كيف توفي سيدنا يونس عليه السلام؟
بعد أن ترك يونس -عليه السلام- قومه، ركب سفينة، وأثناء إبحار السفينة، كانت ستغرق بسبب الحمل الزائد عليها، فتعجب الركاب من حالها، إلّا أنّ يونس علم أنّ ما يحدث بسبب غضب الله عليه، فاقترح عليهم إلقاءه بالبحر حتى ينجوا، إلّا أنّهم رفضوا ذلك، واقترحوا أن يقترعوا فيما بينهم، فظهر اسم يونس في القرعة ثلاث مرات.[١]
وبعد ذلك أمرهم يونس أن يلقوه في البحر، فقد كانوا كارهين ذلك فرموه، وأمر الله تعالى الحوت بأن يبتلعه، على أن لا يكسر عظامه، أو يمزق لحمه، وقيل أن يونس- عليه السلام- قد مكث في بطن الحوت ثلاثة أيام على الأرجح، وقيل أربعين يومًا، وداوم على الدعاء والتسبيح، والصلاة في بطن الحوت، قال تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).[٢][٣]
وقد ورد أنّ الملائكة قد سمعوا بكاء يونس في بطن الحوت، ودعاءه لله تعالى، بأن يفرج عنه البلاء، وأخذت الملائكة أيضا تدعو الله تعالى، بأن ينجي يونس من الكرب والبلاء، فاستجاب الله تعالى للدعاء، قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ).[٤][٥]
وبعد استجابة الله -تعالى- له، أمر الحوت بأن يلقيه على اليابسة، وهيأ له شجرة اليقطين، لتكون غذاءً له، وذلك لأنّه خرج مريضًا، وبعد أن شُفي جاءه جبريل- عليه السلام-، وأخبره بإسلام قومه، وطلب منه العودة إليهم، وبقي هناك يدعو إلى الإسلام، إلى أن توفي سنة 815 من وفاة موسى- عليه السلام-، ودفن في قرية حلحول.[٦]
يونس عليه السلام
لقد ذُكر في نسب يونس عليه السلام، أنّه يونس بن متى، نسب إلى أمّه، فهو وعيسى -عليه السلام- الوحيدان اللذان نسبا إلى أمهما، ويرجع نسب يونس -عليه السلام- إلى أبناء يعقوب عليه السلام، وهو نبي من أنبياء الله تعالى، بعثه الله إلى قومه، في نينوى، وكانوا يعرفون حينئذٍ بالآشوريين، لقبه الله تعالى في القرآن الكريم بذي النون.[٧]
قوم يونس عليه السلام
يونس عليه السلام بُعث إلى قومه في نينوى، في العراق، وكانوا حينئذٍ قومًا مشركين بالله، فقد انتشرت بينهم عبادة الأصنام، فأرسل الله -تعالى- إليهم يونس ليدعوهم لعبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، وعندما كذبوه، ولم يستمعوا لما يقول، وأصروا على شركهم، تركهم وذهب، بعد أن توعدهم بالعذاب.[٨]
وبعد أن تركهم يونس- عليه السلام-، ظهرت على أهل نينوى علامات العذاب الذي حذرهم منه يونس، وبعدها بدأت آثار التوبة تظهر عليهم، فاستشاروا كبيرا من بينهم عمّا يفعلونه، فأشار عليهم بالدعاء لله -تعالى-، فخرج الجميع بمن فيهم الصبيان، والنساء، والرجال، والمواشي، ودعوا الله ليذهب عنهم العذاب.[٩][١٠]
واستجاب الله -تعالى- لتوبتهم، قال -تعالى-: (فَلَولا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إيمانُها إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ).[٩][١٠]
المراجع
- ↑ ابن قدامه المقدسي، التوابين، صفحة 23-24. بتصرّف.
- ↑ سورة الصافات، آية:143-144
- ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 121-123. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية:87-88
- ↑ ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ أبو اليمن العليمي، كتاب الأنس الجليل، صفحة 157-158. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 257. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 17. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة يونس، آية:98
- ^ أ ب محمد خليل ملكاوي، عقيدة التوحيد في القرآن الكريم، صفحة 219. بتصرّف.