كيف كان جمال سيدنا يوسف عليه السلام

كتابة:
كيف كان جمال سيدنا يوسف عليه السلام

كيف كان جمال يوسف -عليه السلام-؟

ذكر الله في سورة يوسف من القرآن الكريم فقال: (وَآتَت كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ سِكّينًا وَقالَتِ اخرُج عَلَيهِنَّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَقَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ)،[١] فقد ذهبت عقول النّساء حين رأين يوسف فقطّعن أيديهنّ دون أن يشعرن وذلك من شدّة جماله، وقيل إنّ الله وهبه نصف حسن أهل الأرض، والنّصف الآخر بين أهل الأرض جميعاً،[٢] فقد عمّ نور وجهه المجلس كاملاً حتّى كاد نوره يذهب بأبصارهنّ.[٣]


ثمّ وصفه الله في نهاية الآية فقال: (ما هـذا بَشَرًا إِن هـذا إِلّا مَلَكٌ كَريمٌ)،[١] وكما عُرف عند النّاس أنّ الجميل يأخذ وصف الملك،[٤] وقد وصفه كعب الأحبار فقال: "كان يوسف حسن الوجه، جعد الشعر، واسع العينين، مستوي الخلق، أبيض اللّون، عريض السّاقين والسّاعدين والعضدين، خميص البطن، صغير السرّة، يخرج النّور من ضواحكه إذا ابتسم ومن فمه إذا تكلّم، فلا يستطيع أحد وصفه، يُشبه حسنه ضوء النّهار في اللّيل".[٥]


الفرق بين جمال النبي يوسف وجمال النبي محمد

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجمل الخَلق على الإطلاق في خَلقه وخُلُقه، حيث أوتي الحسن كله، أمّا يوسف -عليه السّلام- فقد أوتي شطر الحسن، وما من نبيٍّ إلّا أوتي من الحسن.[٦]


وقد قال بعض العلماء: إنّ جمال سيّدنا محمّد كان مكللاً بالهيبة، والوقار، والجلال، وهو ما ميّزه عن غيره، كما قال بعضهم: إنّ سيّدنا محمّد كان له من الجمال ما لا يُمكن وصفه لكنّ الله أخفاه، وذلك لكي يستطيع الصّحابة النّظر إليه، وذلك بخلاف جمال يوسف -عليه السّلام- الذي لم يخفيه -سبحانه وتعالى-.[٦]


أخلاق سيدنا يوسف -عليه السلام-

ظهر الخلق الحسن بسيرة يوسف -عليه السّلام- في جميع مراحل حياته، وقد أخذه عن والده الذي كان حسن الخلق أيضاً،[٧] ومن الأخلاق التي اتّصف بها ما يأتي:

  • الطّهارة والعفّة؛ فقد راودته التي هو في بيتها، ورغم أنه كان شاباً إلا أنّه لازم عفته وطهارته، وما كان منه إلّا أن قال: (مَعاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ).[٨][٧]
  • حسن تعامله وخطابه مع والده، وذلك حين قال له: (يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ)،[٩] إضافة إلى أنّه كان يخبره أسراره وما لا يطّلع عليه أحداً من النّاس.[١٠]
  • طاعته لامرأة العزيز رغم فعلها معه، حيث بقي ملتزماً بأداء حقوقها، فلمّا أمرته بالدّخول على النّساء فعل ذلك وأطاعها.[١١]
  • اتّصافه بالحلم، فلمّا جاءه إخوته أكرمهم وأوفى لهم الكيل، وأحسن ضيافتهم، رغم أنّه كان في موقف عزّة.[١٢]
  • الجود والكرم، حيث أوفى لإخوته المكيال، قال -تعالى-: (أَلا تَرَونَ أَنّي أوفِي الكَيلَ وَأَنا خَيرُ المُنزِلينَ).[١٣][١٤]
  • شكر الله على النّعمة، فقد قال حين خرج من السّجن: (وَقَد أَحسَنَ بي إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ).[١٥][١٦]


تعريف عام بسيدنا يوسف -عليه السلام-

اسمه يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السّلام-، وصفه رسول الله فقال: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ)،[١٧][١٨] له إحدى عشر أخاً، واحد منهم أخ شقيق، والآخرون إخوته لأبيه، تميّز منذ صغره بالذّكاء، والفطنة، والحكمة، وشدّة الفهم.[١٩]


وعُرف بين النّاس بالإخلاص لله، وصدق المعاملة مع النّاس، والاعتراف بالجميل، وقد أحبّه والده حباً شديداً ميّزه به عن إخوته، وزاد حبّه له حينما رأى في المنام إحدى عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، فعلم أنّ الله اختاره للنبوّة، وعاش يوسف حتى تحقّقت هذه الرّؤيا، ثمّ مات بمصر ودُفن فيها.[١٩]


خلاصة المقال: وصف الله تعالى جمال يوسف عليه السلام في القرآن، حيث كان شديد الجمال، وكان جميلاً في خَلقِه وخُلقه، فقد اتّصف بالحلم وحسن معاملة مع غيره، وأحبّه والده حبّاً كثيراً.


المراجع

  1. ^ أ ب سورة يوسف ، آية:31
  2. مصطفى العدوي ، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 10. بتصرّف.
  3. ابن الدواداري (1994)، كنز الدرر وجامع الغرر، القاهرة :عيسى البابي الحلبي، صفحة 221، جزء 2. بتصرّف.
  4. حسن الزهيري ، شرح صحيح مسلم، صفحة 5. بتصرّف.
  5. الثعلبي (2002)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 204، جزء 5. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "بيان جمال النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب ، 4-11-2012، اطّلع عليه بتاريخ 17-8-2021. بتصرّف.
  7. ^ أ ب أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، بيروت :مؤسسة الرسالة ، صفحة 224. بتصرّف.
  8. سورة يوسف ، آية:23
  9. سورة يوسف، آية:4
  10. عبد المحسن المطيري ، جميل أخلاق يوسف عليه السلام من سورة يوسف، صفحة 33. بتصرّف.
  11. عبد المحسن المطيري ، جميل أخلاق يوسف عليه السلام من سورة يوسف، صفحة 35. بتصرّف.
  12. عبد المحسن المطيري ، جميل أخلاق يوسف عليه السلام من خلال سورة يوسف، صفحة 37. بتصرّف.
  13. سورة يوسف ، آية:59
  14. بان الراوي، أسماء شريف، التربية الأيمانية والأخلاقية من قصة يوسف عليه السلام، صفحة 20. بتصرّف.
  15. سورة يوسف ، آية:100
  16. بان الراوي، أسماء شريف، التربية الإسمانية والأخلاقية من سورة يوسف عليه السلام، صفحة 21. بتصرّف.
  17. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:4688، صحيح .
  18. عبد المحسن المطيري، جميل أخلاق يوسف عليه السلام من خلال سورة يوسف، صفحة 27. بتصرّف.
  19. ^ أ ب أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، بيروت :مؤسسة الرسالة ، صفحة 191-193. بتصرّف.
5229 مشاهدة
للأعلى للسفل
×