كيف تعدل سلوك السرقة عند الأطفال

كتابة:
كيف تعدل سلوك السرقة عند الأطفال

سلوك السرقة عند الأطفال

السّرقة عند الأطفال هي محاولة امتلاك الطّفل لشيء يعي أنه ليس ملكه، ويعرف الكبار أسباب ودوافع السرقة، ولكن الطفل قد لا يعي ذلك، فقد يكون لا يعرف أنّ أخْذَ شيء ما من أحد يتطلّب أن يأخذ إذنًا معيّنًا وإلا فهو يعدّ سارقًا، وسلوك السرقة عند الأطفال يُقلِق الأهل كثيرًا، فقد يعتقد الأهل أن ابنهم لديه من سلوك المجرمين وقد ينعتوه بذلك،[١] ولا يَعني هنا الأطفال الأقل من 5 سنوات؛ فهؤلاء الأطفال على الأقل سرقوا ولو لمرة أو مرتين في حياتهم بسبب جهلهم في مفهوم الفردية، أما الطفل الأكبر من ستّ أو سبع سنوات فهو يعي مفهوم الفردية وما هو شخصيّ وما هو مسموح بأخذِه، ويميز أيضًا بين الخير والشر، لذا لا يعدّ سلوك السرقة سلوكًا مرضيًّا قبل هذه المرحلة إلّا إذا تكرّر هذا السلوك بشكلٍ كبير، ولهذا السلوك أسباب ودوافع كثيرة وأشكال متنوعة، ولا بد لكل أم أو مربّية أن تتعلّم سبل الوقاية.[٢]

كيف تعدل سلوك السرقة عند الأطفال

لا بُدّ من التدخّل في حال لاحظ الأهل تكرُّر سلوك السرقة لدى الطفل، فهي عادة لا يُحمَد عقباها، لذا فإنّ تدخّل الأهل المبكر وتعديل سلوك الطفل من أهم الطرق التي يمكن أن يصلح بها حال الطفل، ومن أهم طريق تعديل السلوك التي يمكن اتباعها لتعديل سلوك السرفة الآتي:

  • تعليم الطفل القيم والمبادئ: يكون ذلك بالكثير من الصبر والرعاية والاهتمام، ومراقبة الطفل أيضًا مع حرصهم على أن يتعلم الطفل ويزرع به المبادئ والقيم التعاليم الدينية التي تحرّم السرقة وأن تشرح الأمّ له هذا بشكل بسيط يستطيع استيعابه.[٣]
  • إعادة المسروقات: فإذا عاد الطفل بشيء تعلم الأم أنّه ليس له وأن ابنها سرقه تطلب منه إعادته والاعتذار من صاحبه، ويمكنها أيضًا مرافقته ليعي أن سلوكه خاطىء، حتى لا يتعرض الطفل للضرب أو الشتم من الطرف الآخر.[٤]
  • كلفة السلوك: ويكون ذلك بتقدير قيمة ما سرقه الطفل وأن تقول الأم لطفها أن هذا دين عليك ويجب أن ترده، إما بأن يسدد الدين من خلال النقود أو تكلفه الأم بأعمال منزلية بسبب ما سرقه، حتى يعي أن لهذا السلوك كلفة.[٤]
  • عدم نعته بالسارق: بعد الحادثة وبعد تصرّف الأمّ بالشكل الصحيح لا بُدّ من نسيان الحادثة؛ لأنّ الطفل أدرك فعليًّا أنه قام بسلوك خاطئ وعليه فإنّ تذكير الطفل قد يعيده ليكرّر السلوك نفسه.[٤]
  • منح الاهتمام للطفل: إذا كان سبب السرقة هو حاجة الطفل للاهتمام فلا بُدّ من الأم أو المعلّمة أن تعطي الطفل الصغير هذه الاهتمام الذي يبحث عنه في شتى الطرق.[٤]

أسباب السرقة عند الأطفال

على الأهل أن يعرفوا أنّ السرقة من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأطفال، ولكن تختلف الأسباب من طفل لآخر، وعلى الأم معرفة هذه الأسباب بشكل جيد حتى تتمكن في المستقبل من معالجة مشكلة ابنها وتعديل سلوكه؛ فالعلاج يبدأ في معرفة السبب، ومن أهم أسباب السرقة لدى الأطفال الآتي:

