محتويات
ما هي حالة عسر القراءة؟ وما هي أسبابها وأعراضها؟ وما هي العلاجات المتاحة لهذا النوع من المشكلات الصحية؟ أهم المعلومات تجدونها في المقال.
حالة عسر القراءة (Dyslexia) أو الديسليكسيا هي أحد أنواع المشكلات الصحية التي تندرج تحت ما يسمى بصعوبات التعلم (Learning difficulty)، فلنتعرف في ما يأتي على هذه الحالة وأهم المعلومات المتعلقة بها:
ما هي حالة عسر القراءة؟
هي نوع شائع من صعوبات التعلم، ويُواجه المصاب بهذا النوع من المشكلات الصحية صعوبة في قراءة الأحرف بالإضافة لصعوبات أخرى تتعلق بالنطق والكتابة.
السبب في هذه الحالة يعود لعجز الدماغ عن الربط بشكل صحيح بين الأصوات التي تصدر عند النطق بحرف معين وبين شكل هذا الحرف، حيث تنشأ هذه الحالة عادةً نتيجة إصابة المناطق المسؤولة عن معالجة اللغات في الدماغ بخلل وظيفي أو تنموي.
ما من علاج نهائي لها، لكن من المُمكن تخفيف حدة الحالة ومساعدة الشخص على التكيف معها بطرق علاجية وتعليمية مختلفة.
ويجدر الذكر أن عسر القراءة من المشكلات الصحية التي تندرج تحت فئة صعوبات التعلم، ولا تندرج تحت فئة إعاقات التعلم (Learning disability)، لذا فإنها لا يُؤثر على ذكاء الشخص المصاب، بل من الممكن أن يُمارس المصاب حياته بشكل طبيعي إذا بدأ بالحصول على العلاجات المناسبة لحالته في وقت مبكر، أو إذا تم إدراجه في برنامج تعليمي مُصمم خصيصًا للمصابين بعسر في القراءة.
ما هي أنواع هذه الحالة؟
يوجد عدة أنواع مختلفة لهذه الحالة، إليك قائمة بأهمها:
1. العسر الرئيسي (Primary dyslexia)
هو أكثر الأنواع شيوعًا، وينتج عن خلل وظيفي في منطقة معينة من الدماغ، ولا تخف حدة هذه الحالة مع الزمن.
2. العسر الثانوي (Secondary or developmental dyslexia)
ينشأ هذا النوع عادةً نتيجة حصول مشكلات أثناء عملية نمو وتطور دماغ الجنين في الرحم، لكن غالبًا ما يتعافى الطفل مع تقدمه في العمر.
3. العسر المرتبط بحادث (Trauma dyslexia)
يظهر هذا النوع نتيجة تعرض المنطقة المسؤولة عن معالجة اللغات من الدماغ لحادث أو إصابة ما، وهو نوع نادر الحدوث.
ما هي أبرز الأعراض؟
عادةً ما تبدأ أعراض بعض أنواع عسر القراءة الشائعة بالظهور على المصابين في مرحلة الطفولة، وتشمل هذه الأعراض مواجهة المصاب لصعوبات في نواحي مختلفة من حياته، مثل:
- تأخر وصول الطفل لبعض محطات النمو الهامة مقارنةً بأقرانه، مثل: الحبو، والمشي، والنطق.
- صعوبات في الكلام والحديث، مثل: نطق الكلمات بطريقة خاطئة.
- تلعثم أو بطء أو صعوبات في القراءة قد تظهر بشكل واضح عند بدء الطفل بتعلم بعض المهارات اللغوية في المدرسة، مثل المهارات الآتية:
- حفظ الأحرف.
- القواعد اللغوية.
- كتابة الإنشاء.
- قراءة النصوص.
- صعوبات في الكتابة، مثل: كتابة بعض الأحرف أو الأعداد بطريقة معكوسة.
- نسيان بعض الكلمات الجديدة بعد تعلمها بفترة قصيرة جدًا.
- مشكلات وصعوبات أخرى لا علاقة لها باللغة، مثل:
- مشكلات في التنسيق العضلي العصبي.
- صعوبة تمييز الاتجاهات.
- صعوبة التركيز.
- ربط الأفكار بشكل غير منطقي.
- الاكتئاب.
- تدني مستويات الثقة بالنفس.
كما قد يتسبب عسر القراءة بتحفيز ظهور بعض أمراض المناعة الذاتية مع تقدم الطفل في العمر، مثل: الربو، والأكزيما، والحساسية الموسمية.
ما هي أبرز أسباب؟
ما زالت الأسباب الدقيقة غير واضحة حتى الآن، لكن يُرجح العلماء أن هذه العوامل قد تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة:
- الوراثة والجينات.
- ولادة الطفل بوزن منخفض أقل من الطبيعي.
- ولادة الطفل مبكرًا (الأطفال الخداج).
- تعرض المرأة أثناء الحمل بالطفل لمواد كيميائية ضارة قد أثرت بشكلٍ سلبي على نمو الجنين في الرحم، مثل: الكحول، ودخان السجائر والنيكوتين، وبعض أنواع الأدوية، والمخدرات.
كيف يتم العلاج؟
رغم عدم وجود علاج نهائي لعسر القراءة، إلا أنه من المُمكن تخفيف حدة الحالة وتخفيف تأثيرها السلبي المحتمل على حياة الشخص المصاب عبر الحرص على متابعة حالة المصاب وتوفير المساعدة اللازمة له بطرق مختلفة، مثل:
- تقييم حالة الطفل المصاب، وتصميم برنامج تعليمي خاص به ويلبي احتياجاته الفردية.
- استخدام أدوات تعليمية خاصة لتحسين قدرة الطفل على تلقي واستيعاب المعلومات.
- الحصول على استشارات منتظمة بشأن حالة الطفل من قبل مختصين متابعين لحالته.
- مناقشة بعض الخيارات التي قد تُساعد على تسهيل التجربة التعليمية على الطفل مع مدرسته، مثل: منح الطفل المصاب وقتًا إضافيًا أثناء الامتحانات.
- تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام وخطوات صغيرة لرفع قدرة الطفل على إنجاز هذه المهام بصعوبات أقل.
- تصميم بيئة عمل ودراسة خاصة تُناسب حالة الطفل، وتُساعده على التعلم دون مشتتات.