محتويات
كيف دخل إبليس الجنة
إنّ الآراء في ذلك كثيرة ومتعدّدة والله أعلم بذلك، وقد قال بعض العلماء إنّ إبليس كان من الجنّ، بدليل قول الله -تعالى-: (إِلّا إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ)،[١] وهو أصل الجنّ كما أنّ آدم أصل الإنس، وهو مخلوق من نار، لكن قول الجمهور من العلماء على أنّ إبليس كان من الملائكة، لأن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، ولم يكن الأمر لغير الملائكة.
وقد لعنه الله بناءً على رفضه السجود لآدم، ولو لم يكن من الملائكة لما استحقّ اللّعن، أمّا القول في الآية بأنّه من الجنّ فالمقصود أنّه من الملائكة خزنة الجنّة،[٢] وقال بعض العلماء: كان من ضمن صنف الملائكة صنف اسمه الجنّ، لكنهم لا يظهرون، ومنهم من قال إنّه أبو الجنّ لكنّه كان يعبد الله مع الملائكة، ولذلك كان الأمر له من ضمن الأمر للملائكة بالسجود لآدم، وقال بعضهم إنّه كان منافقاً يُظهِر أنّه يتعبّد الله.[٢]
كيف خرج إبليس من الجنة
في قصة خروج آدم عليه السلام وزوجته من الجنة؛ كرّم الله آدم وزوجته فأسكنهما الجنّة، وحذّرهما من الأكل من شجرة كانت فيها حتّى لا يكونا من الظالمين، لكنّ الشيطان وسوس لهما فأكلا منها، فإخرجهما الله من الجنّة، وأنزلهما إلى الأرض عقاباً لهما.[٣]
قال -تعالى-: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ*فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)،[٤] وأخرج الله إبليس من الجنّة وأنزله إلى الأرض عقوبةً له على عصاينه لله، وذلك عندما رفض السجود لآدم، فكان من العاصين لأمر الله.[٣]
هل دخل إبليس الجنة عندما وسوس لآدم
ذكر العلماء أنّ إبليس قد أخرجه الله من الجنة، فكيف وسوس لآدم وزوجته بالأكل من الشجرة؟ وفي ذلك نقلت الإسرائيليّات قصة مضمونها أنّ إبليس دخل في حيّة، وقامت الحيّة بإدخاله إلى الجنّة دون أن تشعر الملائكة به.[٥]
وهذه القصة من الممكن أن تحدث من باب اختبار الله لآدم وزوجته، ولا علاقة لها بتكريم إبليس ودخوله الجنّة مرّة أخرى، وقد ذكر المفسّرون هذه القصة في تفسيرهم للآيات وأخذوا بها، كما أنّه من الممكن أن يكون إبليس خارج الجنّة لكنّه قريب من طرفها ويتحدث مع آدم -عليه السّلام- ويسمعه.[٥]
الحكمة من خلق إبليس
خلق الله إبليس للعديد من الحكم، نذكر منها ما يأتي:[٦]
- بيان قدرة الله على خلق المتضادات في كونه، فكما خلق الملائكة خلق إبليس، ومن المعلوم أنّ الأشياء تُعرف بضدّها، وفي ذلك دليل على قدرة الله وكمال خلقه.
- إعلاء مراتب عباده الذين اصطفاهم بوجود إبليس وعدم طاعتهم له، ممّا يُظهر كمال العبوديّة لله -تعالى-، وتقديم محبة الله على محبة ما سواه.
- اختبار الخلق وابتلاؤهم ليرى -سبحانه- من كان منهم قويّ الإيمان ومن كان منهم ضعيفاً في إيمانه.
- بيان وإظهار أسماء الله -تعالى- وآثارها في مخلوقاته، ومنها اسمه الرافع، والخافض، والمعزّ، والمذلّ، والحكم، والعدل.
المراجع
- ↑ سورة الكهف ، آية:50
- ^ أ ب محمد المقدم ، تفسير القرآن الكريم، صفحة 19، جزء 4. بتصرّف.
- ^ أ ب مأمون حموش (2007)، التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون (الطبعة 1)، صفحة 201، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة ، آية:35-36
- ^ أ ب محمد الأمين الشنقيطي (2019)، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (الطبعة 5)، الرياض/ بيروت :دار عطاءات العلم/ دار ابن حزم ، صفحة 658، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن العقل (2018)، نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود (الطبعة 4)، المملكة العربية السعودية :مركز النخب العلمية، صفحة 67-68. بتصرّف.