النقص العاطفي

يبحث الطفل عن الاهتمام بشتّى الطرق، فهو في هذه المرحلة من العمر يحتاج إلى الكثير من الحب والحنان والاهتمام والتركيز عليه، وإن فقد الطفل هذه الأحاسيس فإنه يقوم بالكثير من السلوكات التي منها السرقة ليلفت انتباه من حوله أنه موجود ويستحق الاهتمام، فإن هذا الطفل فقد شيئًا مهمًا وهو التعبير مشاعره فبدأ يشعر بالفراغ في داخله، والطفل الذي يفقد هذا الاشباع العاطفي يلجأ إلى السرقة لسد هذه الفجوة في حياته.[٥]

عدم تلبية احتياجات الطفل

إنّ الطفل يستطيع رؤية الفرق بينه وبين زملائه، فإن شعر أنه يأخذ أقلّ منهم أو ما يأخذه لا يكفي حاجتَه، يلجأ حينها للسرقة من أمه أو أبيه أو الزملاء، فهو يشعر بضرورة تلبية احتياجاته ولا يوجد سبيل آخر لذلك سوى اقتراف سلوك السرقة، لذا على الأهل معرفة احتياجات أبنائهم بشكل جيد، وعدم ترك أطفالهم يشعرون بأنهم أقلّ من الآخرين.[٥]

أقران السوء

يعلّم أصدقاء السّوء الكثير من التصرفات السيئة، خاصة أن بعض مجموعات الأطفال تجبر الطفل أن يقوم بالسّرقة لكي يقبلوه في مجموعتهم، لذا يبدأ الطفل باتباع أساليب الغش والكذب والسرقة حتى يكون مؤهلًا لهذه المجموعة، أو يمكن أن يقوم بهذه اللسوكات لأنه يراهم قدوة له ويريد أن يصبح شجاعًا مثلهم فيلفعل مثلما يفعلون.[٥]

أساليب التربية الخاطئة

إن طرق التربية تؤثّر بشكل كبير على سلوك الطفل، فإن عاد الطفل وهو يحمل ما ليس له وقام الأب أو الأم بإظهار تعابير السعادة والضّحك لأن ابنهم سرق شيئًا ما فهذا يجعل الطفل يشعر أنه سلوك لا بد من تكراره حتى يُسعد والديه، وأيضًا القدوة السيئة من قبل الوالدين فإن رأى الطفل أحد والديه يقوم بالسرقة فإن هذا يؤدي إلى اتباعه هذا السلوك؛ لأنه يرى أن سلوك والديه لا يمكن أن يكون خاطئًا، فلا بُدّ أن يتبع الأهلمنهج القدوة الحسنة في تربية الأطفال.[٦]

أشكال السرقة عند الأطفال

تتعدّد أشكال السرقة حسب المغزى منها، فإنّ السرقة التي تنمّ عن كراهية ليست كالسرقة التي تنم عن حاجة الطفل إلى الاهتمام، لذا من الجدير بالذكر أن أشكال السرقة المختلفة تحتاج لطرق علاج مختلفة، ومن أهم أشكال السرقة عند الأطفال الآتي:[٧]

  • السرقة الكيدية: فإنّ الطفل يلجأ لهذا النوع من السرقة لأنه يريد أن يعاقب من يسرق منه، سواء كان أهله أم أحد زملائه، فهو يعلم جيدًا أن فقدان الشيء الذي سرقه يسبب الهلع والخوف لصاحبه وأيضًا الحزن، وذلك لأنه يحمل مشاعر عدائية عدوانية ناحية هذا الشخص.
  • سرقة حب التملك: يعتاد الطفل على امتلاك أغلب الأشياء التي تعجبه، فيرى أنّ له الحقّ في أخذها، فتتكون لديه حاجة من حب التملك والاستحواذ على الأشياء من حوله، ويرى في بعض النظريات في علم النفس أنّ الطفل الذي يحب أن يمتلك ويستحوذ على أمه لوحده وينجح في ذلك يدفعه ذلك بالتدريج إلى أن محاولة الاستحواذ على أشياء أخرى في المستقبل.
  • سرقة المغامرة والاستطلاع: يحب بعض الأطفال استطلاع بعض الأشياء عن قرب لذا يسرقونها لكي يتفحصوها جيدًا، ويمكن أيضًا أن يسرقوا بعض الأشياء ليشعروا بالمغامرة.
  • السرقة كاضطراب نفسي: ويكون سلوك السرقة هناك وراءه عوامل نفسية كثيرة ومتشبعة، فلا يكون السبب هنا حاجة الطفل للنقود أو حبه للاستطلاع أو الجوع بل إن الطفل لديه مشاكل نفسية تدفعه لذلك.
  • السرق لتحقيق الذات: يشعر الطفل بهويته وتحقيقه لذاته عند شعوره بالاهتمام والقبول والإنجاز، وإن كان سلوك السرقة هو الذي يوفر له كل هذه المشاعر فإنه يتبعه دائمًا.
  • السرقة نتيجة الحرمان: إن الطفل المحروم ماديًّا يمكنه اتباع سلوك السرقة؛ لأن مفاهيم الحرام والحلال لم تكوّن عنده بشكل واضح، لذا يلجأ للسرقة لإشباع حاجاته.

