حياة البرزخ
الحياة البرزخية اسم يُطلق على الفترة الزمنية من بعد موت الإنسان ودفنه إلى قيام الساعة بإذن الله تعالى، أمر حياة البرزخ محير ومثير للاهتمام والتساؤل والشك، ما هي ماهية الحياة البرزخية؟ وكيف يكون دور الإنسان المتوفّى فيها؟
ماهية وطبيعة الحياة البرزخية
الأمر محير جداً وغامض، وخاصّةً أن القرآن الكريم لم يذكر شيئاً عنها، ولكن هناك احتمالات طرحت في هذا الموضوع على أسس اجتهادية وقياسية أو استدلال على بعض الأحاديث النبوية الشريفة :
- هناك من يقول إنّ الحياة البرزخية لا وجود لها وإنما الإنسان المتوفى يبقى جثة هامدة إلى قيام الساعة بإذن الله تبارك وتعالى والله أعلم .
- هناك من يقول استناداً إلى الأحاديث النبوية الشريفة إنّ الحياة البرزخية موجودة، والإنسان المتوفى يشعر ويتفاعل وليس جثة هامدة؛ حيث إن هناك أحاديث نبوية شريفة تدل على وجود عذاب القبر، مثال على ذلك ما رواه البخاري في كتاب الجنائز "باب الجريدة على القبر " عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَرّ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ . فَقَالَ : أَمَا إِنّهُمَا لَيُعَذّبَانِ، وَمَا يُعَذّبَانِ فِي كَبِيرٍ،أَمّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنّمِيمَةِ، ثُمّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقّهَا نِصْفَيْنِ، ثُمّ غَرَزَ فِي كُلّ قَبْرٍ وَاحِدَةٍ . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ : لَعَلّهُ يُخَفّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا. (متفق عليه) وهذا يدل على وجود حياة برزخية قد تكون عذاباً للمذنبين أو نعيماً للمحسنين.
- كتاب ابن قيم الجوزية "الروح" يشرح كيفية الحياة وأنّ الإنسان يشعر ويمارس حياة، ويكون على دراية كاملة بأهله الذين على قيد الحياة
- هل يعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم؟ قال ابن عبد البر ثبت عن النبيّ أنّه قال: ( ما من مسلم مر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام). وأوضح ابن القيّم أن المتوفى يشعر ويرى من يزوره من خلال أحاديث نبوية شريفة والله أعلم، ويقول أيضاً إنّ الأرواح مقسمة إلى قسمين، أرواح معذبة في شغل بما هي فيه من العذاب وأرواح منعمة تتزاور وتتلاقى، وغيرها من المواضيع المطروحة ومرفقة بأدلة من الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على وجود الحياة البرزخية.
كل هذه الأمور تبقى احتمالات فقط، والله سبحانه وتعالى العالم بما يحدث وماهية الحياة البرزخية، ولا يسعنا إلا أن نعمل صالحاً ونجتهد لذلك اليوم وأن ندعو إلى أمواتنا وأموات المسلمين جميعاً، ( اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات).