِّيدَ البيض في حالة غير مخصّبة للاستخدام لاحقًا، أو يمكن تخصيب البيض وتجميده كأجنّة للاستخدام في المستقبل.
الآثار الجانبية لاستخدام التلقيح الصّناعي
مثل جميع الأدوية والإجراءات الطبية فإنّ لدى التلقيح الصّناعي بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة، وتشمل ما يأتي:[١]
- رد الفعل التحسّسي للأدوية، فمن الممكن أن تحدث لبعض النساء ردود فعل على الأدوية التي تُعطى أثناء العلاج.
- تضخّم الميض.
- الشّعور بآلام في البطن.
- التشنّج.
- ألم الثدي.
- تقلّب المزاج، وصعوبة النوم.
- الصّداع.
- الكدمات الناتجة عن الحقن اليوميّة المتكرّرة.
- النّزيف في بعض الأحيان.
- التقيّؤ، والشّعور بالغثيان.
- صعوبة التنفّس.
- الهبّات السّاخنة.
مخاطر استخدام التلقيح الصّناعي
توجد عدّة مخاطر من استخدام التلقيح الصّناعي، منها:[١][٤]
- متلازمة فرط تنبيه المبيض: إذ تعدّ من الحالات النادرة، وذلك يحدث عندما تستجيب المبايض بصورة مفرطة للهرمون المحفّز للغدد التناسليّة، إذ ينشأ عدد كبير من البويضات في المبايض، ممّا يؤدّي إلى حدوث تورّم شديد في البطن وضيق في التنفّس، وفي هذه الحالة يُعيد الطّبيب الدّورة الشّهرية إلى المرأة بجرعة أقلّ من هرمون الحمل.
- فقدان الحمل: إذ يعدّ السّبب الرّئيس لفقدان الحمل -سواءً في التلقيح الصّناعي أم في الحمل الطبيعيّ- وجود عدد غير طبيعي من الكروموسومات أو اختلال الصبغ الكروموسومي، لذلك فإن اكتشاف أي اختلال في الصيغة الصبغية في البويضة أو الحيوان المنوي قبل إجراء عملية التلقيح الصّناعي أو في الجنين قبل الزرع قد يساعد على زيادة فرصة نجاح الحمل.
- مضاعفات إجراءات استرجاع البيض: إذ قد يؤدّي استخدام إبرة شفط البويضات إلى حدوث نزيف أو إصابة أو تلف في الأمعاء أو المثانة أو الأوعية الدّموية.
- الحمل خارج الرحم: إذ إنّ 2-5% من النساء اللائي يستخدمن التلقيح الصّناعي يحدث الحمل لديهن خارج الرّحم أو في قناة فالوب.
- عيوب خلقية: إذ إنّ عمر الأم عامل الخطر الرّئيس في تطوّر العيوب الخَلقيّة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Joseph Nordqvist (2018-2-5), "IVF: What does it involve"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-6-10. Edited.
- ↑ "In vitro fertilization (IVF)", medlineplus.gov,3-6-2019، Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ↑ Valencia Higuera (22-10-2016), "8 DPO: The Early Pregnancy Symptoms"، www.healthline.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff, "In vitro fertilization (IVF)"، mayoclinic, Retrieved 7-6-2019. Edited.
- ↑ "In Vitro Fertilization: IVF", americanpregnancy,10-1-2019، Retrieved 7-6-2019. Edited.