كيفية الوقاية من سلوك السرقة عند الأطفال

يعدّ سلوك السرقة سلوكًا شائعًا عند الأطفال، لذا من المهمّ معرفة كيفية الوقاية من هذا السلوك قبل حدوثه، فالوقاية خير من العلاج، لذا هناك بعض النصائح والطرق الفعالة التي يمكن اتباعها للوقاية من هذا السلوك، ومن أهم هذه الطرق الآتي:

  • تعليم الطفل خصال الخير: إن تَعَلّم الطفل التمييز بين الخير والشر، وما هو صحيح وما هو خاطئ من أهم ما يكوّن لدى الطفل الشخصية السليمة اللائقة للمجتمع.[٨]
  • إدراك الطفل مفهوم السرقة: يجب أن يعي الطفل أن أخذ ما هو ليس له والاحتفاظ به أو تخبئته من دون علم أو استئذان الطرف الآخر يعد سرقة، حتى ولو كان الشيء بسيطًا مثل قلم أو ممحاة، وأنه سيعاقب على مثل هذه الأفعال.[٨]
  • الرقابة الذاتية: يجب أن يتعلم الطفل أن يراقب ذاته حتى لو لم يره أحد فإن الله يراه، فتتكون عنده الخصال الحميدة حتى لو لم يراقبه أحد، فهو يعلم أنه إذا سرق سيراه الله ويعاقبه لأنه فعل خاطئ، ولا بُدّ أن يفهم الطفل هذه المفاهيم بشكل مبسط وسهل الاستيعاب.[٨]
  • وجود مصروف ثابت للطفل: فمِن المهمّ وجود مصروف ثابت يمكّن الطفل من شراء ما يحتاجه، حتى لو كان المبلغ بسيط فعلى الأهل أن يشعروا الطفل أن بإمكانه الحصول على المال إن احتاجه فعلًا حتى لو كان مقابل عمل يؤديه في المنزل بعد المدرسة.[٦]
  • تعليم الطفل مفهوم الاستعارة: عندما يتعلم الطفل حق الملكية ويميز بين الأشياء التي يملكها والأشياء التي يملكها غيره، لابُدّ من تعليمه مفهوم الاستعارة وكيف يمكنكه طلب بعض الأشياء من غيره مع ضرورة إرجاعها إلى صاحبها في الوقت المحدد فهيأمانة لديه.[٦]
  • تنمية العلاقة بين الطفل وأهله: إنّ الحوار والتواصل يجب أن يكون من أولويات العائلة، فإن كانت العائلة لا تدعم حريّة التعبير سيشعر الطفل بالخوف من أن يطلب من والدَيْه بعض المال مثلًا، فيضطرّ إلى سرقته.[٦]

المراجع

  1. "السرقة عند الأطفال .. الأسباب والوقاية والعلاج"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
  2. " السرقة عند الأطفال .. نتاج حرمان عاطفي وتعبير عن القلق والتوتر الداخلي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
  3. "علاج مرض السرقة عند الاطفال"، www.hiamag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث "يأخذ أشياء أقرانه: هل ابني سارق!"، www.lahamag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "لماذا يسرق الطفل "، www.hiamag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث "الطفولة مشاكل وحلول"، www.cia.gov، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
  7. د.مصفى القمش د. خليل المعايطة (2013)، [http:// الاضطرابات السلوكية والانفعالية]، عمان-الأردن:دار المسيرة، صفحة 284. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت "نصائح لتعليم الطفل خطورة السرقة"، www.sayidaty.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
3311 مشاهدة
للأعلى للسفل
×