محتويات
انتشار الإسلام
انتشر الدين الإسلامي في مختلف أصقاع الكرة الأرضية من خلال الجهاد أو ما يسمى بالفتوحات الإسلامية، والتبادل التجاري مع البلدان الأخرى، فعرف غير المسلمين أنّ الإسلام دين عظيم يتضمن شرائع ربانية غاية في العدل والإحسان، وسنتحدث في هذا المقال بشيء من الإيجاز عن دخول الإسلام إلى بلاد الهند.
كيف دخل الإسلام الهند؟
الفتح الأول
أورد الحافظ الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام أنّ المهلب بن أبي صفرة غزا بلاد الهند عام (44) هـ، وقد نال من العدو وهزمه، وتولى رئاسة المنطقة تحت حكم ابن الزبير -رضي الله عنهما-، وكان هذا بمثابة الفتح الإسلامي الأول للهند.[١]
الفتح الثاني والثالث
تطرق إلى هذا الحديث المؤرخ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية؛ فأورد أنّ محمد بن القاسم وهو ابن عم الحجاج الثقفي غزا بلاد الهند سنة (93) هـ، وكان ملك الهند آنذاك يدعى داهر، فقتل الملك وثلة من الذين معه، ثمّ سارت الجيوش الإسلامية إلى مدينة الكبرج، ورجعوا بغنائم وأموال لا تحصى، وكان هذا الفتح الثاني للهند.[٢]
كان الفتح الثالث على يد محمد بن القاسم أيضاً بعد عامين فقط، حيث داهم مدينة المولينا أو الملتان، وأخذ منها أموالاً طائلة.[٣]
الفتح الرابع
توالت الفتوحات الإسلامية في بلاد الهند في عهد الخلافة العباسية، وكان ذلك على يد الخليفة المهدي العباسي عبد الملك بن شهاب المسمعي سنة (160) هـ، فحاصر مدينة باربد ورماها بالمنجنيق.[٤]
ولمّا أراد ومن معه مغادرة الهند؛ تعثرت طريق عودتهم بسبب اعتلاء البحر، ثمّ أصيبوا بداء في الفم، فهلك منهم كثيرون، فلما بلغوا ساحلاً من فارس يقال له بحر حمران هاجت عليهم ريح الغرق، ثمّ وصل مَن وصل منهم إلى البصرة محملاً بالسبايا، ومات بعضهم ممن تكسرت مراكبهم.[٤]
الفتح الخامس
غزا السلطان الملك يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين التركي بلاد الهند سنة (392) هـ، ثمّ اقتتل مع ملكها الهندي آنذاك جيبال، ففتح الله على المسلمين، وأيّدهم بنصر من عنده، وتمكنوا من أسر الملك، وغنموا مغانم كثيرة، ثمّ أمر السلطان بإطلاق سراح الملك جيبال استهانة به وإذلالاً له بين شعبه، فلما وصل بلاده ألقى بنفسه في النار التي يعبدون فمات حرقاً.[٥]
تجدر الإشارة إلى أنّ السلطان محمود تعهد بغزو الهند مرة كل عام، ففتح بلاداً كثيرة، وحطم أصناماً عديدة من بينها الصنم سومنات الذي كان بحوزته أموال طائلة تقرّب له بها كفرة الهند اعتقاداً منهم أنّه يحيي ويميت، فكان تحطيم سومنات بمثابة نصر عظيم مكّن السلطان بن سبكتكين من فتح القلعة في ثلاثة أيام.[٥]
بدايات دخول الإسلام إلى الهند
كان للعرب مع دولة الهند صلات تجارية كثيرة؛ فقد كانت الهند قديماً تضم: الهند، وباكستان، وبنجلاديش، وسريلانكا، والمالديف، وقد ذكرت كتب التاريخ أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى حاكمها "ماليبار" يدعوه إلى الإسلام، كما أنّ الملك "كدنغلور" زار النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما وصلت إليه الدعاة في الهند.[٦]
وفي عهد الخلافة الراشدة وصل المسلمون إلى مناطق مختلفة من الهند؛ منها شمال بومباي، وفي عهد معاوية -رضي الله عنه- وصل المسلمون إلى السند، ثم أُرسل في خلافة عبد الملك بن مروان محمد بن قاسم لغزوها؛ ففتحها، وكان ذلك بداية انتشار الإسلام فيها.[٦]
المراجع
- ↑ [شمس الدين الذهبي]، تاريخ الإسلام، صفحة 206. بتصرّف.
- ↑ [ابن كثير]، البداية والنهاية ت التركي، صفحة 505. بتصرّف.
- ↑ [ابن كثير]، البداية والنهاية، صفحة 136. بتصرّف.
- ^ أ ب [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة التاريخية الدرر السنية، صفحة 476. بتصرّف.
- ^ أ ب [ابن عاشور]، جمهرة مقالات ورسائل الشيخ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور، صفحة 159-160. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصة الإسلام في الهند"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/11/2022. بتصرّف.