كيف حفظ الله سيدنا ابراهيم عندما ألقاه قومه في النار

كتابة:
كيف حفظ الله سيدنا ابراهيم عندما ألقاه قومه في النار

كيف حفظ الله إبراهيم من النار؟

حمى الله -تعالى- نبيّه إبراهيم -عليه السّلام- عندما أراد قومه إلقاءَه في النّار؛ عقاباً له على ما فعله بآلهتهم وتكسيره لها، فخطّطوا لإحراقه انتقاماً لأصنامهم، قال الله -تعالى-: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)،[١] ولكنّ الله -تعالى- ردّ كيدهم وحفظ نبيّه بعد أن ألقوه في النّار الملتهبة، فقد أمر الله -تعالى- النّار بسلب خصائصها في الإحراق، قال الله -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ).[٢][٣]


وإنّ أمر الله -تعالى- هذا للنّار أن تكون برداً وسلاماً لمعجزة كبرى، يعجز عنها الإنس والجنّ، حيث إنّ أمره أن تكون برداً يعني أنّه نزع من النّار خاصّية الإحراق، أو أنّه أزال عن سيّدنا ابراهيم -عليه السّلام- خاصّية التّأثر بالنّار والاحتراق، ومن تمام حفظ الله -تعالى- لنبيّه أنّه أتبع الأمر بأن تكون برداً ثمّ تكون سلاماً وغير مؤذية لا بِحرٍّ ولا ببرد، لأنّ البرد لو استمرّ قد يؤذيه.[٤]


وقد قال ابن عبّاس -رضي الله عنه- في ذلك: لو أمر الله النّار أن تكون برداً فقط لهلك إبراهيم من شدّة البرد،[٤] وجاء أمر الله -تعالى- للنّار مقيّداً بقوله "على إبراهيم"، وهذه معجزة أيضاً؛ لأنّ هذا الأمر لو لم يُقيّد لبقيت النّار إلى يوم الدّين مسلوبة من خاصّية الإحراق وما اشتعلت نار على الأرض أبداً.[٥]


سبب إلقاء إبراهيم في النار

دعا إبراهيم -عليه السّلام- والده وقومه إلى عبادة الله -تعالى- وحده وترك عبادة الأصنام، ولكنّهم تمسّكوا بما وجدوا عليه آباءهم وأجدادهم ولم يؤمنوا به، فأراد إبراهيم -عليه السّلام- أن يعلّمهم درساً عملياً بأنّ آلهتهم لا تنفع ولا تضرّ، فقام بتحطيم الآلهة وترك كبيرهم ووضع فأساً على ظهره، ولمّا جاء القوم ورأوا ما رأوا غضبوا غضباً شديداً وجاؤوا إلى إبراهيم مستنكرين يسألون عن الفاعل، فأجابهم بتهكّم وسخرية أن يسألوا كبير الأصنام إن كان ينطق، فاستشاطوا غضباً وحقداً عليه، عندئذ قرّروا جمع الحطب وإشعال نارٍ عظيمة لإلقاء إبراهيم فيها؛ انتقاماً لآلهتهم.[٦]


عبادة قوم إبراهيم عليه السلام 

كان قوم إبراهيم -عليه السّلام- يقيمون في بابل العراق، وكانوا صابئة يعبدون النّجوم والكواكب،[٧] وكان يطلق عليهم الكلدانيون، وكانوا كذلك يتّخذون الأصنام ويسمّون كلّ واحد منهم اسماً ويربطونه بكوكب أو نجم، زعماً منهم أنّ الصّنم يُقرّبهم من الكواكب، فإذا أرادوا التّعبد لها تقرّبوا من الأصنام.[٨]


معجزات إبراهيم عليه السلام

أيّد الله -تعالى- ابراهيم بمعجزات كثيرة، منها الآتي:[٩]

  • إخماد النّار التي ألقاه قومه فيها، وجعلها برداً وسلاماً عليه.
  • إحياء الموتى، وذلك عندما طلب إبراهيم من الله -تعالى- أن يريه كيف يحيي الموتى، فأمر بأخذ أربعة من الطّيور وذبحها وتقطيع أجزائها وتفريقها في أماكن مختلفة، ثمّ يأمرها فتتجمّع أجزاؤها من جديد وتعود كما كانت سليمة وتطير أمامه.


المراجع

  1. سورة الأنبياء، آية:68
  2. سورة الانبياء، آية:69-70
  3. محمود الرحيلي (2004)، منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام (الطبعة 1)، المدينة المنورة:عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، صفحة 204، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية، صفحة 106، جزء 17. بتصرّف.
  5. صديق حسن خان (1992)، فتح البيان في مقاصد القران، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 347، جزء 8. بتصرّف.
  6. عبد السلام الراغب (2001)، وظيفة الصورة الفنية في القرآن (الطبعة 1)، حلب:فصلت للدراسات والترجمة والنشر، صفحة 273-274. بتصرّف.
  7. محمد ملكاوي (1985)، عقيدة التوحيد في القرآن الكريم (الطبعة 1)، صفحة 195. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 169. بتصرّف.
  9. عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة 4)، الكويت:دار النفائس، صفحة 127. بتصرّف.
4337 مشاهدة
للأعلى للسفل
×