كيف دخل الإسلام إلى المغرب

كتابة:
كيف دخل الإسلام إلى المغرب

نشر الإسلام

بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدأ المسلمون باختيار من يكون خليفةً عليهم؛ لتنظيم أمورهم، ولاستكمال رسالة الإسلام ونشره في أكبر رقعة من الأرض؛ وليستطيع المسلمون لتحرير الناس من الجهل، وسيطرة بعض الأنظمة الظالمة عليهم، ولزيادة أعداد المسلمين كذلك في جميع أرجاء الأرض.

كيفيّة دخول الإسلام إلى المغرب

دخل الإسلام المغرب العربي في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ ثم توسع في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وإمارة معاوية، ويزيد، وعبد الملك بن مروان؛ فقد بعث الفاروق عمرو بن العاص، وبعث عثمان عبد الله بن أبي السرح، وبعث معاوية رويفع بن ثابت، ومعاوية بن حديج، وعبد الله بن الزبير، وعقبة بن نافع، وجاء يزيد وأتم أمر عقبة بن نافع -رضي الله عنهم- جميعاً.[١]

وبعقبة بن نافع -ضي الله عنه- دخل الإسلام عامة المغرب، من أدناه إلى أوسطه؛ حتى بلغ المحيط الأطلسي؛ وكان مما اشتهر عنه أنه قال -رضي الله عنه-: "اللَّهُمَّ، اشْهَدْ أَنِّي قَدْ بَلَغْتُ المَجْهُودَ، وَلَوْلَا هَذَا البَحْرُ، لَمَضَيْتُ فِي البِلَادِ أُقَاتِلُ مَنْ كَفَرَ بِكَ؛ حَتَّى لَا يُعْبَدَ أَحَدٌ دُونَكَ". ثم اتسع انتشار الإسلام في المغرب من بعد ذلك على يد زهير بن قيس، وموسى بن نصير، وطارق بن زياد.[١]

إرسال القادة إلى المغرب

عقبة بن نافع

لما توفي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، تولى بعده ابنه يزيد الخلافة، وبعث عقبة بن نافع والياً على المغرب؛ فما إن وصل المدينة حتى اعتقل أبا المهاجر وخرب مدينته، وعمّر مدينة القيروان؛ ثم عزم على الجهاد في سبيل الله، فاستخلف على القيروان زهير بن قيس.[٢]

ثم خرج في جيش مهيب لفتح الحصون والمدن المغربية، كما صالح أهالي بعض المدن، وشتت جموع البربر والفرنج حتى وصل المغرب الأقصى؛ فأكثر فيهم الجراح والقتلى؛ فكان عقبة -رحمه الله- أول أَمير للمسلمين وطئت خيله المغرب الأقصى.[٢]

طارق بن زياد

بعد أن تسلم طارق رسالة من القيروان؛ موجهة من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك -رحمه اللَّه- بنشر الإسلام في الأندلس، عبر طارق البحر بسبعة آلاف مقاتل، غالبيتهم العظمى من البربر الذين دخلوا الإسلام جديدًا؛ وكان ذلك ليقاتل الحامية القوطية في الجنوب، والتقى الجيشان في معركة وادي برباط، سنة (92) هـ حتى انتصروا فيها.[٣]

موسى بن نصير

كان أول غزو لموسى بن نصير ضد البربر مع أولئك الذين قتلوا عقبة بن نافع -رحمه الله-؛ فسار إليهم بنفسه وقتل جيشهم، وسبى منهم الكثير حتى وصلوا إلى (20) ألفاً، وفي سنة ست وثمانين وجه موسى بن نصير المغيرة بن بردة العبدري، في مراكب فافتتح أولية؛ وهي أول مدائن صقلية من أرض المغرب.[٤]

وفي سنة سبع وثمانين أغزا موسى بن نصير ابنه عبد الله بن موسى بن نصير سردانية من بلاد المغرب، حتى توالت الفتوحات وعظمت في عهده.[٤]

صعوبات واجهت المسلمين في المغرب

واجه المسلمون في فتح المغرب العربي عدة صعوبات نذكر منها:[٥]

  • صعوبة تضاريس

ووعورة جبالها، ومسالكها، وبعد المسافات بين المراكز العمرانية المختلفة، وصعوبة الاتصال فيما بينهما، مما أثر ذلك بخشونة أهلها ورباطة جأشهم؛ حتى إنهم أوقعوا الهزيمة بالعرب غيرة مرة في عدد من المعارك، كما قتلوا قائداً عظيماً قوياً كعقبة بن نافع -رحمه الله-.

  • الفتن الداخلية

ولقد واجه المسلمون عدداً من المشكلات الداخلية، والفتن الكبرى، من مقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، إلى أمر الخلافة بين علي بن أبي طالب وبين معاوية -رضي الله عنه-، وواقعة الجمل، وغيرها؛ كل ذلك كان له أثره الواضح في الانصراف عن متابعة وتنظيم الفتح الإسلامي للمغرب، مما أدى إلى إطالة مدة الفتح.

  • عدم وجود قواعد ثابتة للفتح

حتى إن المسلمون كانوا يقومون بمحاولات استكشافية كثيرة؛ لتكوين فكرة واضحة عن طبيعة المنطقة، وعن طبيعة سكانها، وكانوا يتوجهون إلى مركزهم في مصر دون ترك قوات كافية للحفاظ على المدن؛ مما أدى إلى انتهاز الفرص من قبل البربر والروم غير مرة، للاستيلاء على المدن بعد انتهاء المعارك.

  • اختلاف وجهات النظر بين قادة الفتح الإسلامي

فقد رأى بعض القادة أن القتال وحده هو الحل الأمثل، ورأى بعضهم ضرورة إقامة معسكرات وقواعد ثابتة للمسلمين، ولجأ آخرون إلى سياسة إقامة علاقات مع البربر، وكل ذلك نتيجة اتساع رقعة البلاد وكثرة مشاكلها.

  • رغبة بعض الولاة بالسلطة والحكم

وسعيهم لأن تكون لهم اليد العليا في البلاد، والتمتع بخيراتها وأموالها، مما أدى إلى تعطل الخطط العسكرية للفتوحات.

المراجع

  1. ^ أ ب [عبد العزيز الطريفي]، المغربية في شرح العقيدة القيروانية، صفحة 22. بتصرّف.
  2. ^ أ ب [أحمد بن خالد الناصري]، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، صفحة 137. بتصرّف.
  3. [جهاد الترباني]، مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ، صفحة 80-81. بتصرّف.
  4. ^ أ ب [ابن عساكر، أبو القاسم]، تاريخ دمشق، صفحة 216. بتصرّف.
  5. طه عبد المقصود عبد الحميد أبو عبية، موجز عن الفتوحات الإسلامية، صفحة 40-44. بتصرّف.
2557 مشاهدة
للأعلى للسفل
×